250 سوريًّا عالقون في مطار بيروت يتهمون شركة طيران بالاحتيال
أحدهم قال لـ"العين" إنها باعتهم تذاكر وهمية للسفر إلى تركيا
يعلق 250 سوريًّا في مطار رفيق الحريري ببيروت منذ أمس، بعد أن اتهموا شرطة طيران سورية ببيعهم تذاكر سفر وهمية إلى تركيا
بعد أن أعلنت الحكومة التركية قرار فرض تأشيرة دخول على السوريين القادمين عبر المطارات والموانئ البحرية، سارع العديد من السوريين إلى الفرار إليها خشية أن يكون هذا القرار تحريمًا دائمًا لأقدام السوريين وليس مجرد إجراء روتيني، كما حدث سابقًا في مصر.
إلا أن المواطن السوري سامر قرة طحان وعائلته لم يخطر ببالهم أنهم سيقعون ضحية غش شركة طيران سورية خاصة باعتهم تذاكر وهمية إلى مدينة إسطنبول التركية، كان من المقرر أن تصل إلى الأراضي التركية في الساعة العاشرة والنصف ليلا من يوم أمس الخميس، أي قبل بدء العمل بقرار التأشيرة للسوري بساعة ونصف.
شركة الطيران باعت تذاكر طيران لسامر و250 آخرين، بقيمة 600 دولار أمريكي للتذكرة الواحدة، لتقلّهم من مطار دمشق الدولي إلى تركيا بطريقة الترانزيت عبر مطار رفيق الحريري في العاصمة اللبنانية بيروت.
لكن محطة الترانزيت هذه كان هي الوجهة الأخيرة للمسافرين السوريين الذين فقدوا خيار العودة إلى بلدهم الأم بعد أن باعوا كل ما لديهم في سوريا لشراء تذاكر الطيران، وتحمل نفقات الحياة في تركيا إلى أن يتم قبولهم بقوائم اللجوء في الأراضي التركية، أو يتمكنوا من العمل وتدبر أمورهم المعيشية، بحسب سامر.
وقال سامر في اتصال مع "بوابة العين" عبر الإنترنت: "وصلنا إلى مطار بيروت في تمام الساعة الثالثة عصرا من يوم أمس، وكان من المقرر أن نصعد إلى الطائرة المتجهة إلى مطار أتاتورك في تركيا عند الساعة التاسعة مساء، وجلسنا في الانتظار إلى أن حان وقت الطائرة الثانية، لكن عندما ذهبت إلى رجل الأمن لأسأل عن بوابة دخول المسافرين إلى إسطنبول يفاجئني بعبارة "لا يوجد حجز لك على إسطنبول.. بطاقتك وهمية"، بعد أن تفحص رقم التذكرة على الجهاز.
وتابع سامر "بدأ العمل بنظام التأشيرة بعد بضع ساعات من لحظة علمنا بأن تذاكر الطيران التي باعتنا إياها شركة الطيران وهمية، ولم يعد لدينا الوقت لتأمين حجوزات أخرى عبر شركة طيران أخرى، ناهيك عن أن معظم المسافرين لا يملكون المال الكافي لدفع ثمن تذاكر جديدة".
وعن المصير الذي حل بهم قال سامر: "نحن 250 مسافرا، وبيننا مسنّون ومرضى، ومن لا يقوى على الانتظار، ويأخذ علاجا دوائيا، وجميع أغراضنا وحاجياتنا وأدويتنا لا تزال في حقائب السفر التي رفضت السلطات في مطار لبنان منحنا إياها، بعد أن فرضت علينا العودة إلى دمشق، وتعهدت بإعادتنا على نفقتهم الخاصة".
وبنبرة يكسوها الحزن، أضاف سامر "نحن هنا جالسون لا حول لنا ولا قوة، لا نستطيع السفر إلى تركيا مجددا وليس لدينا ما نعود إليه في دمشق، بعنا كل ما نملك وسأمنا انتظار حل لهذه المأساة التي لم نعد نقوى على تحملها".
وتوجه سامر باسمه وباسم جميع السوريين المسافرين معه برسالة إلى السلطات التركية بالنظر لوضعهم، واصدار استثناء لدخولهم الأراضي التركية دون تأشيرة وقبل حلول موعد الطائرة المتجهة إلى دمشق، لا سيما وأن في حوزتهم كل ما يثبت عملية الاحتيال التي وقعوا ضحيتها".
ولم يتسن الحصول على رد من شركة الطيران السورية الخاصة التي باعت التذاكر للسوريين العالقين بمطار بيروت، حيث إن مكاتبها بمطار بيروت مغلقة منذ أمس الخميس.
وتم العمل بنظام التأشيرة للسوريين الساعين لدخول تركيا عبر الموانئ البحرية والجوية، اعتبارا من اليوم الجمعة، بعد أن أعلنت وزارة الخارجية التركية عن هذا الإجراء يوم 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وأكدت أنقرة أن تأشيرة الدخول هذه لن تنطبق على القادمين من الحدود السورية البرية، موضحة أنه سيكون بالإمكان الحصول على هذه التأشيرات من السفارات والقنصليات العامة التابعة للجمهورية التركية.
aXA6IDE4LjExNy4xNTguMTI0IA==
جزيرة ام اند امز