سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تقتصر في اعتداءاتها وتهديداتها على المسلمين، لكنها امتدت بالتجاوزات إلى المسيحيين أيضًا.
أدان الفلسطينيون الاعتداء الذي تعرضت له كنيسة "رقاد السيدة العذراء" الواقعة جنوب أسوار البلدة القديمة في القدس المحتلة، وحذروا من خطورة الدعوات التي كتبها مستوطنون متطرفون على جدران الكنيسة، صباح اليوم.
وخط مجموعة من المستوطنين عبارات تدعو للانتقام من المسيحيين، من بينها "انتقام بني إسرائيل قادم أجلًا أم عاجلًا وسيتم ذبح الملعونين الغرباء وإرسالهم إلى جهنم"، و"ليُمحى اسم وذكرى يسوع"، وكذلك رسومات لسيوف وخناجر ملطخة بالدماء.
وارتفعت وتيرة اعتداءات المجموعات الإسرائيلية المتطرفة في الآونة ضد المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والمدن الفلسطينية داخل إسرائيل، إذ تطال المساجد والكنائس والمقابر والكتب السماوية المقدسة، بشكل يثير استفزاز المسلمين والمسيحيين.
وأدانت البطريركية اللاتينية في القدس بشدة الاعتداء الذي تعرضت له الكنيسة، وأكدت أن الحل لمثل هذه التصرفات يتمثل في رقابة التعليم في المدارس التي يرتادها هؤلاء الشباب، واتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه من يقومون بالتحريض على التعصب ضد المسيحيين.
اعتداءات على وقع تحريض
وعبَّرت البطريركية في بيان لها، عن أسفها، لوجود مثل هذه الكراهية بعد 50 عامًا على وثيقة "في عصرنا" التي وضعت الأساس للحوار بين الأديان للكنيسة الكاثوليكية والديانات الأخرى، والتي فتحت صفحة جديدة بين الكنيسة الكاثوليكية واليهود.
وأشارت إلى أن هذا التدنيس جاء بعد ثلاثة أسابيع من التدنيس الذي طال دير السالزيان في بيت جمال، منوهًا بأن كنيسة رقاد العذراء تمثل مكانًا مهمًّا للحوار بين الأديان بين المسيحيين واليهود، وتتعرض للأعمال تخريب للمرة الثالثة.
جاء الاعتداء اليوم، بعد أقل من أسبوعين من دعوة أطلقها رئيس منظمة "لاهافا" المتطرفة الحاخام بينتسي غوبشتاين، لحرق الكنائس في القدس، وطرد المسيحيين من القدس.
واعتبرت الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات خط العبارات المسيئة على جدران الكنيسة "استمرار للسياسة العنصرية المتطرفة ضد كل ما هو غير يهودي في القدس".
وقالت الهيئة في بيان، تلقت بوابة "العين" نسخة عنه، إن هذه الانتهاكات العنصرية هي ترجمة لتصريحات وفتاوى الحاخامات اليهود، الداعية لحرق الكنائس وطرد المسيحيين من القدس.
وأكدت الهيئة أن ما جرى في الكنيسة مثال واضح على مدى التطرف الذي وصلته "إسرائيل"، محذرةً من خطورة مواصلة الاعتداء على دور العبادة والمقدسات.
ودعت إلى وقف الاعتداءات على المقدسات ودور العبادة، واحترام جميع الديانات، وحملت حكومة الاحتلال وحاخاماته المسؤولية الكاملة عن هذه الأعمال والانتهاكات الجسيمة.
شعارات عنصرية
بدورها أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية -بأشد العبارات- الاعتداء الآثم الذي تعرضت له كنيسة "رقاد السيدة العذراء".
وأكدت الخارجية في بيان لها، تلقت بوابة "العين" نسخة عنه، أن هذه الاعتداءات تأتي نتيجة لحملات التحريض التي يقوم بها عدد من الحاخامات اليهود الذين ينشرون الفكر الظلامي المتطرف في أوساط طلاب المدارس الدينية التابعة للتيار الصهيوني الديني.
وأشارت الوزارة إلى أن هؤلاء يدعون لاستهداف دور العبادة المسيحية والإسلامية، وإلى محاكمة رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس. في إشارة إلى تصريحات الحاخام يسرائيل أريئيل.
ونوهت الخارجية بأن الاعتداءات على المقدسات الفلسطينية -إسلامية ومسيحية- في تصاعد واضح في السنوات الأخيرة، خاصةً في ظل حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة، وذلك لشعور المتطرفين اليهود ومنظماتهم الاستيطانية الإرهابية بأن مكونات حكومة نتنياهو تدعمهم وتساندهم وتحتضنهم وتمولهم.
وأكدت أن الاعتداء على المسيحيين والكنائس هو عدوان صريح على الشعب الفلسطيني، فالمسيحية هي جزء أساس ومكون رئيس من الشعب الفلسطيني وهويته، والدفاع عن أرض فلسطين يعني الدفاع عن كنائسها ومساجدها.
تفاقم الأوضاع في القدس
من جهته قال النائب أحمد الطيبي العضو العربي في الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي، "إن خط شعارات على جدران وأبواب دير "رقاد العذراء" هو اعتداء تخريبي يتناغم مع سياسات حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة التي تعطي الضوء الأخضر لمثل هذه الاعتداءات من خلال التحريض وتهاون السلطات في تطبيق القانون أمام انفلات المتطرفين".
وأشار الطيبي إلى ما تتعرض له مدينة القدس من اعتداءات ضد رجال الدين والكنائس والمساجد، على مدار سنوات عديدة دون اتخاذ خطوات كافية من قبل السلطات لردع كل من تسول له نفسه للقيام بمثل هذه الاعتداءات والأعمال التخريبية.
وحذَّر من أن استمرار هذا النهج سيؤدي إلى تفاقم الأوضاع في القدس، ولا يمكن أن تمر هذه الاعتداءات مرور الكرام. داعيًا المجتمع الدولي إلى حماية المقدسات المسيحية وضمان أمنها.
aXA6IDE4LjIxNy40LjI1MCA= جزيرة ام اند امز