الأعمال الكاملة "للعالم" عن هيئة الكتاب في ثلاثة مجلدات

جمعت تجربة العالم بين الاهتمام والعطاء الفكري والإبداعي وبين الانخراط في النضال السياسي، واستطاع المزاوجة بينها ليصبح مفكرًا بارزًا.

عن الهيئة العامة المصرية للكتاب، صدرت المجلدات الثلاثة الأولى من الأعمال الكاملة للكاتب السياسي الراحل والناقد والمفكر المصري محمود أمين العالم، يضم المجلد الأول منها ثلاثة من أهم وأشهر كتبه؛ وهي «معارك فكرية» 1965، «الوعي والوعي الزائف»، و«في الفكر العربي المعاصر» 1986. 

ويضم المجلد الثاني كتابين آخرين هما «مفاهيم وقضايا إشكالية» 1989، و«الفكر العربي بين الخصوصية والكونية» 1996. فيما يضم المجلد الثالث كتابيه الشهيرين «مواقف نقدية من التراث» 1996، و«من نقد الحاضر إلى إبداع المستقبل» 2000.

جمعت تجربة محمود العالم بين الاهتمام والعطاء الفكري والإبداعي وبين الانخراط في النضال السياسي، واستطاع بصورة خلاقة المزاوجة بينها ليصبح مفكرًا بارزًا ومناضلًا سياسيًّا في الوقت عينه، وصاحب واحد من أهم المشاريع الفكرية التي طرحت في القرن العشرين، لمقاربة إشكاليات النهضة والحداثة والعلاقة مع الآخر، وقراءة التراث، وتجديد الفكر الديني ...إلخ، وكتب في الفلسفة والنقد الأدبي والتراث العربي الإسلامي والفكر القومي السياسي، وغيرها من مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية.

محمود أمين العالم من مواليد 18 فبراير عام 1922 في حي الدرب الأحمر في القاهرة وعاش في هذا الحي الشعبي حتي أن بلغ الثلاثين من عمره. يقول العالم عنه: "فأنا لا يكاد يسعدني شيء مثل العودة دائمًا إلى هذه الأزقة القديمة الضيقة، أحس فيها بحقيقتي وأتشمم فيها عطر الأصالة والعراقة". 

التحق بعد شهادة الثانوية بقسم الفلسفة كلية الآداب بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة اليوم) وحصل علي شهادة الليسانس، وقد ظل طوال دراسته يقوم بعمل إضافي لتغطية تكاليف الدراسة. 

حصل على درجة الماجستير من الكلية نفسها، وتم تعيينه في قسم الفلسفة مدرسًا مساعدًا، ولأسباب سياسية تم فصله في نفس العام 1954 مع عدد آخر من الأساتذة والمدرسين من مختلف كليات جامعة القاهرة.

صدر للعالم أكثر من عشرين كتابًا والعديد من الدراسات والمقالات والمحاضرات في مجلات مصرية وعربية وأجنبية، وأشرف في حياته على إصدار كتاب شبه دوري بعنوان «قضايا فكرية»، صدر منها ما يقرب من الآن عشرين عددًا.

وتكشف هذه الكتب كلها، كما أكد غير واحد من الكتاب والنقاد والمفكرين العرب المعاصرين، عن تفرد المشروع الفكري الذي تنطوي عليه، مبرزة أبعاده الفلسفية والاجتماعية والثقافية والسياسة التي لا تنفصل عن ممارسة النقد الأدبي كتعبير عن موقف فكري ثابت، لا ينفصل، بدوره، عن نظرية الانعكاس الماركسية في أبعادها المعرفية الفلسفية وأبعادها الأدبية النقدية. 

وتدل هذه الكتب أيضًا على حيوية "العالم" المستمرة الذي لم تنَل منه سنوات الاعتقال أو غربة المنافي، بل زادته إصرارًا على مواصلة العمل في مشروعه، والمضي في تعميقه على مستويات التنظير والتطبيق والممارسة العامة التي تحولت إلى نموذج استثنائي للفعل الثقافي الاجتماعي والسياسي والفكري والإبداعي على السواء.