محمد بن راشد يطلق كتابًا وطنيًّا شاملًا عن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ
مقدمة الكتاب تضمنت أهمية مشروع استكشاف المريخ لإثراء العلم في مجالات الجيولوجيا والجغرافيا والفيزياء والكيمياء.
أطلق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، كتابًا وطنيًّا شاملا عن مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، من تقديمه يضم أهم مراحل المشروع، ولماذا قررت دولة الإمارات الانطلاق في هذا المشروع؟ إضافة إلى تاريخ استكشاف المريخ عبر العصور، والفوائد التي ستجنيها البشرية من مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ.
وتضمنت مقدمة الكتاب أهمية مشروع استكشاف المريخ لإثراء العلم في مجالات الجيولوجيا والجغرافيا والفيزياء والكيمياء، وما سيكون له من دور في توفير بيانات جديدة للبشرية؛ لأنه سيدرس مناخ كوكب المريخ على مدار اليوم في جميع المواسم، بينما تقوم المسابير التابعة لمهمات الاستكشاف الحالية بأخذ لقطات ثابتة في أوقات محددة من اليوم.
ومن فصول الكتاب فصل "من الاتحاد إلى أعماق الفضاء"، والذي ينير ذهن القارئ بأهمية استثمار دولة الإمارات العربية المتحدة ما يقارب 20 مليار درهم في قطاع صناعات الفضاء، بما يذكره من ارتباط وثيق بين الكثير من التقنيات والتطبيقات الضرورية لحياتنا اليومية والتقدم في الصناعة الفضائية.. فمن التصوير المغناطيسي إلى الكاميرات الذكية إلى تقنيات الطاقة الشمسية، وغيرها من الاستخدامات التجارية التي لم تكن لترى النور لولا الإنجازات التي تحققت بسبب الاستثمار في علم الفضاء.
ويذكر الكتاب عددًا من التطبيقات التي يتم تطويرها حاليًا لنفع البشرية، ومن ضمنها التعاون بين مركز محمد بن راشد للفضاء وبلدية دبي في تحديد أنماط امتداد الغطاء النباتي، والعمل على توسيع رقعة المسطحات الخضراء في مدينة دبي.
الطريق إلى المريخ
وكانت بداية مركز محمد بن راشد للفضاء مع أول سنة لتولي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "منصب حاكم دبي في عام 2006"، حيث أصدر سموه قانونًا بإنشاء مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية.
وتم ابتعاث 16 مهندس إلى كوريا للتعاون مع شركة متخصصة في مجال التقنيات الفضائية التجارية لتعلم وبناء قمر اصطناعي "دبي سات – أ" وبعد تجربة صعبة وحافلة بالجهد والعطاء تم إطلاق القمر في عام 2009، ليتبعه مشروع آخر وهو قمر "دبي سات- ب" والذي تميز بمواصفات أكثر تطورًا، وأتم الفريق الإماراتي الذي تضاعف في عدده 70% من عملية إنجاز القمر.
وكان للقمر الاصطناعي جدوى تجارية، حيث اشترت شركة إسبانية تصميم "دبي سات – ب" وجعلت منه أساسًا لتصميم قمرها "دايموس 2".
طموحات مركز محمد بن راشد للفضاء لم تتوقف بالإنجازات التي تحققت، فقد تم إطلاق برنامج قمر "خليفة سات" الأكثر تطورًا ليتم تصنيعه في مقر المركز في دبي على أيدي فريق إماراتي من 24 مهندسًا.
وبحسب كتاب "مسبار الأمل ومشروع الإمارات لاستكشاف المريخ" فإنه سيتم إطلاق القمر بين نهاية 2017 وبداية 2018.
و تطرق الفصل أيضًا إلى مشاريع أخرى يقوم بها مركز محمد بن راشد للفضاء، ومن ضمنها قمر اصطناعي مصغر يقوم على معايير "كيوب سات" لأغراض التعليم باسم "نايف - 1" وطائرات "هابس" بدون طيار، والتي تحاكي في ارتفاعها الأقمار الاصطناعية، بينما تتميز عنها بإعادة الاستعمال والتغطية الأكبر.
بناء مسبار الأمل لاستكشاف المريخ
وتطرق الفصل قبل الأخير من الكتاب إلى معلومات تفصيلية عن بنية المسبار وآلية عمله، ومن ضمنها شكله السداسي الذي يشبه خلية النحل وحجمه الذي يقارب سيارة صغيرة.
وستكون للمسبار ثلاثة ألواح شمسية لتوليد الطاقة، ولاقط مزود بصحن هوائي بمجسات لتعقب النجوم، حتى تمكنه من تحديد موقعه من الفضاء.
وسيحمل المسبار ثلاث أدوات علمية: وهي كاميرا الإمارات الاستكشافية لإرسال صور ملونة عالية الدقة إلى كوكب الأرض، ومقياس الإمارات الطيفي بالأشعة تحت الحمراء لقياس أنماط التغيرات في الجو من درجة حرارة وغبار وغيرها، ومقياس الإمارات الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية لقياس الطبقة العليا من الغلاف الجوي.
وذكر فصل "بناء مسبار الأمل لاستكشاف المريخ" حقيقة أن المسبار يجب أن يحتوي على ميزات آلية ذاتية التشغيل لاتخاذ القرارات في الحالات التي سيتعرض فيها لانقطاع الاتصال بالأرض كليا، وذلك عندما يحدث الاقتران الشمسي للمريخ.
وسيستخدم المشرع للتواصل مع مسبار الأمل محطتين أرضيتين بالإضافة إلى المحطة الأرضية التابعة لمركز محمد بن راشد للفضاء الإماراتية، وذلك بالتعاون مع وكالات الفضاء الأخرى.
ورغم كون محطة واحدة كافية لتحقيق الغرض، إلا أن الهدف هو ضمان استقبال أكبر عدد من البيانات التي يبثها المسبار أثناء دوران الأرض، وتأمين تغطية تمتد 24 ساعة يوميًّا.
وحتى يصل المسبار إلى المريخ في عام 2021 في الذكرى الخمسين لقيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة، يجب أن ينطلق في شهر يوليو من عام 2020، حيث سيكون الكوكبان الأزرق والأحمر في أقصى نقطة تقارب لهما، والتي تحدث كل سنتين.
إرسال بيانات المريخ إلى الأرض
ويتعرض الكتاب في خاتمته إلى الأهداف العلمية لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، والتي تدور حول الوصول إلى إجابات من شأنها أن تزيد من فهمنا للتداخل بين المؤثرات والعوامل البيئية خلال عامين من عمر المسبار، والذي يمسح 80% من سطح كوكب المريخ مرة كل 72 ساعة ليقدم البيانات التي جمعها مرتين أسبوعيًّا للأرض.. وسيتم مشاركة تلك المعلومات مع أكثر من 200 شريك أكاديمي وعلمي حول العالم بغرض مساهمة الدولة في توسيع مدارك المعرفة البشرية.