إسرائيل تخطط لإقامة ثاني أكبر مشروع استيطاني في تاريخها بالضفة
خبراء: المشروع يقوض حلم إقامة الدولة الفلسطينية
خبراء فلسطينيون ينظرون بخطورة بالغة للمشروع الاستيطاني الذي كشف عنه ويشمل تمويل بناء 55 ألف وحدة في مستوطنات الضفة والقدس
ينظر خبراء فلسطينيون بخطورة بالغة للمشروع الاستيطاني الذي كشف عنه ويشمل تمويل بناء 55 ألف وحدة سكنية في مستوطنات الضفة الغربية والقدس المحتلة؛ ما يصب الزيت على نار الغضب الفلسطيني المشتعلة منذ ثلاثة أشهر.
ووفق ما كشفت عنه حركة السلام الآن الإسرائيلية، اليوم الاثنين؛ فهناك خطط لإقامة 55 ألف وحدة سكنية في المنطقة E1 بالإضافة إلى التخطيط لإقامة 3500 وحدة سكنية إضافية تهدف إلى تحويل مستوطنات صغيرة في محيط القدس إلى مستوطنات كبيرة.
ثاني أكبر مشروع بناء استيطاني
ووصف الخبير الفلسطيني عبد الهادي حنتش لـ"بوابة العين" المشروع الاستيطاني الجديد بأنه ثاني أكبر مشروع بناء استيطاني في تاريخ الاستيطان منذ حوالي 45 عاما، لافتا إلى أنه قبل ثلاث سنوات أعلنت إسرائيل بناء 64 ألف وحدة استيطانية تركزت معظمها في القدس ومحيطها.
وقال: "الآن هذا المشروع يركز في القدس أيضا والمدن المحيطة (بيت لحم والخليل) بهدف خلق تواصل جغرافي بين المستوطنات في المنطقة وضمها للقدس الكبرى التي تسعى إسرائيل لإقامتها".
وأشار إلى صدور قرار عسكري عام 2014 بمصادرة 4 آلاف دونم من شمال التجمع الاستيطاني شمال الخليل باتجاه القدس، لافتا إلى أن هذا المشروع يهدف إلى خلق تواصل جغرافي في القدس من الجهة الغربية بدءاً من مستوطنة جيلو مرور ببيت جالا ووصولا إلى تجمع غوش عتصيون شمال الخليل.
وأضاف: "بذلك تتمدد مساحة القدس الكبرى لتصل إلى 166 كم2"، منوها إلى أن ذلك ينسجم مع الرؤية الإسرائيلية التي لم تضع حدودا للقدس الكبرى .
جوانب الخطورة
وأشار حنتش إلى أن لهذا المشروع الضخم خطورتان: الأولى فصل القدس تماماً عن الضفة الغربية، والثانية فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها ، فيما يتم التحكم بالمرور بين شقي الضفة من خلال شارع رقم 40 المسيطر عليه بالكامل من الاحتلال.
وبحسب ما تلقت حركة "السلام الآن" الإسرائيلية، وما نشرته اليوم الاثنين على موقعها وما نشرته أيضا صحيفة "هأرتس" العبرية استنادا لهذه المعلومات الرسمية، فإن هذه الخطط تشمل البناء الاستيطاني في منطقة "E1" شرقي القدس، والتي سبق وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عام 2013 تجميد البناء الاستيطاني في هذه المنطقة بعد الانتقادات الدولية الواسعة لإسرائيل.
استيعاب ربع مليون مستوطن
ويؤكد الخبير في شؤون الاستيطان، خالد معالي لـ"بوابة العين" أن المشروع الاستيطاني الحالي هو الأخطر في سلسلة المشاريع الاستيطانية في السنوات الأخيرة، إذ من خلاله ستقيم إسرائيل أكبر تجمع استيطاني في الضفة الغربية والقدس، تهدف من ورائه إسرائيل لإسكان مئات الآلاف من المستوطنين لفرض وقائع خطيرة على الأرض الفلسطينية.
ويتضح من المعطيات الرسمية التي قدمتها وزارة الإسكان الإسرائيلية ردا على الالتماس الذي تقدمت به حركة "السلام الآن" تحت قانون حرية المعلومات، أن الوزارة تعد خططا لاستيعاب ربع مليون مستوطن جديد في المناطق المحتلة عام 1967.
ويحذر معالي بأن اكتمال المشروع يعني فعليًّا استحالة إقامة دولة فلسطينية على مساحة جغرافية متواصلة، ويكرس المشروع الإسرائيلي الهادف إلى إقامة تجمعات فلسطينية منفصلة لا يتم التواصل بينها.
وقال: "الضفة الغربية قبل المشروع لن تكون هي الضفة بعد تنفيذ المشروع... إن ترك العنان للاحتلال لينفذ مشروعه يعني الضفة ستكون برميل بارود"، محذرا بأن إسرائيل تسعى لزج مئات الآلاف من المتطرفين في المستوطنات، وهي بذلك تضع المتطرفين مع الفلسطينيين في مواجهة لن تكون سهلة.
والحديث يدور حسب الوثائق الرسمية لوزارة الإسكان التي تسلمتها حركة "السلام الآن" عن خطط لبناء 55,548 وحدة استيطانية، نصفها سيتم بناؤه في المستوطنات الصغيرة في الضفة الغربية لتحويلها إلى تجمعات استيطانية كبيرة بالإضافة لبناء مستوطنتين جديدتين، وهي خطط بعيدة المدى وتحتاج لعدة سنوات لتحقيقها.
ورصدت وزارة الإسكان في شهر تشرين ثاني لعام 2014 مبلغ 3,6 مليون شيقل، لتسريع مخططات بناء 3200 وحدة استيطانية في منطقة "E1" والتي تصل بين مستوطنة "معالي ادوميم" بمدينة القدس، حيث سلمت الوزارة هذا المبلغ إلى ما يسمى بلدية مستوطنة "معالي ادوميم".
أين المجتمع الدولي؟
من جهتها، أكدت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، في بيانٍ اليوم تلقت "بوابة العين" نسخة منه، أن المخطط الاستيطاني التصعيدي، الذي تعده الحكومة الإسرائيلية، يتطلب خطوات فورية وحازمة من قبل المجتمع الدولي.
وأضافت أن إمعان إسرائيل في سياساتها الأحادية واستمرارها في سرقة الأراضي وبناء وتوسيع المستوطنات، وخاصة في مشروع (E1)، هو رسالة استفزاز وتحدٍ للمجتمع الدولي، تؤكد نيتها ومساعيها الحثيثة لتدمير فرص السلام من خلال العمل بشكل فعلي على عزل القدس عن محيطها الفلسطيني وتقسيم الضفة الغربية، وتفتيت وحدة أراضي دولة فلسطين بهدف فرض 'إسرائيل الكبرى' على أرض فلسطين التاريخية.
ودعت عشراوي، المجتمع الدولي بتنفيذ إدانته ورفضة لجميع أشكال الأنشطة الاستيطانية عبر اتخاذ تدابير ملموسة وفاعلة من أجل كف يد إسرائيل عن أراضي وموارد ومقدرات شعبنا الفلسطيني، مشددة على ضرورة رد إسرائيل ومحاسبتها على انتهاكاتها المخالفة لقواعد القانون الدولي والاتفاقات الموقعة واستخفافها بقرارات الشرعية الدولية.