أردنيات يعترفن بفضل الإنترنت في تحقيق أحلامهن بالعمل من المنزل
سيدات أردنيات قررن تحقيق أحلامهن عبر تعلم مهارات جديدة من خلال الإنترنت، ساعدتهن على العمل من المنزل، ومساعدة عائلاتهن في تحسين الدخل.
اكتشفت الأردنية منتهى ندى أنها تكره الفراغ ولا تستطيع تحمله، وبعد البحث المستمر عن فكرة تشغل بها نفسها، وجدت أن فن "الكروشيه"، وهو النسج بالصوف أكثر ما يشغل بالها وتريد تعلمه، ولكن كيف؟!
قصة "منتهى" كقصص كثيرات من سيدات الأردن اللواتي ترغبن في تعلم مهارات عديدة دون أن يغادرن المنزل، فكان اللجوء إلى شبكة الإنترنت.
تقول منتهى: "أصبح أبنائي في مراحل دراسية لا يحتاجون بها إلى مساعدتي، والفراغ يقتلني ويجعلني أشعر بالاكتئاب، فبحثت في شبكة الإنترنت عن فن الكروشيه، وبالفعل وجدت مواقع عديدة تعلم هذا الفن، لكن موقع يوتيوب علمني كيفية النسيج خطوة بخطوة".
تعترف منتهى أنها لم تمسك بحياتها أي إبرة للنسيج، ومن هنا بدأ التحدي: "منذ صغري أحب التحدي، ومواجهة الصعاب، وبدأت بتعلم النسيج من خلال موقع يوتيوب، أخذت وقتي، ووقعت بأخطاء متكررة في البداية، إلا أنني في نهاية المطاف وجدت نفسي قادرة على نسج أي قطعة أريدها".
وتؤكد منتهى لـ"العين" أن "عمر أي سيدة لا ينبغي أن يكون حائلا دون تحقيق حلمها، فعمري الآن 36 عاماً، وتعلمت النسيج رغم مشقة التعلم التي جعلتني في البداية أشعر بألم في كتفي ويدي".
لدى "منتهى" ثلاثة أبناء، يقدمون لها الدعم والتشجيع النفسي، وتضيف: "تمسكت بحلمي بعدما رأيت أن الطلبات علي أعمالي تزيد بمرور الوقت، خاصة في فصل الشتاء، فأنسج فساتين للأطفال ولفحات متنوعة وطواقي شتوية وكثيرا من الأمور، أساعد زوجي ماديًّا دون أن أخرج لوظيفة وأهمل منزلي وعائلتي، وشعرت بأهمية الإنترنت لأنه ساعدني على تحقيق حلمي وزيادة مواردنا المالية وتحسين حالتنا الاقتصادية".
استغلال شبكة الإنترنت
أما الأردنية ولاء الشنطي، التي تعد "الكيك" من مطبخها الصغير وبأدواتها البسيطة، وتبيعه للأمهات، فحققت حلمها ومشروعها المنزلي بإصرارها وعزيمتها.
ولاء التي تبلغ من العمر 28 عاماً، شعرت منذ الطفولة بأن لديها ميولا كبيرة تجاه إعداد الحلويات، خاصة الحلويات الغربية، وسعت بشكل جدي لتطوير مهارتها وإيجاد مشروع خاص بها، وتقول: "درست علم المحاسبة، لكنني لم أرغب في العمل ضمن تخصصي الجامعي، خوفاً من إهمال زوجي وأطفالي، فبدأت في تعلم فن تزيين الكيك قبل ثلاث سنوات، وأخذت دورة في أساسيات التزيين عند الطاهية منال العالم، وخضت تجربة التطبيق في المنزل بإعداد نماذج بسيطة لي ولعائلتي، وبالفعل لاقت هذه النماذج ردود فعل إيجابية، وبعدها قررت أن أطور هذه الرغبة".
ولاء لم تعتمد فقط على رغبتها والدورة البسيطة التي أخذتها، بل أيضا بحثت خلال شبكة الإنترنت، خاصة موقع "يوتيوب"، لكي تطور مهاراتها وتطلع على نماذج جديدة بالنسبة لها، وتقول: "شبكة الإنترنت لم توجد فقط للترفيه كما يعتقد الكثيرون، فهي تتيح فرصا كثيرة للشخص كي يتعلم مهارات متعددة من خلال المواقع، وبدأت بنشر صور الكيك الذي أعده من خلال صفحتي الشخصية على موقع فيس بوك، ومع الوقت أصبحت لي صفحة خاصة بمنتجاتي، وانتشر عملي بين السيدات".
تجد ولاء أن أكثر ما يهم السيدات اللواتي يطلبن منها طلبية معينة، هو النظافة، فمعظم الأمهات وصلن إلى مرحلة اليقين أن المحال الخاصة بصنع الحلويات لا تلتزم كثيراً بشروط النظافة، ومن هنا زادت الطلبات لديها، فتقول: "أهتم بالنظافة، والحمد لله تحقق حلمي بأن أمارس هوايتي من داخل منزلي، وأن أساعد زوجي بمصاريف المنزل، فزوجي وعائلتي وكل من يعرفني قدموا لي المساندة وساعدوني بكل الطرق، وأعددت أول قالب كيك سنة 2013 لصديقتي، وبعدها توالت علي الطلبات".
التمكين الاقتصادي
ويبين الدكتور محمد الجريبيع، المدير العام لمركز الثريا للدراسات الاجتماعية، بالأردن، أن عمل المرأة من منزلها مهم جدًّا، ومؤشر على قدرتها على اتخاذ القرار ونظرتها الجيدة لنفسها، وحتى تستطيع تمكين نفسها بشكل اقتصادي يجب أن تكون لديها مهارات خاصة بالتواصل، وأخرى خاصة بالعمل، ويقول: "تبحث الكثير من السيدات عن مصادر للدخل دون الارتباط بوظيفة رسمية، لعدة أمور من بينها القيود الاجتماعية التي تمنع المرأة من العمل في كثير من المناطق، وأيضاً خوفها من اضطراب منزلها نتيجة انشغالها بالعمل".
ويضيف الجريبيع: "شبكة الإنترنت لها جانب سلبي وجانب إيجابي، ولا نستطيع إنكار أنها مصدر جيد للمعرفة، وبحسب آخر دراسة نشرها موقع (يس تو ديجيتال) المتخصص في المحتوى الرقمي، بينت أن المعدل اليومي من الزمن الذي يقضيه المستخدم الأردني على شبكة الإنترنت يصل إلى 2.3 ساعة في اليوم الواحد، وهو وقت لا يستهان به، ومن الجيد استغلاله لتعلم مهارات وفنون من شأنها أن تساعد في زيادة دخل الفرد".
ويرى الجريبيع أن موقع "يوتيوب" يتميز عن غيره من مواقع التواصل الاجتماعي بنشر الفيديوهات باختلاف مواضيعها، فيقول: "يشترك على موقع يوتيوب ما يقارب 800 مليون شخص في العالم، وبالتالي هو نافذة ومنبر لبث الأمور السلبية والإيجابية، وأُثَمِّنُ جهود النساء اللواتي وجهن استخدامهن لهذا الموقع بشكل إيجابي".
aXA6IDE4LjIyMC4xMTIuMjEwIA== جزيرة ام اند امز