مطار أبوظبي الدولي.. الواقع والآفاق
المطار الذي يعتبر مركزًا لعمليات "شركة طيران الاتحاد" حقق نموًا مستمرًا على جميع المستويات، سواء في عدد الركاب، أو عدد الرحلات
أنشئ مطار أبوظبي الدولي سنة 1982 ليواكب التطور الذي تشهده مدينة أبوظبي بعد أن أصبح "مطار البطين" غير قادر على مواكبة العدد الهائل من الرحلات وأعداد المسافرين من وإلى دولة الإمارات، وعرف المطار منذ إنشائه نموًا مطردًا بفعل التطوير الذي أجري عليه وبفعل الازدهار الذي عرفته الدولة ودول المنطقة، وازدياد الاعتماد على السفر بالطيران عالميًا.
تمتلك المطار وتديره "شركة مطارات أبوظبي" التي أنشأتها حكومة أبوظبي سنة 1986 للإشراف على تطوير البنية التحتية لقطاع الطيران في إمارة أبوظبي، وقد نجحت الشركة في السنوات الماضية في تطوير البنية التحتية للمطار وأبرزها تشييد مبنى المطار الجديد الذي ينتظر استكمال أعماله في السنة المقبلة.
وحقق المطار الذي يعتبر مركزا لعمليات "شركة طيران الاتحاد" الناقل الرسمي لدولة الإمارات نموا مستمرا على جميع المستويات، سواء في عدد الركاب، أو عدد الرحلات أو كمية البضائع أو الخدمات المقدمة للمسافرين وشركات الطيران، فقد انتقل عدد المسافرين الذين استخدموا المطار من 12 مليون مسافر سنة 2011 إلى 14 مليونا سنة 2012 إلى 16 مليونا 2013 إلى 20 مليونا 2014 ووصل في 11 شهرا الأولى من سنة 2015 إلى 21 مليون مسافر، بينما انتقل عدد الرحلات من 114 ألف رحلة سنة 2011 إلى 121 ألفا سنة 2012 إلى 135 ألف رحلة سنة 2013 إلى 154 ألفا سنة 2014 إلى 158 ألف حركة طيران في 11 شهرا الأولى من سنة 2015، كما تطورت كمية البضائع المشحونة عبر المطار من 481 ألف طن سنة 2011 إلى 567 ألف طن سنة 2012 إلى 706 آلاف طن سنة 2013 إلى 797 ألف طن سنة 2014 ووصلت إلى 760 ألف طن في 11 شهرا الأولى من السنة المنصرمة.
ويوفر المطار اليوم رحلات إلى 96 وجهة في 54 دولة، بينما كان يوفر 85 وجهة سفر في 45 دولة في سنة 2011.
وشهد المطار الكثير من تشييد وتطوير بنيته التحتية أبرزها البدء في تشييد المبنى الجديد في المطار سنة 2013 لمواكبة التطور الذي تعرفه الدولة وتزايد المسافرين عبر المطار بكلفة تصل إلى 7 مليارات درهم، وتم حتى الساعة إنجاز ما نسبته 70% من الأعمال في المبنى بما فيها المعالم الرئيسة للمبنى، ومن المزمع استكمال بنائه نهاية 2017، وتبلغ المساحة الكلية للمبنى الجديد 700 ألف متر مربع وستبلغ القدرة الاستيعابية للمطار 30 مليون مسافر وهو ما يعادل استيعاب 8500 مسافر في الساعة، وروعي في تشييد المبنى أكبر معايير السلامة كما روعيت فيه معايير الاستدامة التي أصبحت مطلبا من مطالب تشييد المنشآت الكبرى، مما جعل المبنى الجديد المبنى في المطار الأعلى استدامة في دول مجلس التعاون الخليجي، حيث حصل على جائزة " ثلاث لآلئ في نظام " اللؤلؤ للاستدامة".
وسيمتلك المبنى الجديد 65 بوابة اتصال للطائرات تضاف إلى 52 بوابة في المطار الحالي، و8 صالات للضيافة بمساحة 27 ألف متر ومكاتب لإجراءات السفر عددها 156 مكتبا و48 منصة تسجيل دخول ستعزز 16 منصة في المطار الحالي وستخصص 28 ألف متر لمحلات التجزئة والمطاعم داخل المطار، بينما ستخصص مساحة قدرها 27 ألف متر لمناولة الأمتعة بقدرة استيعابية توازي 19 ألف حقيبة في الساعة، إضافة إلى توفير ما مجموعه 4900 موقف سيارة منها 1500 موقف لفترات طويلة لتعزز 3 آلاف موقف سيارة لفترات مختلفة في المطار الحالي.
ومن المتوقع عند اكتمال المبنى الجديد ودخوله الخدمة تحقيق قدرة استيعابية للمطار قدرها 45 مليون مسافر (تتوقع شركة مطارات أبوظبي أن يستخدم 30 مليون شخص مطار أبوظبي سنة 2017).
وحصل مطار أبوظبي في السنوات الأخيرة على الكثير من الجوائز، منها حصوله على جائزة "سكاي تراكس" كأفضل مطار في الشرق الأوسط لسنتي 2013 و2014 على التوالي، وحصوله على جائزة "سكاي تراكس" لأحسن خدمة موظفين في الشرق الأوسط وجائزة "فرونتيير" كأفضل مشغل تجاري للمطارات سنة 2012.
كما عزز مطار أبوظبي من خدماته بتحقيق اعتماد آخر ما وصلت اليه تكنولوجيا أمن المطارات والمسافرين باستخدام "تقنية التحقق الآلي من وثائق السفر"، وهو ما سيمكن من تسريع تقديم الخدمات للمسافرين والتحقق من هويات المسافرين آليا في وقت قياسي بالتعاون مع شركة "سيتا" لأنظمة المعلوماتية لتسيير المطارات، وهو ما يعزز من القدرة على معرفة الهوية الحقيقية للمسافر ويوفّر على المسافرين وموظفي المطار الكثير من الوقت والجهد.
ومن المتوقع أن يشهد المطار تزايدا في أعداد المسافرين والرحلات في السنوات المقبلة، بفعل زيادة أعداد المسافرين عبر الجو في الدولة وفي العالم، كما يتوقع أن تسهم البنية التحتية التي سيوفرها المبنى الجديد في استقطاب العديد من شركات الطيران سواء التي تريد استخدام المطار لتسيير رحلات من وإلى الدولة لنقل الركاب أو البضائع أو التي قد تجعل منه نقطة توقف وتموين قبل أن تكمل رحلتها إلى وجهتها النهائية.