وزير الاقتصاد الإماراتي يبحث مع السفير الألماني سبل التعاون
شهدت العلاقات الاقتصادية المشتركة تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة،حيث تعتبر دولة الإمارات الشريك التجاري الأكبر لألمانيا في المنطقة
بحث المهندس سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد الإماراتي مع الدكتور إكهارد ويلهلم لوبكيماير سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى الإمارات سبل التعاون المشترك بين البلدين وكيفية الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية وتقريب وجهات النظر في عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وبحث الطرفان السبل الكفيلة بتنمية حجم التبادل التجاري والاستثماري وتطوير الاستثمارات المشتركة وتقوية الروابط بين مجتمع الأعمال في البلدين الصديقين بما يواكب نتائج أعمال الدورة العاشرة للجنة الاقتصادية الإماراتية الألمانية المشتركة والتي عُقدت في العاصمة أبوظبي في مارس 2015 برئاسة كل من معالي سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد ومعالي سيغمار غابرييل نائب المستشار والوزير الاتحادي للشؤون الاقتصادية والطاقة في جمهورية ألمانيا الاتحادية، وبمشاركة 150 من كبار المسؤولين ورجال الأعمال الإماراتيين والألمان.
وقال وزير الاقتصاد: "إننا نسعى إلى تعزيز علاقاتنا المتميزة مع الأصدقاء في جمهورية ألمانيا الاتحادية ورفع حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين بصورة تلبي طموحات قيادة البلدين الصديقين، وذلك من خلال استغلال الإمكانات المتوفرة والمتاحة لدى البلدين من أجل بناء علاقات اقتصادية متينة خلال الفترة المقبلة، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في العام الماضي 2014 قرابة 45 مليار درهم، وهناك ما يقارب 1000 شركة ألمانية ناشطة بالدولة، كما أن دولة الإمارات تستضيف أكثر من 12 ألف مواطن ألماني".
وأضاف المنصوري "شهدت العلاقات الاقتصادية المشتركة تطوراً ملحوظاً ونوعياً في السنوات الأخيرة، حيث تعتبر دولة الإمارات الشريك التجاري الأكبر لألمانيا في المنطقة، ومن جانب آخر تعد جمهورية ألمانيا الاتحادية إحدى أهم الشركاء التجاريين لدولة الإمارات حيث تأتي في المركز الخامس على ترتيب العلاقات التجارية لدولة الإمارات مع مختلف دول العالم في حين أنها تأتي في المركز الرابع على لائحة الدول المصدرة لدولة الإمارات والمرتبة 29 على لائحة الدول المستوردة من الدولة والمرتبة 25 على لائحة الدول المعاد التصدير إليها من الدولة".
وأشاد المنصوري بالدور الإيجابي الذي يلعبه المجلس الإماراتي الألماني المشترك للصناعة والتجارة في تقوية الروابط التجارية والاستثمارية بين البلدين، منوها بما يلعبه مجتمع الأعمال في كلا البلدين من دور حيوي لزيادة فرص التعاون، ومشيراً إلى أهمية التكامل بين دور المؤسسات الحكومية والخاصة في هذا المجال.
ونوه المنصوري بأنه سيترأس وفد الدولة المشارك في فعاليات معرض هانوفر 2016 بألمانيا مشيداً بالدور الحيوي لدائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي خلال السنوات الماضية عبر إبراز مشاركة الإمارات في هذا المعرض الذي يعد واحداً من أرقى المعارض الصناعية على مستوى العالم، ويمثل تجمعاً سنوياً لكبرى دول العالم من خلال شركاتها الصناعية الكبرى، وأكد أن مشاركة الدولة هذا العام ستتضمن عدداً كبيراً من رجال الأعمال وممثلي القطاع الصناعي إلى جانب مجموعة من رواد المشاريع الصغيرة والمتوسطة بما يسهم بترويج منتجاتهم عبر منصة عالمية رائدة.
وشدد المنصوري خلال اللقاء على ضرورة السعي المشترك لتسهيل رفع عدد الرحلات الجوية بين البلدين ودراسة السماح بهبوط الطائرات الإماراتية في مزيد من المدن الألمانية، موضحاً بأن ألمانيا تستقبل سنوياً أكثر من 50 ألف زائر وسائح إماراتي وهو ما يدل على أنها تعتبر واحدة من الوجهات المفضلة لدى الإماراتيين على مستوى العالم.
وأكد أن زيادة عدد الرحلات المتبادلة سيسهم بشكل كبير في رفع عدد السياح من كلا الجانبين وسيعزز من إمكانية تدفق الاستثمارات الإماراتية إلى ألمانيا والعكس، منوهاً بأن دولة الإمارات أكدت مراراً دعمها لسياسة الأجواء المفتوحة ومختلف الاتفاقيات الدولية ذات الصلة لما تمثله من تعزيز للمنافسة بين الشركات العالمية بما ينصب في مصلحة المستهلكين ويوفر لهم خيارات وخدمات متعددة تتناسب مع أذواقهم وإمكانياتهم.
بدوره أكد سعادة الدكتور إكهارد ويلهلم لويكيماير سفير ألمانيا لدى الدولة متانة العلاقة التي تجمع بلاده بدولة الإمارات، وقال إنها شهدت تطوراً كبيرا للغاية خلال العقد الأخير .
وأشاد بالسياسات الاقتصادية المتقدمة التي تنتهجها حكومة دولة الإمارات والتي مكنتها من نيل ثقة كبرى الشركات الألمانية التي أسست لمشاريع في الدولة أو افتتحت مكاتب في الإمارات لتمثلها على المستوى المحلي والإقليمي.
وأشار السفير الألماني إلى أن بلاده تسعى لتعزيز التعاون مع حكومة الدولة في مجالات البنى التحتية والطاقة التقليدية والطاقة المتجددة والصحة والتعليم والابتكار، منوهاً بأن دولة الإمارات تتمتع بعنصر الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي يميزها عن باقي دول المنطقة وأن ذلك يعد العامل الأهم في تعزيز الاستثمارات المتبادلة وتقوية الروابط التجارية والدفع بالتجارة المتبادلة إلى مستويات غير مسبوقة.
وأكد أن جمهورية ألمانيا الاتحادية ستشارك في فعاليات الدورة الافتتاحية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع التي ستنعقد في العاصمة أبوظبي في شهر سبتمبر من العام الجاري 2016، منوهاً بالمكانة التي تتمتع بها بلاده كواحدة من كبرى الدول الصناعية على مستوى العالم وأن مشاركتها تنسجم مع مكانتها المرموقة في هذا القطاع الحيوي، وأكد أن هذا الحدث يعكس أيضاً حجم اهتمام حكومة دولة الإمارات بقطاع الصناعة وتطويره نظراً لما يمثله من عنصر حيوي في منظومة التنوع الاقتصادي التي تميز دولة الإمارات.
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات الاقتصادية الثنائية بين دولة الإمارات وألمانيا تشهد تطوراً ملموساً في ضوء النهضة الاقتصادية التي يشهدها ، كما حققت اجتماعات اللجان المشتركة والتعاون المستمر بين الطرفين الكثير من النتائج الإيجابية على صعيد توطيد أواصر الصداقة وتعزيز علاقات التعاون على مختلف الصعد، وبشكل خاص في عدد من القطاعات الحيوية المهمة بالنسبة للبلدين وعلى رأسها القطاعات تدعم التوجه الاستراتيجي لدولة الإمارات وتسرع من خطواتها في التحول نحو اقتصاد المعرفة.
aXA6IDE4LjExNy4xNjguNzEg جزيرة ام اند امز