الغرب يرفع عقوباته عن إيران بعد خضوعها للاتفاق النووي
نتنياهو: سنراقب تنفيذه.. وكلينتون تدعو لعقوبات جديدة
أعلنت وكالة الطاقة الذرية دخول الاتفاق النووي الإيراني حيز التنفيذ ليرفع الغرب عقوباته الاقتصادية عن طهران
أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوم السبت، دخول الاتفاق النووي الذي أبرمته مجموعة (5 + 1) مع إيران في شهر يوليو/تموز الماضي، حيز التنفيذ، فيما أعلنت أمريكا وأوروبا العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران منذ عقد كامل من الزمان.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية: إن "إيران اتخذت كل الإجراءات النووية المطلوبة منها بموجب الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية الست، في يوليو/تموز الماضي، مما يمهد الطريق أمام تخفيف العقوبات عن إيران خلال ساعات أو أيام".
وأضافت الوكالة -التي تتخذ من فيينا مقرًّا لها، في بيان لها-: "اتخذت إيران كل الإجراءات المطلوبة بموجب الاتفاق (المبرم في يوليو) مما يسمح بتنفيذ (الاتفاق)".
يزور الأمين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو طهران اليوم الأحد، غداة بداية تطبيق الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني، وفق مصدر دبلوماسي.
وقال أمانو -في بيان له-: إن العلاقات بين إيران والوكالة تدخل مرحلة جديدة، مؤكدا أن طهران نفذت الإجراءات المقررة في الاتفاق.
وأضاف أن هذه المرحلة الجديدة ستقود الوكالة إلى التثبت ومراقبة التعهدات المرتبطة، بالاتفاق الموقع في يوليو/تموز الماضي بين طهران والقوى الكبرى.
وتابع قائلا: "تم إنجاز الكثير من العمل"، لكن "جهدا مماثلا" ينتظر لتلبية الطموح الدولي في ضمان الطابع السلمي للبرنامج النووي الايراني.
من جانبها، أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني ونظيرها الإيراني محمد جواد ظريف، يوم السبت في فيينا، أن المجتمع الدولي رفع كل العقوبات الاقتصادية المرتبطة بالبرنامج النووي لطهران، تنفيذًا للاتفاق النووي الذي وقع في 14 يوليو/تموز الماضي.
وقالت موغيريني وظريف -في بيان مشترك-: "بعدما وفت ايران بالتزاماتها، سيتم اليوم رفع العقوبات الاقتصادية والمالية الوطنية والمتعددة الطرف المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني".
وكانت مجموعة (5 + 1) -التي تضم الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن (أمريكا وبريطانيا وروسيا وفرنسا والصين) إضافة إلى ألمانيا- قد وقعت اتفاقًا مع إيران في شهر يوليو/تموز الماضي يتم بموجبه وقف الأنشطة النووية الإيرانية، على أن تلتزم القوى الدولية برفع العقوبات الاقتصادية عن طهران، وتفرج عن الأرصدة الإيرانية المحتجزة مع وضع تنفيذ الاتفاق على مراحل.
ورفعت الولايات المتحدة، يوم السبت، رسميًّا العقوبات عن إيران بعد تأكيد وزير الخارجية جون كيري -في بيان- أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحققت من أن طهران "نفذت بالكامل الالتزامات المطلوبة" وفقًا للاتفاق.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأمريكية: إن كيري وقع على سلسلة من الوثائق؛ منها شهادة موجهة للحكومة الأمريكية تفيد بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أقرت في تقريرها بالتزام إيران، وأخرى بشأن رفع العقوبات التي فرضها الكونجرس الأمريكي.
وبناء على تلك الوثائق، وقع الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمرًا تنفيذيا لوقف العقوبات على طهران بموجب الاتفاق النووي مع القوى العالمية.
وكتب أوباما -في الأمر التنفيذي، الذي أعلنه البيت الأبيض- أن تنفيذ إيران للاتفاق يمثل تحولاً جذريًّا في الملابسات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني، كما قرر الاتحاد الاوروبي هو الآخر رفع العقوبات الاقتصادية والمالية المفروضة على إيران.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، السبت: إن بلاده تشيد ببداية تطبيق الاتفاق النووي مع إيران، معربًا عن أمله في أن تسود "روح التعاون" ذاتها من أجل مواجهة كافة التحديات الإقليمية.
وأضاف فابيوس، في بيان له اليوم، "تأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن إيران أنهت كافة إجراءات التفكيك النووي المقررة في اتفاق 14 يوليو/تموز 2015، ومن ثم فإن العقوبات الاقتصادية والمالية الرئيسية رفعت".
وأضاف أنه في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تحديات ضخمة وتوترات شديدة، آمل أن تسود روح التعاون التي ميزت إبرام الاتفاق، أيضا كافة التحديات الإقليمية، في إشارة ضمنية للنزاعات في سوريا واليمن والعراق.
من جانبه، أشاد الرئيس الإيراني حسن روحاني في تغريدة على حسابه بموقع تويتر ببداية تطبيق الاتفاق النووي مهنئًا شعبه بـ"النصر المجيد".
وكتب روحاني "أشكر الله.. وأحني هامتي أمام عظمة شعب إيران الصبور، أهنئكم بهذا النصر".
وفي المقابل اعتبر رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو أنه حتى بعد توقيع الاتفاق النووي فإن ايران لم تتخلَّ عن طموحاتها في حيازة أسلحة نووية، ومستمرة في زعزعة الشرق الأوسط، ونشر الرعب عبر العالم منتهكة التزاماتها الدولية.
وأضاف محذرًا في بيان له أن إسرائيل "ستراقب تطبيق الاتفاق".
أما هيلاري كلينتون المرشحة المحتملة لانتخابات الرئاسة الأمريكية عن الحزب الديمقراطي (الذي ينتمي له أوباما) فقالت: إنه في حالة انتخابها رئيسة للولايات المتحدة سيكون موقفها بشأن إيران هو "عدم الثقة والتحقق".
وأضافت أن "إيران ما زالت تنتهك قرارات مجلس الأمن الدولي ببرنامجها للصواريخ الباليستية الذي يجب أن يواجه بتحديد عقوبات جديدة وبتصميم حازم".
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuMTA5IA==
جزيرة ام اند امز