3 أعوام من حكم هيثم بن طارق.. تهانٍ إماراتية تتوج العلاقات التاريخية
تهانٍ إماراتية إلى سلطان عمان هيثم بن طارق، بمناسبة ذكرى توليه مقاليد الحكم، تتوج العلاقات التاريخية بين البلدين التي تشهد نقلة نوعية.
وتحل، اليوم الأربعاء، ذكرى مرور 3 أعوام على تولي سلطان عمان هيثم بن طارق مقاليد الحكم، 11 يناير/كانون الثاني 2020، في وقت تشهد فيه السلطنة إنجازات في مختلف المجالات.
تهانٍ رسمية
وبعث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات برقية تهنئة إلى أخيه السلطان هيثم بن طارق، سلطان عُمان الشقيقة، بمناسبة ذكرى توليه مقاليد الحكم في بلاده.
كما بعث الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي برقية تهنئة مماثلة إلى السلطان هيثم بن طارق.
تهانٍ إماراتية تتوج العلاقات المتنامية بين البلدين والتي شهدت نقلة نوعية بعد الزيارة التاريخية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات للسلطنة سبتمبر/ أيلول الماضي، والذي أجرى خلالها مباحثات مع سلطان عمان هيثم بن طارق، وتوجت بتوقيع 16 اتفاقية لتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
زيارات متبادلة
وتحل ذكرى مرور 3 أعوام على حكم السلطان هيثم بن طارق، في وقت يتزايد فيه التعاون الثنائي بين البلدين على مختلف الأصعدة.
فقبل يومين أجرى وفد إماراتي برئاسة الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير الدولة الإماراتي للتجارة الخارجية زيارة للسلطنة لبحث سبل الارتقاء بالعلاقات التجارية والاستثمارية إلى آفاق أرحب.
وشهدت الزيارة عقد لقاءات مع عدد من الوزراء وكبار المسؤولين في الحكومة العمانية، بحضور عدد من المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال وممثلي القطاع الخاص من البلدين.
وضمن الزيارة، عقد الزيودي اجتماعاً ثنائياً مع بدر بن حمد البوسعيدي، وزير الخارجية في سلطنة عمان، لمناقشة تعزيز التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك التي تخدم المصالح المتبادلة للبلدين، وتحقق تطلعات شعبيهما إلى التقدم والازدهار.
وبحث الوزير الإماراتي خلال اجتماع آخر مع قيس بن محمد اليوسف، وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار في سلطنة عمان، دعم آليات الاستفادة من الفرص التجارية والاستثمارية الواعدة في أسواق البلدين، وعلى رأسها الفرص في المجالات الصناعية والاستثمارية والتحويلية.
كما ناقش الوزيران - خلال الاجتماع - آخر تطورات مخرجات الدورة الثانية من الملتقى الاقتصادي الإماراتي - العماني الذي استضافته دبي في فبراير / شباط الماضي، والتي تتضمن فتح قنوات جديدة للشراكة بين مجتمعي الأعمال في البلدين.
تأتي زيارة الزيودي بعد يوم من زيارة الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي وزير التربية والتعليم الإماراتي لعمان أجرى خلالها مباحثات مع الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم في سلطنة عمان، حول أوجه التعاون بين البلدين في مجال التعليم، وسبل تعزيزها وتطويرها ودعمها، بما يسهم في تحقيق الأهداف التنموية المشتركة نحو مستقبل أكثر ازدهاراً للبلدين الشقيقين.
وقبل شهر أجرى الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي زيارة لعمان 17 ديسمبر/ الماضي أجرى خلالها مباحثات، مع نظيره العماني بدر بن حمد البوسعيدي تناولت بحث سبل تعزيز مسارات التعاون المشترك بين البلدين في المجالات كافة، ومناقشة تطورات الأوضاع في المنطقة والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وقبلها بـ3 أيام، استقبلت الإمارات وفداً من سلطنة عمُان برئاسة سالم بن محمد المحروقي وزير التراث والسياحة رئيس مجلس أمناء المتحف الوطني، في إطار استضافة الإمارة لمعرض "الحضارة العمانية: النشأة والتطور" الذي ينظمه متحف الشارقة للآثار .
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، استقبلت اللجنة التنظيمية للمنافذ والنقاط الحدودية في الشارقة في منفذ خطم ملاحة الحدودي وفدا من شرطة عُمان السلطانية لبحث أوجه التعاون وتبادل الخبرات.
زيارات ومباحثات ترسم خارطة طريق مستقبلية لعلاقات أخوية متنامية ومستدامة تسهم في رخاء وازدهار البلدين والمنطقة ، ترجمة لرؤى قيادتي البلدين التي جسدتها زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، إلى سلطنة عمان شهر سبتمبر / أيلول الماضي.
نقلة نوعية
وتحتفل عمان بالذكرى الثالثة لتولى السلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل بوسعيد مقاليد الحكم في، 11 يناير/كانون الثاني 2020، مقاليد الحكم سلطانا لعمان خلفًا لابن عمه السلطان قابوس بن سعيد، الذي وافته المنية.
احتفال يحمل أهمية خاصة على صعيد علاقاتها مع دولة الإمارات، كونه يأتي بعد عدة شهور من زيارة الدولة التاريخية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، إلى السلطنة يومي 27 و28 سبتمبر/أيلول الماضي، التي شكلت منعطفا مهما في تاريخ العلاقات بين البلدين، بما حملته من دلالات ورسائل مهمة وما أسفرت عنه من نتائج.
فقيام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بزيارة دولة إلى سلطنة عمان، التي تعد أرفع أنواع الزيارات الرسمية، أبرز قوة ومتانة العلاقات الأخوية بين البلدين التي تستمد جذورها من التاريخ المشترك وحسن الجوار وعمق صلات المودة التي تجمع بين شعبي البلدين.
تلك العلاقات القوية عبر عنها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في تصريح له بمناسبة زيارة السلطنة التي وصفها بأنها "بلد عزيز يحظى بمكانة خاصة في قلوب الإماراتيين قيادة وشعباً".
وأكد فيها أن العلاقات التاريخية الراسخة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان الشقيقة، لها طابعها الخاص.
وعبر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن اعتزازه بالعلاقات الأخوية الوثيقة التي تجمعه مع السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان، منوهاً بنهج التواصل الأخوي الأصيل الذي تحرص عليه قيادة دولة الإمارات وسلطنة عمان منذ تأسيسهما.
واستذكر خصوصية العلاقات الأخوية التي جمعت الراحلين الكبيرين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والسلطان قابوس بن سعيد ودورهما التاريخي في تعزيز هذه الروابط القائمة على المحبة والاحترام، مؤكدًا أن "قيادة البلدين ستمضي بإذن الله على طريقهما ونهجهما".
ويعد اللقاء الذي جمع بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وأخيه سلطان عمان هيثم بن طارق خلال الزيارة هو الثاني خلال 4 شهور بعد اللقاء الذي جمعهما خلال زيارة سلطان عمان إلى الإمارات مايو/أيار الماضي، لتقديم التعازي بوفاة رئيس دولة الإمارات الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وأجرى قائدا البلدين مباحثات معمّقة سادتها روح الأخوة والانسجام جرى خلالها التأكيد على تعزيز التعاون في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، والإشادة بما تم تحقيقه من تعاون وتنسيق.
وأكدا الدور الهام الذي تقوم به اللجنة العليا المشتركة، ورحّبا بالتواصل الفعّال بين الوزراء في البلدين لبحث المواضيع المشتركة التي من شأنها تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.
وتم خلال الزيارة توقيع نحو 16 اتفاقية ومذكرات تفاهم لتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
من أبرز الاتفاقيات التي تم توقيعها اتفاقية تعاون بشأن مشروع ربط السكك الحديدية بين البلدين.
وتتضمن الاتفاقية تأسيس شركة عُمان والاتحاد للقطارات المملوكة بالمناصفة بين الجانبين بهدف تصميم وتطوير وتشغيل شبكة سكك حديدية تربط ميناء صحار بشبكة السكك الحديدية الوطنية في دولة الإمارات، باستثمارات إجمالية للمشروع بقيمة 3 مليارات دولار أمريكي.
علاقات تاريخية
ويجسد احتفاء البلدين، بذكرى تولي السلطان هيثم بن طارق مقاليد الحكم عمق العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين والمصير المشترك الذي يجمعهما.
ويتقاسم البلدان موروثا ثقافيا مشتركا من فنون وآداب شكلت هوية ثقافية متجانسة لشعبيهما ولجميع شعوب منطقة الخليج العربي، فيما تنعكس العادات والتقاليد المشتركة بين الشعبين على الكثير من المفردات في الشعر والنثر والقصة والموروث الشفهي والأمثال والمرويات الشعبية، إلى جانب ما يتصل بأساليب وطرائق الحياة بصفة عامة.
وتزداد الروابط الثقافية والاجتماعية بين دولة الإمارات وسلطنة عُمان تداخلا وعمقا بدرجات كبيرة، تصل إلى مستوى العلاقات الأسرية والعائلية وتقاسم العادات والأزياء والفنون، نتيجة للتاريخ المشترك والتلامس الجغرافي.
وفي كل مناسبة وطنية يستذكر شعبا البلدين جهود القادة المؤسسين في إرساء علاقات أخوية قوية بين البلدين.
علاقات أخوية تزداد نموا وترسخا في ظل القيادة الحكيمة للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، والسلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد سلطان عمان.
ومنذ تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 1971، حرص مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، على التأسيس لعلاقات قوية وراسخة مع سلطنة عُمان الشقيقة، وكان لدى السلطان الراحل قابوس بن سعيد، الرغبة نفسها في أن تكون العلاقات الإماراتية - العُمانية نموذجاً يُحتذى به على الصعيدين الخليجي والعربي، بل والدولي أيضاً.
وشكلت الزيارة التاريخية للشيخ زايد إلى سلطنة عمان في عام 1991 منعطفاً مهماً في مسيرة التعاون بين البلدين، والتي تم على أثرها تشكيل لجنة عليا مشتركة بين البلدين كان من أبرز إنجازاتها اتخاذ قرار بتنقل المواطنين بين البلدين باستخدام البطاقة الشخصية "الهوية" بدلاً من جوازات السفر، تشكيل لجنة اقتصادية عليا أجرت العديد من الدراسات لإقامة مجموعة من المشاريع المشتركة.
وتعد سلطنة عمان ثاني أكبر شريك تجاري خليجي للإمارات، حيث تستحوذ على 20% من إجمالي تجارة الإمارات مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وبلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين 36.3 مليار درهم خلال الأشهر التسعة الأولى من 2022 محققاً نمواً بنسبة 7% مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2021 وبنسبة نمو 20% مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2020، كما حقق التبادل التجاري نمواً بنسبة 10% ليصل إلى 46.5 مليار درهم خلال عام 2021 مقارنة بـ 42.3 مليار درهم في عام 2020".
وتضاعفت التجارة الخارجية غير النفطية بين دولة الإمارات وسلطنة عمان بنسبة 98.9% خلال 10 سنوات الماضية، وفقاً لبيانات صادرة عن المركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء.
وعلى صعيد الاستثمار، تعد دولة الإمارات أكبر مستثمر عربي وثالث أكبر مستثمر عالمي في سلطنة عمان وتساهم بأكثر من 8.2% من إجمالي رصيد الاستثمار الأجنبي المباشر في عُمان.
ويصل حجم الاستثمارات المباشرة بين البلدين إلى 15 مليار درهم، حيث يصل نصيب الإمارات من هذه الاستثمارات لأكثر من 85% وتشمل مختلف القطاعات والأنشطة الاقتصادية والتجارية.