السعودية تقطع العلاقات مع إيران وتطرد بعثتها الدبلوماسية
إجلاء الدبلوماسيين السعوديين في إيران ووصولهم دبي في طريقهم للرياض
أعلن وزير الخارجية السعودية، عادل الجبير، اليوم الأحد، أن بلاده قطعت العلاقات الدبلوماسية مع إيران، على خلفية الهجوم على سفارة بلاده
أعلن وزير الخارجية السعودية، عادل الجبير، الأحد، أن بلاده قطعت العلاقات الدبلوماسية مع إيران، على خلفية الهجوم على سفارة بلاده في طهران، وموقف الأخيرة إثر إعدام الرياض لرجل الدين الشيعي نمر النمر بعد إدانته في هجمات إرهابية.
وقال الجبير في مؤتمر صحفي: إن بلاده تعلن "قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، وتطلب مغادرة جميع أفراد البعثة الدبلوماسية الإيرانية خلال 48 ساعة".
وأضاف مفندًا أسباب إقدام المملكة العربية السعودية على اتخاذ قرار قطع العلاقات: "بعد اطلاعكم على تفاصيل الاعتداءات التي تعرَّضت لها البعثة السعودية، أود الإشارة إلى أنَّ النظام الإيراني له سجل طويل في الاعتداء على المقرات الدبلوماسية، مثلما حدث من احتلاله السفارة الأمريكية عام 1979، وإنَّ هذه الاعتداءات المستمرة تشكل انتهاكًا صارخًا لكافة المعاهدات والمواثيق الدولية".
وتابع: "الاعتداءات تأتي بعد تصريحات إيران العدوانية، التي شكلت تحريضا سافرًا ضد المقرات الدبلوماسية في إيران، وتعد استمرارًا لسياسة إيران العدوانية التي تهدف إلى إشاعة الفتن، ويؤكد أنَّ إيران توفر الحماية لعدد من المتورطين في تفجيرات الخبر، يضاف إلى هذه الأعمال العدوانية قيامها بتهريب الأسلحة والمتفجرات وزرع الخلايا الإرهابية في المنطقة بما فيها المملكة، وتاريخ إيران مليء بالتدخلات، ودائمًا ما يصاحبه الخراب والدمار".
وأكد الجبير أن الديبلوماسيين السعوديين في إيران تواصلوا مع السلطات أكثر من مرة أثناء تعرض البعثات للهجوم، إلا أنه لم يتم التجاوب معهم.
واعتبر الجبير أنه "إذا لم تكن الحكومة الإيرانية متورطة بهذه العمليات، فإنها مقصرة وبشكل ملحوظ جدًّا في حماية بعثة ديبلوماسية على أراضيها".
وفي المؤتمر نفسه، قال المتحدث باسم الخارجية السعودية أسامة نقلي، قبل تصريح وزير الخارجية إن "السلطات الإيرانية لم تقم بأي جهد لمنع الاعتداءات، وتم استدعاء السفير الإيراني لدى المملكة في مقر وزارة الخارجية وتسلميه مذكرة احتجاج شديدة اللهجة، حملت فيها إيران المسؤولية، وتم التواصل مع جميع الدول التي ترتبط مع المملكة بعلاقات لتوضيح تصريحات إيران العدوانية، وتم اتخاذ إجراءات الطوارئ في مثل هذه الحالات، والعمل على إجلاء عوائل البعثة الدبلوماسية".
وأضاف نقلي أن السلطات السعودية قامت بإجلاء عائلات الديبلوماسيين السعوديين من طهران على متن طائرة تابعة لشركة طيران الإمارات.
وأوضح أن عدد أفراد العائلات يبلغ 47 شخصًا، وأن السلطات الإيرانية "أعاقت" مغادرتهم في بادئ الأمر، قبل أن تسمح لهم بذلك.
وتابع: "تمت مغادرتهم اليوم وهم في طريقهم إلى أرض الوطن، ونشكر الإمارات، كما نشكر دول مجلس التعاون الخليجي على مواقفها الحازمة ضد الاعتداءات التي تعرضت لها البعثة الدبلوماسية في إيران، وكل أفراد البعثة لم يتعرضوا بأي أذى ولله الحمد، وحريصون على ضمان أمنهم وسلامتهم".
وفي وقت لاحق، أفادت قناة العربية أن الدبلوماسيين السعوديين الذين جرى إجلاؤهم من إيران عقب هجوم على سفارتهم وصلوا إلى دبي في طريقهم إلى المملكة.
وفي المقابل، نقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية عن مساعد وزير الخارجية الإيراني أمير عبد اللهيان قوله: إنه "لا يمكن للحكومة السعودية تغطية إعدام شخصية دينية بإعلان قطع العلاقات الدبلوماسية".
وأضاف "أنه لم يلحق أذى بأي دبلوماسي سعودي"، زاعمًا أن "إيران إحدى أكثر الدول أمانًا في المنطقة بالنسبة للدبلوماسيين".
وجاء التحرك السعودي بعد يوم من الاعتداء الذي تعرضت له سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد الإيرانية، من قبل متظاهرين إيرانيين، احتجاجا على إعدام السعودية رجل الدين الشيعي نمر النمر، ضمن 47 آخرين مدانين بارتكاب أعمال عنف وإرهاب، والانضمام وتقديم الدعم للتنظيمات الإرهابية.