أزمة غاز خانقة بغزة تفتح وجع الحصار المستمر
على امتداد أكثر من 100 متر اصطف طابور طويل من أنابيب الغاز أمام محطة عكيلة لتعبئة الغاز في خان يونس جنوب قطاع غزة
على امتداد أكثر من 100 متر اصطف طابور طويل من أنابيب الغاز أمام محطة عكيلة لتعبئة الغاز في خان يونس جنوب قطاع غزة، فيما بدا مؤشرًا على تفاقم الأزمة بعد تقليص سلطات الاحتلال الكميات المسموح بإدخالها للقطاع المحاصر.
ووقف الفلسطيني محمود إصليح إلى جانب عشرات من أمثاله أمام باب المحطة بانتظار فتح أبوابها، كي يتمكنوا من تعبئة أنابيبهم التي اصطفت في الطابور الطويل، وقال لـ"بوابة العين" الإخبارية: "لا يوجد غاز، اليوم علمنا أن كمية دخلت في هذه المحطة، وكما ترى هذا الطابور الطويل من الأنابيب، وفي النهاية إذا تمكنا من التعبئة لن يتم إلا تعبئة 6 كجم للأنبوبة التي تتسع إلى 12 كجم بالحد الأدنى".
وقلصت سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الأسابيع الأخيرة كميات الغاز المسموح بإدخالها للقطاع؛ بحجة وجود نقص لديها واحتياج أكبر في إسرائيل في ظل برودة الجو.
إسرائيل تتحمل المسؤولية
وقال الناطق باسم جمعية أصحاب شركات البترول في قطاع غزة، محمد العبادلة، لـ "بوابة العين" إن شركة التوريد الإسرائيلية قلصت كمية الغاز التي ترد إلى غزة؛ اعتبارًا من منتصف الشهر الماضي إلى ما يتراوح بين 50-70 طن من الغاز، في حين أن ما كان يدخل للقطاع قبل ذلك نحو 200 طن يوميًا.
وأشار إلى أن الشركة الإسرائيلية تبرر هذا التقليص الكبير؛ بعدم وجود كميات فائضة لديها، حيث إنها تصدر لنا ما يفيض عن احتياج السوق الإسرائيلي الذي يزداد في ظل الشتاء، مؤكدًا أن الحصار والاتفاقات الاقتصادية تحول دون وجود بديل يمكن شراء الغاز منه غير إسرائيل.
وتفرض إسرائيل حصارًا على قطاع غزة منذ عام 2006، حيث تحدد كميات البضائع المسموح بدخولها عبر معبر تجاري وحيد بينها وبين القطاع الخاضع لسيطرة حماس.
وأكد العبادلة، أن الأزمة ظهرت لهذا التقليص الكبير، خاصة أنه لا يوجد مخزون في قطاع غزة، بالنظر إلى إن كمية الـ 200 طن التي تدخل تمثل ما يقارب 50 % من احتياج قطاع غزة الذي يصل متوسطه اليومي إلى 400 طن.
وتزداد الحاجة للغاز، في فصل الشتاء ومع برودة الشتاء، حيث تستخدم في التدفئة، خاصة مع أزمة الكهرباء التي اشتدت وتيرتها في الأسابيع الأخيرة بالقطاع، حيث تصل ساعات الانقطاع اليومي إلى ما يقارب من 18 ساعة يوميًا.
وأكد العبادلة أنّ حاجة أهالي غزة للغاز تتضاعف في فصل الشتاء من جهة، وفي ظل تزايد عدد السكان في القطاع بشكل كبير، فيما منذ فرض الحصار تم تقليص الكميات إلى النصف عن الاحتياج الحقيقي بحيث يستحيل التخزين.
ويبلغ تعداد سكان قطاع غزة 1.957.194 نسمة (قرابة مليوني نسمة) وفق أحدث إحصائية صادرة عن الإدارة العامة للأحوال المدنية في وزارة الداخلية مطلع العام الجاري.
إجراءات للتعامل مع الأزمة
وجراء تفاقم الأزمة، وضعت وزارة الاقتصاد بغزة، إجراءات لإدارتها من ضمنها، منع تعبئة كامل الأنبوبة إنما نصفها؛ كي يستفيد غالبية المستهلكين من الكمية القليلة المتوفرة، فيما شنت الشرطة حملة على السيارات التي تستخدم الغاز بدلًا من الوقود.
ووصف الوكيل المساعد في وزارة الاقتصاد الوطني، عماد الباز، تقليص كميات الغاز بأنه "إجراء انتهازي يستهدف التضييق على أهالي غزة في ظل البرد القارس في فصل الشتاء".
وأشار في حديثه لـ"بوابة العين" إلى أنه تم التفاهم مع موزعي الغاز؛ على آليات للتعامل مع الأزمة، وضمن ذلك، تعبئة 6 ك لكل أنبوبة بدلاً من تعبئتها بشكل كامل كحل مؤقت، مطالبًا بضرورة تضافر جهود الجميع للضغط على الاحتلال كي يدخل ما يحتاجه القطاع.
ويتساءل الغزيون إلى متى سنبقى نعاني من أزمات الكهرباء والغاز؟ وهي أزمات متكررة تهدأ حينًا لتنفجر أحايين، لتذكرهم بمأساة الحصار المستمرة منذ تسع سنوات متواصلة.
aXA6IDMuMTQ1LjQwLjEyMSA= جزيرة ام اند امز