بالصور .. وقفات تضامنية مع مضايا المحاصرة ودعوات احتجاجية لإنقاذ الجوعى
تعاطف شعبي وسط صمت رسمي
تعاطف شعبي وسط صمت رسمي وقفات تضامنية مع مضايا المحاصرة ودعوات احتجاجية لإنقاذ الجوعى تنقل الدعم من الفضاء الافتراضي إلى العالم الواقعي
مع استمرار الكارثة الإنسانية التي حلت ببلدة مضايا في ريف دمشق الغربي، ودون أي تحرك دولي أو محلي للتخفيف من وطأة الحصار الخانق التي تعاني منه البلدة السورية للشهر السابع على التوالي، انتقلت الحملات التضامنية التي أطلقها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي لدعم مضايا من العالم الافتراضي إلى العالم الواقعي.
رغيف الخبز شعارهم:
نظمت مجموعة من الشباب حملة "أنقذوا مضايا" دعت إلى اعتصام وقطع للطريق بيروت- دمشق عند نقطة المصنع الحدودية، اليوم، عقب صلاة الجمعة، امتد لساعتين، تضامنًا مع المحاصرين في مضايا.
كما دعت الحملة لعدم رفع أية راية أو شعار، والاكتفاء فقط برفع أرغفة الخبز من أجل الضغط على الأمم المتحدة للعمل على رفع الحصار عن البلدة وإدخال المواد الغذائية إليها.
وبالتزامن مع اعتصام المصنع ولنفس الهدف تم تنظيم اعتصام آخر حمل اسم "أغيثوا مضايا" أمام مركز الصليب الأحمر الدولي، في منطقة الحمراء في العاصمة اللبنانية، بدعوة من الجماعة الإسلامية في بيروت.
كذلك وبناءً على التعميم الذي أصدره مفتي مدينة صيدا اللبنانية وأقضيتها، شهد عدد من مساجد مدينة صيدا بعد صلاة الجمعة جمع تبرعات لإغاثة الأهالي المحاصرين في بلدة مضايا السورية.
وركَّز بعض أئمة المساجد في خطبة الجمعة على معاناة الأطفال والنساء والشيوخ في مضايا ومشاهد هذه المأساة التي يندى لها جبين الإنسانية، داعين إلى صرخة وهبة في وجه الضمير العالمي والإنساني لنجدتهم ووقف ما وصفوه بــ"المجزرة الانسانية".
لن نأكل حتى يأكلوا:
ومن لبنان إلى الشمال السوري، أعلن نازحون سوريون بمخيمات قرب الحدود التركية وفي الداخل السوري، إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، تضامنًا مع المدنيين المحاصرين في بلدة مضايا.
وبحسب الناشط أبو العلاء الشمالي فإن أغلب المخيمات في تجمعات "أطمة" للنازحين شمال مدينة إدلب، والتي تضم نحو 350 ألف نازح، أعلنت إضرابًا عن الطعام، إلى حين دخول أول دفعة مساعدات غذائية وطبية إلى بلدة مضايا، وأضاف: "لن نأكل حتى يأكلوا".
وناشد الشمالي -أحد مطلقي حملة الإضراب- في تصريحات صحفية، كل المنظمات الإنسانية في العالم التدخل الفوري لإنهاء الحصار عن مضايا، للحيلولة دون وقوع كارثة إنسانية ربما تودي بحياة آلاف المدنيين.
من جانبه، أكَّد الناشط بسام أبو محمد الموجود داخل المخيمات، أن حملة الإضراب لن تتوقف حتى تنتهي معاناة "أهلنا المحاصرين في مضايا"، واعتبر ما يجري في سوريا من سياسات حصار وتجويع المدنيين "وصمة عار في جبين الإنسانية"، مشيرًا إلى أن صمت المجتمع الدولي يجعله شريكًا في قتل المدنيين.
دعوات احتجاجية:
وفي سياق متصل، خرجت مظاهرات في عدة مدن وبلدات سورية، منددة بسياسية التجويع المفروضة على البلدة، حيث رفع متظاهرون في محافظة إدلب ومعرة النعمان شمال سوريا وبلدة ببيلا جنوب العاصمة دمشق، عبارات تطالب المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لمد يد العون والمساعدة للمحاصرين، وحمَّل المتظاهرون المنظمات الأممية مسؤولية وفاة مدنيين جوعًا وبردًا.
كما طالب الائتلاف الوطني السوري في بيانات متلاحقة الجامعة العربية والأمم المتحدة والمبعوث الأممي الخاص إلى سوريا بتحمل مسؤولياتهم تجاه المدنيين المحاصرين في مضايا وبقية المناطق المحاصرة، والتحرك الفوري والعاجل لإنقاذ أرواح المدنيين الأبرياء وفك الحصار عنهم، والدخول الفوري لقوافل المساعدات الغذائية والطبية إلى المدينة، وتطبيق قرارات مجلس الأمن بهذا الشأن.
وكان قد أطلق ناشطون سوريون عدة حملات على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل حملة #مضايا_تموت_جوعًا، و#الحملة_المدنية_لإنقاذ_مضايا_و_الزبداني_من_واقع_الموت_جوعًا؛ للفت أنظار المجتمع الدولي إلى المأساة الإنسانية التي تسبب بها الحصار، والتي تهدد حياة 49 ألف مواطن سوري بين لاجئين من بلدة الزبداني، وسكان أصليين يعيشون في البلدة المحاصرة.
وأفاد المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا بافل كشيشيك أن إدخال المساعدات إلى بلدات مضايا وكفريا والفوعة في سوريا لن يبدأ قبل الأحد نظرًا لتعقيد الأمور.
وقال كشيشيك: "إنها عملية كبيرة ومعقدة؛ لأنه ينبغي أن تجري في الوقت نفسه في مضايا وكفريا والفوعة وأن يتم التنسيق بين عدة أطراف؛ لهذا لا أعتقد أنها يمكن أن تبدأ قبل الأحد".
أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية واللجنة الدولية للصليب الأحمر، الخميس، تلقيهما موافقة الحكومة السورية على إدخال مساعدات إنسانية في أقرب وقت إلى الفوعة وكفريا في محافظة إدلب في شمال غرب البلاد ومضايا في ريف دمشق.
وأفادت الأمم المتحدة عن "تقارير موثوقة بأن الناس يموتون من الجوع ويتعرضون للقتل أثناء محاولتهم مغادرة مضايا التي يعيش فيها نحو 42 ألف شخص".
وأوردت مثالًا من مضايا إذ قالت: "وردتنا معلومات في الخامس من كانون الثاني/يناير 2016 تفيد بوفاة رجل يبلغ من العمر 53 عامًا بسبب الجوع، في حين أن أسرته المكونة من خمسة أشخاص ما زالت تعاني من سوء التغذية الحاد".
وقالت منظمة أطباء بلا حدود، الجمعة، إن 23 شخصًا توفوا بسبب الجوع في البلدة المحاصرة، منذ الأول من كانون الأول/ديسمبر.