اتسمت موافق جماعة الإخوان من ذكرى ثورة 25 يناير التناقض والاختلاف بين رفض التظاهر أثناء حكمها والدعوة إليه بعد إقصائها
منذ انطلاق شرارتها الأولى في 25 يناير/كانون الثاني 2011 بتجمع الملايين في ميدان التحرير بالقاهرة اتسمت مواقف الإخوان حيال الثورة التي أطاحت بنظام حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك من حكم البلاد وعلى مدار الـ5 سنوات الماضية بالتباين والتناقض.
وعلى مدار الأسبوع الماضي استبقت الجماعة الذكرى الخامسة للثورة بعبوات ناسفة زرعتها على قضبان السكك الحديدية وأعلى الكباري في عدة مناطق في القاهرة والمحافظات المصرية.
فقد شهد الثلاثاء الماضي قيام عناصر تابعة للإخوان، حسب اتهامات الجهات الأمنية، بزرع 3 قنابل يدوية الصنع على قضبان السكك الحديدية في الجيزة جنوبي القاهرة، وسبقها زرع عبوة ناسفة على شريط القضبان في محافظة المنيا صعيد مصر مما أدى إلى تعطل حركة القطارات لعدة ساعات بين المحافظات.
أيضًا شهد الأحد تفجير عبوة بدائية الصنع داخل "غرفة" تابعة للإدارة العامة للمرور في مصر، أعلى أحد الكباري، فيما تم زرع عبوة أخرى في التوقيت نفسه في أحد المناطق الشعبية بالجيزة، واتهمت الجهات الأمنية عناصر تابعة للإخوان بتدبير ذلك.
وخلال السنوات الخمس الماضية كان لجماعة الإخوان عدة مواقف تتسم بالتناقض والتباين من ثورة 25 يناير.
فبعد أن ادعت الجماعة أنها شاركت في مظاهرات يناير 2011، تغير موقف الإخوان في أول ذكرى للثورة، حيث رفضت المشاركة أو النزول لإحياء تلك الذكرى بدعوى عدم تعطيل مؤسسات الدولة مطلقة شعار "الشرعية للبرلمان وليس للميدان".
وعقب وصول الجماعة للرئاسة بعضوها المعزول محمد مرسي استمر تناقضها من ذكرى الثورة، فهاجمت دعوات النزول التي أطلقتها بعض القوى السياسية بسبب الإعلان الدستوري الذي أصدره مرسي في نوفمبر/تشرين الثاني 2012، وقامت بتحريض أنصارها لإفشال ذلك واتهمت الداعين لذلك بـ"بالخونة والبلطجية".
لكن بعد عزل الإخوان عن الحكم في يونيو/حزيران 2013 باحتجاجات شعبية حلت الذكرى الثالثة للثورة في 2014 فتراجعت الإخوان عن موقفها السابق الرافض للتظاهر، وفي تناقض آخر دعت القوى السياسية بالتضامن معها والتظاهر في ميدان التحرير لإعادتها للمشهد السياسي إلا أنها فشلت في ذلك.
والأمر نفسه تكرر في 25 يناير/كانون الثاني 2015 إلا أن الأمر اختلف قليلًا بعد أن انقسم حلفاؤها أنفسهم حول النزول؛ حيث رفض عدد من الأحزاب الإسلامية -كان على رأسها الجماعة الإسلامية والوسط والوطن- حول مشاركة الإخوان في فعاليات التظاهر.
وفي الذكرى التي تحل بعد أيام (25 يناير 2016) زادت دعوات التنظيم لحمل السلاح خلال تلك الذكرى، بل إن حركات مسلحة تابعة لها أعلنت مشاركتها، في مساعٍ من الجماعة لنشر الفوضى في البلاد.
مصالح شخصية
ويرجع خبراء سياسيون هذا التناقض لدى الإخوان إلى أن الجماعة تتحرك وفقًا لمصالحها الشخصية، ويقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس الدكتور جمال زهران لبوابة "العين" الإخبارية: الإخوان في كافة تصرفاتها تخضع لمعيار المصلحة السياسة للجماعة فقط، وشيء طبيعي أن تتغير مواقفهم تجاه ثورة يناير؛ لأن هدفها حاليا هو العودة إلى الحكم، وهذا لن يحدث مهما فعلت.
أما النائب البرلماني عماد جاد -الخبير السياسي أيضا- فقال: إن جماعة الإخوان تلهث وراء مصالحها، فهم يغيرون مواقفهم باستمرار حسب تطورات مصالحهم، وحسب تطورات الأوضاع السياسية في مصر وفي الخارج.
وأضاف أن الإخوان جماعة تحكمها مصالحها ومواقفها ليست ثابتة طوال تاريخها السياسي، وتتغير بمقتضيات المصلحة، كما أن تناقض موقفها من ثورة 25 يناير متوقع وليس جديدًا.
تناقض في الشخصية
على الصعيد ذاته، يرى خبراء في علم النفس أن تناقض موقف جماعة الإخوان ينبع من تناقض الشخصية الإخوانية نفسها، كما أن الجماعة تمارس تضليلًا سياسيًّا ودينيًّا طوال الوقت كمحاولة للعودة إلى المشهد السياسي مرة أخرى.
وقال أستاذ الطب النفسي الدكتور أحمد عكاشة: إن قيادات الإخوان مصابون بما يسمى "الضلال الديني والسياسي"، أي أنهم على يقين من صحة أفكارهم وباقي المسلمين في جميع أنحاء العالم ليسوا على صواب، لافتًا إلى أن دعواتهم للتظاهر في 25 يناير ستفشل.
وأضاف لـ"العين" "الإخوان من الناحية النفسية غير قادرين على المشاركة في الحياة السياسية مرة أخرى، وإذا شاركوا ستكون مشاركتهم للمغالبة أو لتحطيم كل ما يحدث، كما أن من يؤمن بقتل المسلم واستخدام العنف ضده لا يمكن الوقوف بجانبه مرة أخرى".
أما الدكتور هاشم بحري -رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر- فقال: إن التناقض في شخصية الإخوان نابع من التركيبة النفسية المعقدة التي يتمتع بها عناصر الجماعة وقادتها، لأنهم يتصورون أنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة والمفهوم الصحيح للدين وما عداهم كفار مما جعل الجماعة الحالية لديها إعجاب بالذات وتنكر أي آراء أخرى حولها.
aXA6IDMuMTQ1LjY4LjE2NyA= جزيرة ام اند امز