بالفيديو .. تسريب جديد لـ"الإخوان" عن "الطاعة العمياء" وانتقاد السلفيين
كشف تسريب جديد عن فكر جماعة الإخوان وهيكلها التنظيمي ومبدأ الطاعة العمياء بداخلها.
كشف تسريب جديد لخيرت الشاطر، نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين التي تصنفها مصر بـ"الإرهابية"، عن أن منهج جماعته هو الحق وما دونه باطل، وأن الفرد في التنظيم "لابد أن يتبع جماعته وقيادات الإخوان حتى لو على خطأ".
ويُعَد الفيديو وثيقة على أفكار الإخوان التي تقوم على تربية عنصرها على مبدأ "الطاعة" دون إعمال التفكير والعقل، كما يظهر أن الجماعة تهدف للوصول إلى السلطة، وما قطعته من سنوات قبل الوصول للحكم في 2012 بمصر كان تمهيدًا لإقامة ما تدعيه بـ"الخلافة الإسلامية".
وأضاف الشاطر في الفيديو الذي نشرته صفحة "شباب الثورتين" بعنوان "نزاع الأقنعة"، واطلعت عليه "بوابة العين" أن الجماعة السلفية "إن كان أصحابها متميزين على المستوى الشخصي، لكن لا تُعَد جماعة من الناحية الشرعية أو التأصيل الشرعي لمفهوم الجماعة".
ويُظهر الفيديو نائب المرشد داخل منزله وهو يلقى محاضرة بحضور عناصر إخوانية، وهو يقول: "مكونات الفرد في الإخوان يختلف في البناء النفسي والسلوكي والاجتماعي وحتى التكوين الجسدي والمهارات والعلاقات، عن الفرد داخل السلفيين، مضيفًا: "تفكير السلفيين واحد قاعد في الجامع (شخص جالس في المسجد)".
كما يبين الشاطر وهو يشرح لهذه العناصر فكر ومنهج وتاريخ نشأة جماعتهم وهيكلها التنظيمى؛ حيث يدَّعي أن الجماعة تهدف إلى بناء فرد يكون قادرًا على "بناء مشروع النهضة وإقامة الدولة الإسلامية".
وبدأ نائب المرشد حديثه بأن جماعة الإخوان في العالم خارج السلطة منذ 1200 عام، مستعرضًا قول عمر بن الخطاب: "لا دين بلا جماعة، ولا جماعة بلا إيمان، ولا إيمان بلا طاعة".
وقال في الفيديو الذي يتضح منه أنه تم تسجيله قبل وصول الجماعة لحكم مصر: "أصبحنا حاليًّا صدورنا مكشوفة، لأن الجماعة خارج السلطة والحكومات في الدول الإسلامية لا تقيم الخلافة".
وأوضح أنه "عقب سقوط الخلافة العثمانية على يد التتار والصليبيين، لم يكن هناك حاكم مسلم يقيم دولة الخلافة الإسلامية، حتى صلاح الدين كان كرديًّا، لكن وجود جزء من جيشه من دولتي مصر وفلسطين جعل فكرة الخلافة الإسلامية تتبلور مرة أخرى".
وذهب "الشاطر" في معرض حديثه يستعرض تاريخ وتكوين جماعة الإخوان على يد مؤسسها الأول حسن البنا.
وقال: كانت هناك إرهاصات أولية قام بها الشيخ محمود خطاب السبكي، وبعده محمد بن عبد الوهاب في السعودية، وأعقبهما الشيخ محمد عبده وجمال الدين الأفغاني الذي أصَّل لفكرة الخروج على الحاكم -وفقًا لقوله- لكنها جميعًا كانت تتحدث عن تقويم السلوك للفرد ومحاربة البدع وليس إقامة جماعة بمفهوم الإخوان".
لكن البنا -وفقًا لقول الشاطر- "رجع إلى منهج النبي (صلى الله عليه وسلم) وحدد مراحل الجماعة ووضع منهجها، حيث إنه لم يجد في تاريخ المسلمين كله أسس إقامة جماعة شرعية ذات تأصيل شرعي إلا في عهد النبي".
وأوضح أن "الغاية من إقامة الجماعة هي الوصول إلى الأهداف، وهي الحكم والسلطة وإقامة دولة إسلامية، والجماعة بنت النموذج الإسلامي، أما الحزب فابن للنموذج الغربي".
وقال "الشاطر": إن الجماعة لابد أن تقوم على روابط الأخوة والثقة والطاعة، ويتم بناء الفرد فيها على أسس نفسية أهمها أن يكون صاحب دعوى ولا ينفق أي جهد أو وقت أو مال إلا في خدمة الجماعة وأهدافها، وأن يعتبر الجماعة تسير في الطريق الصحيح دون تشكيك في ذلك (بما يعني الطاعة العمياء)".
وتابع: "حتى لو كان المرشد غلطان أو خيرت غلطان أو غيرهما من القيادات، لابد أن يسير الفرد وفقًا لمنهج الجماعة المحدد من القيادات".
أما من ناحية البناء التنظيمي لجماعة الإخوان؛ فشرح نائب المرشد "أن داخل الجماعة تتكون من أفراد قد يكونون عاديين ومهمتهم إبلاغ الناس بالمنهج الإخواني، والقيادات ذات مستويات متعددة، وتكون مهمتها بناء الفرد ومتابعة دوائر التأثير والإعلام وغيرها".
وقال: إنه "يتم بناء الفرد داخل جماعة الإخوان نفسيًّا وبدنيًّا وبحسب المهارات والتكوين الجسدي ، ويتم وضع هيكل تنظيمي تحكمه الروابط لهذه الجماعة".
وأضاف: "يضم الهيكل التنظيمي للجماعة مختصين في الدوائر والمؤسسات ودوائر تأثير القرار لنشر فكر الإخوان والدفاع عنه، وإن كانت تختلف حاليًّا عما اتبعته القيادات السابقة في الوقت الماضي بسبب اختلاف أدوات التكنولوجيا؛ حيث أصبحت حاليًّا الإعلام والشبكات الاجتماعية".
وتابع: "كما يكون داخل الجماعة أفراد آخرون مختصون بتكوين الفرد المنتمي والبيت والمجتمع من خلال التربية التي تضم المربي والمنهج والبيئة، ومِن ثَمَّ بناء الخلافة الإسلامية والمجتمع المسلم".