انتقد سفير واشنطن لدى إسرائيل سياسات الاستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية، في الوقت الذي اتخذت فيه أوروبا إجراءات عقابية ضد الاستيطان
انتقد دانييل شابيرو سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى إسرائيل، سياسات الاستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، في الوقت الذي اتخذت فيه أوروبا إجراءات عقابية ضد الاستيطان.
وذكرت شبكة (إيه بي سي نيوز) الإخبارية الأمريكية، مساء الإثنين، أن السفير الأمريكي أعرب عن شعور واشنطن بالقلق والحيرة إزاء استراتيجية إسرائيل الخاصة ببناء المستوطنات في الضفة الغربية.
وقال شابيرو -في كلمة ألقاها أمام المشاركين في المؤتمر السنوي لمعهد دراسات الأمن القومي، الذى يُعَد أكبر المؤسسات البحثية في إسرائيل-: "إن التوسيع المستمر في الاستيطان من جانب إسرائيل يُثير التساؤلات بشأن نواياها ومدى الالتزام بتعهداتها السابقة بإقامة دولة فلسطينية مستقلة".
وأضاف: "إن إسرائيل قامت بإضفاء الشرعية على بعض مستوطناتها في الضفة الغربية، وذلك على الرغم من تعهداتها السابقة لواشنطن بعدم الإقدام على تلك الخطوة".
وتابع السفير الأمريكي: "إن الولايات المتحدة كصديق مقرب سوف تواصل دعمها ومساندتها لإسرائيل، ولكن يقع عليها أيضًا دور يتمثل في دعوتها للابتعاد عن الأخطاء".
وأشار إلى القيود التي تفرضها إسرائيل على التنمية الاقتصادية الفلسطينية في الضفة الغربية، وأنه على الرغم من توجيه الاتهام مؤخرًا إلى مرتكبي حادث إحراق العائلة الفلسطينية، غير أن رد فعل إسرائيل إزاء عنف المستوطنين لم يكن مناسبًا.
واتهم السفير الأمريكي إسرائيل بازدواجية المعايير في تطبيق حكم القانون، حيث تطبق معيارًا على الإسرائيليين ومعيارًا آخر مختلفًا على الفلسطينيين.
وفي الوقت نفسه، تبنَّى الاتحاد صيغة تشدد على الموقف الموحد للاتحاد من مسألة وضع ملصقات على السلع التي مصدرها المستوطنات الإسرائيلية، الأمر الذي نص عليه القانون الأوروبي منذ 2012.
تعليق الاتصالات:
وردًّا على ذلك، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تعليق الاتصالات مع الاتحاد في مفاوضات السلام، في وقت تسعى بروكسل إلى إحياء عملية السلام عبر الرباعية الدولية التي تضم الاتحاد والولايات المتحدة والأمم المتحدة وروسيا.
وأوردت الصيغة النهائية للنص التي صدرت مساء الإثنين أن "الاتحاد الأوروبي يدين -بقوة- الهجمات الإرهابية والعنف من كل الأطراف وفي كل الظروف بما في ذلك وفاة الأطفال .. ويُرحِّب بالتحقيق حول دوما"، في إشارة إلى إحراق متطرفين يهود منزل عائلة دوابشة الفلسطينية، ما أسفر عن مقتل الطفل علي دوابشة ووالديه، ويدعو إسرائيل إلى "محاسبة" جميع مرتكبي أعمال العنف من المستوطنين.
وندد الاتحاد بالاستيطان "غير القانوني بموجب القانون الدولي" وانتقد "أعمال الهدم والمصادرة بما فيها تلك التي شملت مشاريع يمولها الاتحاد الأوروبي، وكذلك طرد فلسطينيين من بعض القرى وعمليات الترحيل القسري للبدو".
وفي ما يتصل بالملصقات، تعهَّد الاتحاد "تطبيقًا متواصلًا وكاملًا وفعليًّا لقانون الاتحاد الأوروبي الموجود، والذي يطبق على منتجات المستوطنات"، موضحًا أن "هذا الأمر لا يُشكِّل مقاطعة لإسرائيل، الأمر الذي يرفضه الاتحاد الأوروبي بقوة".
ومن ناحيته، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، إن الاتحاد الأوروبي "قام بخطوة إلى الأمام لمحاسبة إسرائيل".
وأضاف: "بالرغم من أننا نفكر بأنه كان يتوجب على الاتحاد الأوروبي اتخاذ إجراءات فورية مثل منع استيراد المنتجات القادمة من المستوطنات الإسرائيلية، فإن النص يشكل رسالة إلى الحكومة الإسرائيلية .. المستوطنات ما زالت غير شرعية بموجب القانون الدولي وتشكل عقبة أمام السلام".
ترحيب فلسطيني:
ورحَّبت وزارة الخارجية الفلسطينية، بالبيان الصادر عن المجلس الوزاري للاتحاد الأوروبي، في اجتماعه، الإثنين، والمتعلق بالقضية الفلسطينية، والذي صدر بعد طول مخاض نتيجة للتدخل السافر من قبل إسرائيل في مجريات المفاوضات الداخلية الأوروبية، التي استمرت لأيام عديدة بين مكونات دول الاتحاد الأوروبي، بهدف الوصول إلى مواقف موحدة من الموضوع الفلسطيني، بخاصة ما له علاقة بالاحتلال الإسرائيلي والنشاط الاستيطاني المسعور والموقف من المستوطنات بشكل عام ومنتجاتها بشكل خاص.
ووجهت الوزارة، الشكر العميق لمسؤولة العلاقات الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني على موقفها المبدئي والشجاع وإصرارها على استصدار ذلك البيان، رغم حالة الابتزاز القائمة، كما وجهت الشكر للغالبية العظمى من الدول التي أظهرت أيضًا مسؤولية عالية دفاعًا عن مبادئ الاتحاد وأخلاقياته، واستمرت بحزم في مواجهة تعنُّت دول الابتزاز، بحسب البيان.
aXA6IDE4LjE4OC4yMjMuMTIwIA== جزيرة ام اند امز