أثار عرض موقع أمريكي شققا للإيجار بمستوطنات الضفة الغربية زاعما وجودها داخل إسرائيل ردود فعل فلسطينية غاضبة.
تعهد مسؤولون فلسطينيون، اليوم الثلاثاء، باتخاذ إجراءات ضد موقع إلكتروني أمريكي، بسبب عرضه شققا للإيجار في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة على صفحاته، زاعما وجودها داخل إسرائيل.
ويقوم عشرات من المستوطنين بطرح منازلهم للإيجار عبر هذا الموقع "اير بي اند بي" في عدة مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.
ويعتبر المجتمع الدولي المستوطنات غير شرعية، سواء أقيمت بموافقة الحكومة الإسرائيلية أم لا، ويعتبر الاستيطان العائق الأول أمام عملية السلام.
وأكد حسام زملط نائب مفوض العلاقات الدولية لحركة فتح أن الفلسطينيين ينتظرون تغييرا فوريا في سياسات الشركة المالكة للموقع.
وقال زملط لوكالة فرانس برس: "من المؤكد أننا سنقوم باتخاذ المزيد من الإجراءات" متهما الشركة بـ"التربح بشكل غير قانوني من الاحتلال".
وأضاف أنه "ساهمت هذه الأفعال من قبل الشركات الدولية والقطاع الخاص في استمرار وتصعيد الوضع"
ورفضت شركة "اير بي اند بي" ومقرها الولايات المتحدة الرد على أي اتصالات بهذا الصدد.
ولكن الشركة قالت في بيان مقتضب: "نحن نتبع القوانين والإجراءات حول الأماكن التي يمكننا العمل بها ونحقق في المخاوف المتعلقة بإعلانات معينة".
ورفضت وزارة السياحة الإسرائيلية، في توافق مع سياسة الحكومة، التفريق بين المستوطنات وبين باقي إسرائيل.
وقالت متحدثة باسم الوزارة إن: "الوزارة تنصح بالزيارة والإقامة في كل مكان في البلاد دون تفرقة بين أي مكان أو آخر".
وبإمكان مستخدمي الموقع الإلكتروني طرح منازلهم للإيجار وعرض التفاصيل، لكن بإمكان الشركة إزالة الإعلانات الخادعة وغير الصحيحة.
وفي أحد الإعلانات عن منزل في مستوطنة تقع جنوب الضفة الغربية المحتلة، يقول صاحب المنزل: إنه "يبعد 15 دقيقة عن القدس" وشدد على "المناظر الخلابة المطلة على صحراء يهودا" مستخدما الاسم الاستيطاني للضفة الغربية المحتلة.
بينما تحدث مستوطنون آخرون عن هدوء المنطقة، ووضعوا إسرائيل كموقع جغرافي لهذه الإعلانات.
من جهته، دعا عمر البرغوثي وهو ناشط فلسطيني في مجال حقوق الإنسان وعضو مؤسس في حركة "المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على إسرائيل" الشركة الأمريكية إلى تغيير سياستها.
وقال البرغوثي: "بإمكان شركة اير بي اند بي وعليها أن تقوم باستثناء كافة المستوطنات الإسرائيلية من عروضاتها كخطوة أولى هامة نحو الامتثال مع التزاماتها تجاه حقوق الإنسان بموجب القانون الدولي".
بينما أوضحت ميري عوفاديا من مجلس "يشع" الاستيطاني الذي يجمع كافة المستوطنات الإسرائيلية لوكالة فرانس برس أن المستوطنين لن يتوقفوا عن طرح منازلهم للإيجار.
وقالت لوكالة فرانس برس: "نحن فخورون للغاية بازدهار السياحة لدينا، مع مئات من الفنادق النادرة التي توفر مناظر خلابة وخدمات على مستوى عالمي".
ويعيش نحو 400 ألف مستوطن في الضفة الغربية المحتلة و200 ألف في القدس الشرقية المحتلة.
وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد أكد أوائل أكتوبر/تشرين الأول الماضي أن "التوسع الاستيطاني المتواصل يثير تساؤلات مبررة حول نوايا إسرائيل على الأمد الطويل ويجعل الانفصال عن الفلسطينيين أكثر صعوبة".
aXA6IDMuMTQ0LjQyLjE3NCA= جزيرة ام اند امز