صحف عالمية تشيد بتحرير الرمادي.. "داعش" يعاني أثقل هزائم
قالت إن استعادة السيطرة على المدينة يمثل دفعة قوية لحكومة العبادي
أشادت عدة صحف عالمية بتحرير مدينة الرمادي العراقية، باعتباره "دفعة قوية" للحكومة، و"أثقل هزائم" التنظيم الإرهابي.
أشادت عدة صحف عالمية بتحرير مدينة الرمادي العراقية، ورفع علم البلاد فوق مجمعها الحكومي الرئيسي، باعتباره "دفعة قوية" للحكومة في ظل أول انتصار عسكري كبير لقوات الجيش على تنظيم "داعش"، منذ حوالي 18 شهرا، و"أثقل هزائم" التنظيم الإرهابي.
وقالت صحيفة "التايمز" البريطانية، إن "تنظيم داعش ذاق أثقل هزائمه اليوم، بعد اقتحام القوات العراقية مدينة الرمادي الاستراتيجية، مدعومة بالضربات الجوية للتحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، وهو ما يمثل دفعة قوية لحكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي".
وارتأت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، أن "هذا الانتصار الذي استغرق أشهرا من التنظيم والتنسيق مع قيادة التحالف، يعوض الهزيمة المحرجة أمام تنظيم داعش، عندما سيطر عناصره على الرمادي في مايو الماضي، ويحرم المسلحين من أكبر جوائزهم في عام 2015".
فيما أشارت صحيفة "ديلي ميل" إلى أن 10 آلاف جندي عراقي، استغرقوا 6 أيام لتحرير المدينة التي كانت معقلا للتنظيم من 300 جهادي، تحصنوا في المجمع الحكومي أمس، وحاولوا عرقلة تقدم قوات الجيش المدعومة بالقصف، قبل أن يتوقفوا عن إطلاق النار في الثامنة من صباح اليوم، بحسب قائد عسكري عراقي، يعتقد أنهم إما قتلوا أو هربوا.
ووصفته صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية بأنه "انتصار رمزي، يمكن أن يساعد في رفع معنويات قوات الأمن المحاصرة في العراق، في معركتها لاستعادة السيطرة على بقية المدن".
ونقلت تصريحات للكولونيل ستيف وارن، المتحدث باسم الجيش الأمريكي في بغداد، قال فيها إن "نجاح اليوم هو لحظة فخر بالنسبة للعراق".
وبدورها قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن "القوات العراقية تسعى لإحكام سيطرتها على الرمادي بعد المكاسب التي حققتها ضد داعش، في معركة كانت تمثل اختبارا حاسما لقوات الأمن الحكومية، وينظر إليها باعتبارها دفعة مهمة للوحدات العراقية التي كافحت لإخراج التنظيم من معاقله في البلاد".
وأوضحت أن استعادة السيطرة على مدينة الرمادي، التي تبعد نحو 80 ميلا إلى الغرب من بغداد، ستدفع "داعش" بعيدا عن العاصمة العراقية، ويمكن أن تصبح نقطة انطلاق لمحاولة كبرى لطرد المسلحين من مدينة الموصل (شمال) التي تعد مركزهم سلطتهم في البلاد.
ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن تحرير الرمادي يمثل نصرا استراتيجيا ورمزيا في أعقاب 7 أشهر من احتلال وحشي للمدينة من قبل الجماعة المتطرفة، كما أن خسارة العاصمة والمدينة الأكثر اكتظاظا بالسكان في محافظة الأنبار، سيكون أهم حلقة في سلسلة الهزائم الأخيرة لداعش.
وأشارت إلى أن استعادة السيطرة على الرمادي سيسمح للعراق بقطع خطوط الإمداد إلى الفلوجة، وسيصعب على التنظيم مواصلة السيطرة على هذه المدينة، وسيعطي دفعة تمس إليها حاجة العبادي، الذي يقود حكومة يهيمن عليها الشيعة، بينما يحاول التقرب إلى الأقلية السنية الكبيرة في البلاد.
وأبرزت "نيويورك تايمز" تحذير بيير جان لويزارد، مدير الأبحاث في المركز الوطني للبحوث العلمية في فرنسا، ومؤلف كتاب صدر حديثا عن "داعش" من "النظر إلى الرمادي باعتبارها نقطة تحول"، حيث قال إن قوة داعش لا يستمدها من القوة العسكرية ولكن من "ضعف خصومه، وعلى رأسهم الدولة العراقية بحكومتها التي يهيمن عليها الشيعة".
وأشار إلى أن "داعش" لا يمكن هزيمته، حتى تضمن الأقلية العربية السنية -التي هيمنت على العراق حتى أطاح الغزو الأمريكي بصدام حسين عام 2003- مكانا في الحكومة، لا سيما بعد 10 سنوات انحسرت وتزايدت خلالها أعمال العنف الطائفي.
وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إنه بعد هذا الانتصار الكبير لحكومة بغداد في حملتها العسكرية لسحق الجماعة المتطرفة، يأمل القادة العسكريون العراقيون والأمريكيون في استغلال زخم نجاح اليوم -إلى جانب خسائر داعش الأخيرة أمام القوات الكردية في شمال العراق والميليشيات الشيعية في مصفاة بيجي- للمساعدة في حشد قواتهم لانتزاع السيطرة على مدينة الموصل من الجماعة المتشددة.