تعاني مدينة تعز اليمنية التي يقطنها 600 ألف شخص من غياب المساعدات الإنسانية بسبب حصار المتمردين الحوثيين المستمر منذ أشهر.
لا تزال مدينة تعز التي يحاصرها المتمردون الحوثيون في جنوب غرب اليمن، محرومة من المساعدات الإنسانية التي وصلت إلى مناطق أخرى في المحافظة، حسب مصادر محلية.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية، في بيان لها، أنها أرسلت أكثر من 100 طن من الأدوية والمستلزمات الطبية إلى محافظة تعز، مؤكدة "تعثر" توزيع مساعدات في داخل تعز، ثالث كبرى المدن اليمنية المحاصرة منذ أشهر.
وقال عضو لجنة الإغاثة الطبية المحلية في تعز محمد القباطي لوكالة "فرانس برس": "نؤكد أن أي مساعدات لم تصل إلى داخل المدينة المحاصرة فعليًّا، وعلمنا أن هناك مساعدات تدخل إلى المناطق الواقعة خارج المدينة والأرياف والمديريات التي تقع تحت سيطرة من يحاصروننا".
وأضاف: "ثمة نفاد للأدوية والأكسجين. تعز تعيش كارثة حقيقية".
وأعلن مستشفى الثورة، وهو الأكبر في تعز، إغلاق أبوابه الجمعة بسبب نفاد مخزونه من الأدوية والمعدات الطبية والجراحية.
وتعاني المدينة التي يقدَّر عدد القاطنين فيها بـ600 ألف نسمة، من وضع إنساني صعب بعد أشهر من الحصار ينفّذه المتمردون الحوثيون وحلفاؤهم من القوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح.
ويستهدف هؤلاء بانتظام بالمدفعية والصواريخ أحياء المدينة التي تسيطر عليها القوات الموالية للرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي.
وفي بيان لها أصدرته أمس (الأحد)، قالت منظمة الصحة العالمية إنها أرسلت "أكثر من مئة طن من الأدوية والمستلزمات الطبية لأكثر من مليون مستفيد في 8 مديريات في محافظة تعز"، مشيرة إلى أن المستلزمات التي تشمل أدوات طبية ومعدات جراحة، وُزِّعت على 13 مستشفى ومركزًا صحيًّا.
وأكدت المنظمة "تعثر توزيع 22 طنًّا من المستلزمات الطبية على خمسة مرافق صحية (...) داخل مدينة تعز بسبب صعوبة الوصول إلى هذه المناطق"، مؤكدة العمل مع أطراف النزاع "للسماح بإدخال المستلزمات الطبية".
واعتبر ممثل المنظمة أحمد شادول أن عدم وصول هذه المساعدات "يحرم السكان من الحصول على الرعاية الصحية الأولية وينتهك حقوقهم الأساسية"، مؤكدا الحاجة إلى ضمان وصول المساعدات دون انقطاع".
وأشارت المنظمة إلى أن هذه المساعدات أُرسلت بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ هذا الشهر.
وأتى وقف إطلاق النار الذي يتعرض لخروقات يومية، مع انطلاق مباحثات سلام بين طرفي النزاع في سويسرا في 17 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
ورأى عبد الكريم شمسان، وهو رئيس ائتلاف عدد من المنظمات الإغاثية المحلية في تعز، أن "المساعدات تسلَّم لمن يقتلوننا"، في إشارة إلى الحوثيين.
وأضاف: "يجب التفريق بين وصول مساعدات إلى مدينة تعز وبين دخول المساعدات إلى مدينة محاصرة منذ أشهر"، مشيرًا إلى أن الحوثيين "زادوا من تضييق الخناق، ومنعوا دخول الناس الذين يعبرون سيرًا على الأقدام، ويصادرون أي مقتنيات شخصية يحملها هؤلاء".
ودفع الوضع الصعب في تعز سكان المدينة إلى السير مسافات طويلة عبر دروب جبلية وعرة وشديدة الانحدار، لنقل مواد غذائية وتموينية على ظهرهم، أو مستعينين بحمير وجمال.
وحسب أرقام الأمم المتحدة، قُتل قرابة ستة آلاف شخص وهاجر ما يقرب من 2.5 مليون شخص منذ مارس/ آذار الماضي، تاريخ بدء التحالف العربي بقيادة السعودية عملياته في اليمن لدعم القوات الموالية للرئيس هادي ضد الحوثيين.