بايدن في أول جولة خارجية.. 6 قمم مثقلة بالملفات
جدول أعمال مزدحم للرئيس الأمريكي، جو بايدن، يبدأ الخميس المقبل ولمدة أسبوع يزور خلاله 3 دول ويشارك في 6 قمم بأول جولة خارجية.
ويتوجه بايدن إلى المملكة المتحدة وبلجيكا وسويسرا وستكون بريطانيا هي أول محطة في جولته الخارجية.
وتسلط الجولة الضوء على التزام أمريكا بإحياء التحالفات عبر الأطلسي وتنشيط العلاقات والعمل في تعاون وثيق مع حلفاء أمريكا متعدّدي الأطراف لمواجهة التحدّيات العالمية وتأمين مصالح أمريكا على نحو أفضل، بحسب بيان سابق للمتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي.
ووفق مراقبين، فإن الجولة ستتناول سبل مواجهة فيروس كورونا، والتغير المناخي، والملف النووي لإيران وانسحاب قوات حلف الناتو من أفغانستان وكذلك العلاقات مع روسيا.
6 قمم
ووفقا للبيت الأبيض فإن الرئيس الأمريكي يعتزم لقاء رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في الـ10 من يونيو/حزيران.
قبل أن يحضر قمة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى في الفترة من 11 حتى 13 من الشهر الجاري في كورنوال في بريطانيا، حيث سيعقد اجتماعات ثنائية مع زعماء آخرين في المجموعة.
وكشف البيت الأبيض أن بايدن والسيدة الأولى جيل بايدن سيلتقيان أيضا بالملكة إليزابيث في قلعة وندسور في 13 يونيو/حزيران.
وأوضح أن بايدن سيسافر بعد ذلك إلى العاصمة البلجيكية بروكسل لحضور قمة حلف شمال الأطلسي في 14 يونيو، حيث سيلتقي بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
كما يحضر الرئيس الأمريكي قمة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي هناك في اليوم التالي.
وفي أبريل/نيسان الماضي، أدرجت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، جائحة فيروس كورونا ومكافحة تغير المناخ بالإضافة إلى التعددية والقضايا الأمنية، كموضوعات للمحادثات المخطط لها.
ويلتقي بايدن في بلجيكا أيضا مع الملك فيليب ورئيس الوزراء ألكسندر دي كرو.
فيما أشار البيت الأبيض إلى أن موعد قمة الرئيس الأمريكي مع نظيره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو 16 يونيو/حزيران في جنيف بسويسرا.
وتعد القمة المرتقبة أول لقاء بينهما منذ تولي بايدن السلطة في 20 يناير/كانون الثاني الماضي.
دعم الحلفاء الأوروبيين
وفي مقال نشر بصحيفة "واشنطن بوست"، السبت، تعهّد الرئيس الأمريكي بدعم "تحالفات (واشنطن) الديمقراطية" في وجه الأزمات والتهديدات المتزايدة من موسكو وبكين.
وكتب بايدن: "نقف صفا واحدا في مواجهة التحديات الروسية للأمن الأوروبي، انطلاقا من اعتداءاتها في أوكرانيا، ولن يكون هناك أي شك بشأن تصميم الولايات المتحدة على الدفاع عن قيمنا الديمقراطية، وهو أمر لا يمكننا فصله عن مصالحنا".
وتابع: "يدرك الرئيس بوتين أنني لن أتردد في الرد على أي أنشطة مستقبلية مؤذية".
وأضاف: "عندما نلتقي، سأؤكد مجددا التزام الولايات المتحدة وأوروبا والديمقراطيات التي تتشارك الأفكار ذاتها الدفاع عن حقوق الإنسان والكرامة".
ومنذ توليه السلطة في يناير، كثّف بايدن الضغط على الكرملين بينما قوبلت تصريحاته التي شبه فيها بوتين بـ"القاتل" بانتقادات شديدة من موسكو.
لكن الرئيسين أعربا عن أملهما في تحسّن العلاقات بينما أشار الرئيس الروسي إلى أنه يتوقع بأن تثمر المحادثات عن نتائج "إيجابية".
كما شدد بايدن في مقاله على أن واشنطن "لا تسعى إلى نزاع"، مشيرا إلى أن تمديده لمعاهدة "نيو ستارت" للحد من انتشار الأسلحة يعد بمثابة دليل على رغبته خفض التوتر.
وتابع: "نرغب في علاقة مستقرة ويمكن التنبؤ بها بحيث يمكننا العمل مع روسيا على مسائل مثل الاستقرار الاستراتيجي وضبط الأسلحة".
وتأتي القمة في ظل أكبر أزمة في العلاقات بين البلدين منذ سنوات، مع تصاعد التوتر بشأن قضايا عدة تشمل اتهامات بالقرصنة الإلكترونية والتدخل في الانتخابات إلى جانب ملف حقوق الإنسان في روسيا.
تقاسم الأعباء بالأطلسي
وأمس الإثنين، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، إن جولة الرئيس جو بايدن الخارجية إلى أوروبا "ستعمل في جوهرها على تعزيز التوجه الأساسي لسياسته الخارجية لحشد الديمقراطيات في العالم من أجل مواجهة التحديات الكبرى في عصرنا".
وأوضح سوليفان، في بيان، أن الرئيس الأمريكي خلال مشاركته مع قادة مجموعة السبع سينضم إلى زملائه القادة لوضع خطة لإنهاء جائحة كورونا مع المزيد من الالتزامات المحددة لتحقيق هذه الغاية.
وأشار إلى أن القادة أيضا سيعلنون عن مبادرة جديدة "لتوفير التمويل للبنية التحتية المادية والرقمية والصحية في العالم النامي".
وأوضح أن بايدن سيشدد على أهمية تقاسم الأعباء في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، موضحا: "ليس فقط 2 في المئة التي التزم بها الحلفاء
سنة 2014 في قمة ويلز بل الحاجة الآن إلى أن يقدم الحلفاء مساهمات في التدريبات والعمليات التي يقوم بها الحلف".
أمريكا عادت
بدوره، قال رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، إن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لأوروبا هذا الأسبوع بمثابة مؤشر على نجاة العمل المتعدد الأطراف من سنوات حكم سلفه دونالد ترامب، وسترسي أسس التعاون عبر المحيط الأطلسي لمواجهة تحديات عديدة بدءا من الصين وروسيا وانتهاء بتغير المناخ.
وأضاف ميشيل: "أمريكا عادت"، مستخدما المصطلح نفسه الذي اتخذه بايدن شعارا بعد انسحاب ترامب خلال فترة حكمه من عدة منظمات متعددة الأطراف وتهديده في وقت ما بالانسحاب من حلف شمال الأطلسي.
وقال رئيس المجلس الأوروبي لمجموعة من الصحفيين في وقت متأخر أمس الإثنين: "هذا يعني أن لدينا مجددا شريكا قويا جدا لتعزيز نهج التعددية... اختلاف كبير عن إدارة ترامب".
وسيجتمع ميشيل ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين مع بايدن في 15 يونيو/ حزيران، وسيكون ذلك عقب قمة مجموعة الدول السبع الكبرى في بريطانيا واجتماع زعماء الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي في بروكسل في 14 يونيو/ حزيران.
وأشار ميشيل إلى أن فكرة "عودة التعددية" هي أكثر من مجرد شعار، لأنها إقرار بأن هناك حاجة لنهج عالمي لحل القضايا، سواء كانت سلاسل إمداد اللقاحات المضادة لمرض كوفيد-19 أو نظام ضرائب أكثر عدلا على الشركات في العصر الرقمي.
وذكر أن اجتماع مجموعة السبع الذي يستمر ثلاثة أيام في كورنوول في إنجلترا قد يكون "نقطة تحول مهمة" تظهر التزاما سياسيا جادا في تعهدات الحكومات "بالعودة إلى البناء على نحو أفضل" في أعقاب تضرر الاقتصاد بشدة بسبب جائحة كورونا.
وقال ميشيل إنه تحدث لمدة 90 دقيقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الإثنين، وأبلغه أنه يتعين أن يغير سلوكه إن كان يريد علاقات أفضل مع الاتحاد الأوروبي.
ويختلف الاتحاد الأوروبي مع روسيا في مجموعة واسعة من القضايا تشمل حقوق الإنسان وتدخل روسيا في أوكرانيا ومعاملتها للمعارض المسجون أليكسي نافالني، وقال ميشيل إن العلاقات بينهما بلغت مرحلة متدنية.