أجمعت وسائل إعلام إسرائيلية على احترافية منفذي العمليات الفلسطينية، خاصة التي تمكن فيها المنفذون من الانسحاب وأبرزهم "شبح الخليل".
أجمعت وسائل الإعلام الإسرائيلية في تقارير منفصلة على سلاسة واحترافية منفذي العمليات الفلسطينية ضد الإسرائيليين، وخصوصًا تلك التي يتمكَّن فيها المنفذون من الانسحاب من مكان تنفيذ العمليات دون ترك أية خيوط أو دلالات واضحة تساعد جيش الاحتلال الإسرائيلي في تعقبهم والوصول إليهم، وأبرزهم "شبح الخليل".
وأسهبت تلك الوسائل بشكل يومي عبر صفحاتها ومواقعها الإلكترونية في عرض العمليات الفلسطينية، حيث تطرقت لأربعة من العمليات التي نفذت خلال الانتفاضة الحالية والتي دخلت شهرها الرابع، وخصوصًا تلك التي يتمكن فيها المنفذون من الانسحاب، واضعين أجهزة أمن إسرائيل في حسابات معقدة للوصول إليهم، ناهيك عن ترك مردود سلبي للإسرائيليين الذين باتوا يعانون من كابوس يلاحقهم يتمثل في عمليات الطعن والقنص الفلسطينية.
وعلى الرغم من نجاح جيش الاحتلال الإسرائيلي في الوصول لبعض المنفذين، كما حدث مع الشهيد نشأت ملحم، غير أنه لا يزال عاجزًا هو وأجهزته الاستخبارية على الوصول لمنفذي عمليات أكثر تعقيدًا وغموضًا.
وما يزيد من أوجاع الإسرائيليين هو نجاح منفذي تلك العمليات في إلحاق خسائر بشرية في صفوف الإسرائيليين من جهة، والانسحاب بكل سلاسة واحترافية من مكان تنفيذ العملية دون أن يصابوا بأي أذى من جهة أخرى.
قناص الخليل:
وتُعد العمليات الأكثر تعقيدًا بالنسبة لجيش الاحتلال، ما يقوم به "قناص الخليل"، والذي شكَّل كابوسًا للجيش والمستوطنين في آن واحد، بعدما نجح في إلحاق خسائر فادحة في صفوفهم.
ولا يملك الجيش الإسرائيلي أية خطوط تقوده للقبض على قناص الخليل الذي لا يزال مجهولًا، حيث نجح في تنفيذ عملياته دون أن يترك خلفه أي دليل أو شيء يدلل على شخصيته.
وإزاء نجاح عملياته المتعددة، وفشل الأجهزة الاستخبارية في الوصول إليه، وصف الإسرائيليون قناص الخليل بـ"الشبح" الذي يُشكِّل خطرًا على المستوطنين والجيش في آن واحد.
وتتهم إسرائيل قناص الخليل "المجهول" بقتل جندي وإصابة آخرين، حيث تكمن خطورته في الخروج من مخبئه وإطلاق النار قبل أن يختفي في لمح البصر، حتى أن الجيش أعلن فشله في العثور عليه.
عمليتا عتنائيل:
ثاني وثالث أبرز العمليات التي نجح منفذيها في الانسحاب بشكل ناجح، ما حدث في عملية مستوطنة " عتنائيل"، حيث تمكَّن فلسطيني في العملية الأولى من الاقتراب حتى مسافة صفر وإطلاق النار على سيارة للمستوطنين، ما أدى لمقتل مستوطنين اثنين وجرح آخرين.
وعلى الرغم من نجاحه في الانسحاب، إلا أن أجهزة الاحتلال نجحت في القبض عليه، لكنها لم تنكر براعته وقدرته في الانسحاب قبل اعتقاله بعد 4 أيام على تنفيذ العملية التي وصفها محللون عسكريون بأنها ضربة أمنية موجهة للجيش وأجهزته الأمنية بعد امتناع المنفذ عن قتل الأطفال الموجودين في سيارة المستوطنين واكتفى بقتل ذويهم.
العملية الثانية التي جرت أيضًا في مستوطنة "عتنائيل" تُعد الأكثر خطورة، حتى أن المحللين العسكريين وصفوها بأنها نقلة نوعية في العمليات الفلسطينية.
ونفذ شاب فلسطيني، يوم الأحد الماضي، عملية طعن بعد تمكنه من اقتحام منزل أحد المستوطنين داخل مستوطنة "عتنائيل" قرب الخليل، حيث قام بقتل مستوطنة، ولم يقترب من أطفالها رغم اقتحامه المنزل، قبل أن ينسحب بنجاح مذهل خارج المستوطنة.
وفرض جيش الاحتلال طوقًا أمنيًّا في الخليل بحثًا عن المنفذ، لدرجة أن رئيس أركان جيش الاحتلال غادي آيزنكوف وصل لمكان العملية برفقة كبار الضباط، لتفقده قبل أن يقوم بجولة ميدانية بحثًا عن المنفذ الذي لا يزال طليقًا.
عملية ديزنكوف:
أسبوع كامل عاشه الإسرائيليون في رعب وقلق وخوف شديد بعد عملية "ديزنكوف" التي نفذها -بكل براعة- الشهيد نشأت ملحم، الذي نجح في تنفيذ عمليته التي أسفرت عن مقتل إسرائيلييْن وإصابة عشرة آخرين قبل أن يفر من المكان بكل سلاسة وبشكل خيالي لا يصدق.
واستنفر الجيش الإسرائيلي وجميع أجهزته بحثًا عن المنفذ ملحم، قبل أن يعثر عليه في منزل مجاور لمنزل عائلته الذي كان عرضة للمداهمات اليومية على مدار الساعة.
وعانت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية المختلفة ليومين كاملين من أجل العثور على طرف خيط عن مكان اختباء الشهيد ملحم، لدرجة أنها أعلنت حالة الطوارئ وطالبت الإسرائيليين بالبقاء في منازلهم خصوصًا في المناطق المحيطة بالعملية.
وبعد عمليات استخبارية مضنية توصل الإسرائيليون لمكان اختباء الشهيد ملحم، حيث اقتحمت قوة كبيرة مكان وجوده، قبل أن يرفض تسليم نفسه ويبادل الجنود إطلاق النار، قبل أن يرتقي شهيدًا.
aXA6IDE4LjExOC4xNDkuNTUg
جزيرة ام اند امز