بالفيديو .. الأوقاف المصرية تُحرِّم التظاهر في الذكرى الخامسة لثورة يناير
دار الإفتاء اعتبرتها "جريمة متكاملة"
حرَّم وزير الأوقاف المصري دعوات النزول للتظاهر في ذكري ثورة 25 يناير.
أيَّد وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة، اليوم الجمعة، فتوى تحريم التظاهر في الذكرى الخامسة لثورة يناير 2011 والتي أطاحت بالرئيس الأسبق حسنى مبارك من الحكم.
وتدعو جماعة الإخوان مؤيديها إلى التظاهر ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم 25 يناير/كانون الثاني، لكنها لم تعد قادرة على الدفع بحشود إلى الشوارع.
لكن أحزاب سياسية وبرلمانيين مصريين ورجال دين يرون أنها دعوات للتخريب والعنف، ويطالبون المواطنين برفضها.
وقال وزير الأوقاف خلال خطبته بمسجد الدكتور محمد مبروك سعد بالبحيرة شمالي مصر: إن "هناك دعوات هدَّامة ومشبوهة وعميلة وتتعالى من العملاء والمأجورين في هذه الأيام للتطاول على الوطن ومؤسساته وأهله، وتدعو إلى القتل والتخريب".
وأضاف أن دار الإفتاء أصدرت فتوى بأن النزول في ذكرى هذه الثورة سيكون دعوة إلى القتل والاعتداء على المؤسسات والتخريب، وهي جريمة مكتملة الأركان ومخالفة لمنهج ولدين الله؛ لأن الإسلام لا يعرف إلا الرحمة للناس جميعًا".
وأضاف الوزير: "الدول التي سقطت في الفوضى المقصودة تدرك عظمة النعمة، والأمن نعمة مقدمة على نعم كثيرة؛ فالرسول قدَّم نعمة الأمن على الصحة"، مؤكدًا أن "زعزعة الأمن كفران بنعمة الأمن ولابد من عقلاء ينهون عن الفساد".
وكانت وزارة الأوقاف المصرية قد وزعت، الإثنين الماضي، منشورًا بموضوع خطبة الجمعة الذي حددته بـعنوان "حرمة التظاهر يوم 25 يناير"، استنادًا إلى فتوى من دار الإفتاء المصرية.
وطالبت الوزارة بالنظر في أحوال البلاد المجاورة، التي سقطت في براثن الفوضى "حتى لا ننسى النعم العظيمة التي نعيشها، ومنها نعمة الأمن والأمان والاستقرار"
.
كما دعت المواطنين للاصطفاف لبناء الوطن والمحافظة عليه؛ لأن ذلك مطلب شرعي وواجب وطني.
ووصفت دار الإفتاء الدعوات للخروج والتظاهر بأنها "جريمة متكاملة ودعوات مسمومة ومشؤومة تهدف إلى تخريب البلاد والقتل والتدمير"، كما اتهمت من يطلقها بـ"توريط المصريين في العنف والإرهاب لصالح أعداء الوطن".
وفور إعلان وزير الأوقاف المصري موقفه من دعوات التظاهر، دشَّن رواد مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاقًا يحمل اسمه واحتل أحد المراكز الأولى في قائمة الأكثر تداولًا على موقع "تويتر".
واختلفت ردود أفعال الرواد بين مؤيد ومعارض لحديث الوزير.
وقال أحمد فتحي: "وزير الأوقاف قالها وش .. النزول يوم 25 يناير حرام شرعًا؛ عشان كده تخريب مؤسسات وتعطيل مصالح البلاد والرعية .. وأطالب من الجهات الأمنية أنهم يتصدوا لأي مخرب ومن تسول له نفسه قلب نظام الحكم".
بينما قال أحد المعارضين ويُدعى أحمد المسلمى: "هل تعلم أن التظاهر في 30/6 واجب شرعي والتظاهر في 25 يناير حرام".
وبدوره قال مستشار الوزير الشيخ صبري عبادة، مؤيدًا فتوى تحريم التظاهر يوم 25 يناير: "إذا وافق ولي الأمر على التظاهر فهذه ليست مخالفة شرعية، مشيرًا إلى أن التظاهر بطريقة همجية وتعطيل مصالح الناس وإراقة دمائهم دون أي سند من القانون أو الشعر، فعل مُحرم شرعًا ومُجرَّم قانونًا.
وأضاف باللهجة العامية المصرية في تصريحات صحفية، اليوم الجمعة، أن يوم 25 يناير يوم ثورة مصرية ضد نظام مضى، متسائلًا: "ليه على طول عاوزين نخلي 25 يناير شوكة في ظهر الشعب المصري بدلًا من الاحتفالات والشعور بالحرية والديمقراطية؟ والتخوف من إراقة الدماء مرة أخرى".