السياحة الداخلية في تركيا تتكبد خسائر فادحة مع ضعف الليرة
الفنادق التركية ترفض تأجير الغرف للأتراك نتيجة الفارق الهائل بين الليرة والعملات الأجنبية.
قال رئيس اتحاد وكالات السفر التركية، فيروز باجلي قايا، إن تراجع الليرة المستمر عصف بقطاع السياحة الداخلية، حيث يضطر المواطنون الأتراك لتحمل مصروفات إضافية تقدر بنسبة 40% من أجل حجز غرف فندقية، تعادل نسبة انخفاض العملة المحلية تقريبًا.
ونقلت صحيفة "حرييت" التركية القريبة من الحكومة، عن باجلي أن الفنادق التركية خفضت الحصص المخصصة للسياحة المحلية ولا ترغب الآن في تأجير غرف للمواطنين نظرًا لارتفاع تكاليف التشغيل التي تعتمد على العملات الأجنبية لتوفير العديد من احتياجاتها.
وأشار إلى أن الفنادق تعاني حاليا بشكل أكبر في ظل تراجع أعداد السياح الأجانب الذين يستخدمون العملات الأجنبية وعلى رأسها اليورو لتسوية معاملاتهم .
وتأمل تركيا في جذب 40 مليون سائح أجنبي خلال 2018 لتعويض جانب من الخسائر الهائلة التي ضربت البلاد، وخاصة قطاع السياحة خلال 3 سنوات، والتي قدرتها أويا نارين، رئيسة اتحاد صناعة السياحة بتركيا، بأنها تناهز 30 مليار يورو نتيجة الاضطراب السياسي.
من جانبه، قال علي غنيم، الخبير السياحي والعضو السابق بالاتحاد المصري للغرف السياحية، لـ"العين الإخبارية"، إن خطة تركيا للاعتماد على السياحة لتخفيف حدة أزمة نقص السيولة الأجنبية وانخفاض الليرة لا تخلو من المخاطر، نظرًا للمنافسة الشرسة على كعكة السياحة في الشرق الأوسط بعد تعافي نشاط السياحة في مصر وتونس.
وأوضح أن التقرير السنوي لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة أكد أن مصر الآن هي الوجهة السياحية الأسرع نموًا في العالم، لافتًا إلى أن أحدث البيانات الرسمية المعلنة كشفت نمو إيرادات البلاد من السياحة بنسبة 83.3% في الربع الأول من العام 2018 لتسجل 2.2 مليار دولار.
هذا وقفزت إيرادات تونس من السياحة خلال أول 7 أشهر من العام الحالي بنسبة 42% على أساس سنوي لتصل إلى 554 مليون دولار، حسبما أعلنت وزيرة السياحة التونسية سلمى اللومي.
فيما أكد غنيم أن علاقات تركيا السياسية والاقتصادية المتوترة مع العديد من دول العالم، سواء مع الولايات المتحدة أو بعض الدول الأوروبية والخليجية، سيضعف من فرص أنقرة في جذب السياح من هذه الدول كما كان في السابق، وهو ما يضطرها لمحاولة الاعتماد أكثر على أسواق أخرى مثل دول جنوب وشرق آسيا.
ولا تقتصر المخاطر التي تعتري السياحة التركية على هذه الأمور فقط، إذ حذرت شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية من المخاطر الأمنية التي تواجه الرعايا الأجانب، بعد إطلاق سيارة متحركة طلقات نارية صوب السفارة الأمريكية في أنقرة في 20 أغسطس/آب الماضي.
وبناء على ذلك، نصحت وزارة الخارجية الأمريكية، مواطنيها بإعادة النظر في السفر إلى تركيا بسبب العمليات الإرهابية وممارسات الاعتقال التعسفي.
وتجدر الإشارة إلى أن تركيا تعاني من أزمة حادة في النقد الأجنبي، حيث كشفت بيانات البنك المركزي التركي في 6 سبتمبر/أيلول الماضي عن سحب 2.5 مليار دولار من الاحتياطي النقدي الأجنبي في 10 أيام خلال الفترة من 20 أغسطس/آب الماضي حتى نهاية الشهر ذاته.
وأوضح البنك المركزي أن رصيد الاحتياطي الأجنبي هبط إلى 70.4 مليار جنيه مسجلاً أدنى مستوى له في أكثر من 5 سنوات.
وتعرضت الليرة التركية لخسائر حادة مقابل الدولار منذ بداية العام الجاري، إلا أن الخسائر تفاقمت بشدة خلال شهر أغسطس/آب الماضي، بعد أن قرر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مضاعفة رسوم واردات الولايات المتحدة من الصلب والألمونيوم المستورد من تركيا، على خلفية احتجاز السلطات التركية القس الأمريكي أندرو برانسون.
ونتيجة انهيار الليرة، تسارعت معدلات التضخم في تركيا حتى سجلت أعلى مستوى لها في 15 سنة عند 17.9% ما أضطر البنك المركزي إلى رفع أسعار الفائدة الشهر الماضي بواقع 600 نقطة أساس دفعة واحدة إلى 24%.
aXA6IDMuMTQ5LjI1NC4yNSA= جزيرة ام اند امز