أحزاب سياسية مصرية وشخصيات دينية أدانت إضرام متظاهرين إيرانيين النيران في السفارة السعودية بطهران وقالوا إن تلك الأفعال إجرامية
أدانت أحزاب سياسية مصرية وشخصيات دينية إضرام متظاهرين إيرانيين النيران في السفارة السعودية بطهران، وقالوا إن تلك الأفعال إجرامية.
وزارة الخارجية المصرية أعلنت رسميا، الأحد، إدانة واسعة لأفعال إيران، وطالبتها باحترام حرمة السفارات على أرضها وحماية العاملين بها وفقًا للعرف الدولي.
فيما دشن مصريون "هشتاج" على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تحت مسمى "مصر تدعم السعودية"، واتهم إعلاميون مصريون إيران بدعم الإرهاب ومساندته.
وقال مستشار مفتي الجمهورية الدكتور إبراهيم نجم: إن أحكام القضاء السعودي صدرت ضد أفعال إجرامية وليست ضد معتقدات مذهبية.
وأضاف أن هناك مخططًا يستهدف أمن المنطقة العربية وليس فقط السعودية، لافتًا إلى أن للمملكة العربية السعودية "الحق في اتخاذ جميع الإجراءات التي تكفل أمن مواطنيها".
واعتبر الدكتور عباس شومان -وكيل الأزهر الشريف- أن المشهد الفظ الذي أحاط بحادث السفارة السعودية بطهران لن يؤدي إلى حل المشكلات العالقة، مشيرًا إلى أن "لكل دولة لها الحق في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بالحفاظ على أمنها".
وعلى الصعيد السياسي والحزبي، أدان حزب المحافظين المصري حادثتي إحراق السفارة والقنصلية السعودية في إيران، معربًا عن "أسفه الشديد" لأعمال العنف التي قام بها المتظاهرون الإيرانيون.
ووصف الحزب -في بيان له، الأحد- تلك التصرفات الإيرانية بـ"الإجرامية غير المسؤولة"، مشددًا على ضرورة احترام السيادة القانونية لكل دولة، مع التأكيد على ضرورة التزام الدول وشعوبها بحماية مقار البعثات الدبلوماسية والقنصلية لديها للحفاظ على سلامة الأفراد والعلاقات الدولية، احترامًا لنصوص الاتفاقيات الدولية والعلاقات الدبلوماسية.
على صعيد متصل، أدان الاتحاد الدولي لشباب الأزهر والصوفية للشؤون الخارجية، الاتحاد الدولي حادثتي إحراق السفارة السعودية في طهران، والقنصلية السعودية في مدينة مشهد.
ووصف الدكتور سالم ريان -عضو المجلس الأعلى للاتحاد، في بيان له حصلت "العين" على نسخة منه- ما حدث بالانتهاك الصارخ للمواثيق والأعراف الدولية، مشيرًا إلى أن ما حدث عمل إجرامي وخبيث.
وأكد البيان ضرورة احترام حرمة مقار البعثات الدبلوماسية والقنصلية، وسلامة الأفراد العاملين بها، التي كفلتها "اتفاقيات فيينا" للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية.
وقال: إن ما حدث يعد "جزءًا من مؤامرة صهيونية"؛ لتشديد التفرقة في صفوف الأمة الإسلامية والخلاف بين الشيعة والسنة، مشددًا على أن النظام الإيراني سيدفع ثمن جريمته.
ودعا الاتحاد الدولي لشباب الصوفية المنظمات والمؤسسات الدولية المتشدقة بحقوق الإنسان والحرية، إلى اتخاذ موقف تجاه هذه الجريمة من دون مواقف مزدوجة ومتناقضة.
وقال: إن ما حدث لا شك أنه سيعزز وحدة شباب الأمة الإسلامية، ونشر رسالة السلام وثقافة المحبة، وبث روح التآخي والتسامح بين شباب العالم، وانتشار الفكر الأزهري الوسطي المعتدل، والفكر الصوفي القيمي والأخلاقي الداعي إلى رسالة السلام والأمان، وسيؤدى إلى سقوط وانهيار أركان هذا النظام الداعم للإرهاب والمنبوذ والمعادي للإسلام.
السفارة السعودية
على الصعيد ذاته قالت السفارة السعودية في القاهرة: إن القضاء السعودي مستقل ونزيه.
وأضافت -في بيان لها، مساء الأحد- أن تنفيذ حكم الإعدام بحق الإرهابيين تم وفق الصكوك الشرعية التي صدرت بحق كل واحد من المتهمين، التي قضت بحد الحرابة بحق أربعة مدانين والقتل تعزيرًا لـ43 مدانًا.
ولفتت السفارة إلى أن الأحكام الصادرة من قضاء المملكة يراعى فيها قواعد الإثبات الشرعية ومعايير التكييف الصحيح للوقائع، دون النظر إلى انتماءات أطراف النزاع الفكرية أو العرقية أو الطائفية، بل ركزت على الأفعال الإرهابية التي قام بها المدانون وراح ضحيتها العديد من الأبرياء.
وقالت: إن الأحكام جاءت وفق الشريعة الإسلامية التي خضعت لمبدأ المساواة والعدل بين الخصوم.
وأكدت السفارة تصريحات وزير العدل السعودي الشيخ الدكتور وليد بن محمد الصمعاني، أن المدانين الذين نفذ بحقهم أحكام القتل خضعوا لمحاكمة طبق فيها كل الضمانات القضائية التي كفلت تحقيق العدالة.
وأضافت -في بيانها- "قضاء المملكة مؤسسي وموضوعي يستند في أحكامه وأنظمته على أحكام الشريعة الإسلامية، التي أعادت الحقوق، واقتصت من المذنبين وأنصفت المظلومين، كما أنه مستقل لا سلطان عليه إلا سلطان الشريعة الإسلامية".
ولفتت إلى أن وزير العدل السعودي أكد أن إجراءات التقاضي استغرقت سنوات، ومرت بكل درجاته، وأضافت: "تمت محاكمات المتهمين في المحكمة الجزائية المتخصصة كغيرها من محاكم المملكة، وتمتعوا بالحقوق والضمانات التي تضمن لهم محاكمة عادلة، أمام قضاة مستقلين لا سلطان عليهم في قضائهم لغير سلطان الشريعة الإسلامية".
وشددت سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى القاهرة على أن المملكة العربية السعودية ملتزمة بمحاربة الإرهاب بكل أشكاله وصوره، وأيًّا كانت الجهة التي تقف وراءه، وتقديم المذنبين للعدالة ومحاكمتهم وفق القوانين والتشريعات.
وكانت ردود أفعال عربية وإسلامية ودولية توالت على إضرام النيران في السفارة السعودية بطهران، وسجلت دولة الإمارات العربية المتحدة والأردن وتونس ومصر وغيرها من الدول اعتراضها على حرق السفارة السعودية، ووصفوه بأنه "خرق فادح" لاتفاقيات فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية.
وقطعت الرياض العلاقات مع طهران بعد يوم من الاعتداء الذي تعرضت له سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد الإيرانية، من قبل متظاهرين إيرانيين، احتجاجًا على إعدام السعودية رجل الدين الشيعي نمر النمر، ضمن 47 آخرين مدانين بارتكاب أعمال عنف وإرهاب، والانضمام وتقديم الدعم للتنظيمات الإرهابية.