استشهاد طفلين فلسطينيين وإصابة مستوطنَين في 3 عمليات طعن
جيش الاحتلال يعتقل 20 فلسطينيا ويكثف حملات الاقتحام بالضفة
استشهد طفل وفتاة فلسطينيان برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، خلال محاولتي تنفيذ عمليتي طعن بالضفة الغربية.
استشهد طفل وفتاة فلسطينيان برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الثلاثاء، خلال محاولتي تنفيذ عمليتي طعن بالضفة الغربية، وأصيب مستوطنان أحدهما بالخطأ أثناء إحدى العمليتين، والثاني في عملية طعن انسحب منفذها بالقدس، بينما شنت قوات الاحتلال المزيد من الاقتحامات في أرجاء الضفة، تخللها اعتقال حوالي (20) فلسطينيًّا.
ودشن الطفل الفلسطيني مأمون الخطيب (16 ) عاماً أول أيام الشهر الثالث للانتفاضة، بمحاولته طعن أحد الجنود والمستوطنين على مفترق التجمع الاستيطاني "غوش عتصيون" الواقع بين محافظتي الخليل وبيت لحم جنوب الضفة.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن جنودا أطلقوا النار تجاه فلسطيني حاول طعن أحدهم على المفترق الذي شهد العديد من المحاولات المماثلة منذ بدء الانتفاضة مطلع شهر أكتوبر الماضي، مؤكدة مقتل الفلسطيني.
ولاحقاً أكدت وزارة الصحة الفلسطينية، أن الشهيد هو الطفل مأمون الخطيب (16 ) عاما من سكان بيت لحم.
وبحسب الإذاعة، فقد أصيب مستوطن إسرائيلي كان يتواجد بالمكان، جراء إصابته بالخطأ في إطلاق النار من الجنود، بينما أغلقت سلطات الاحتلال الطريق ومنعت مرور الفلسطينيين عليه، وقد أردي الفلسطيني قتيلا.
وبعد أقل من ساعة، أعدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثلاثاء، فتاة فلسطينية على حاجز عناب شرق مدينة طولكرم شمال الضفة، بعد أن أوثق رباطها، وفق شهود فلسطينيين، بادعاء أنها حاولت تنفيذ عملية طعن.
وأكد شهود عيان كانوا متواجدين بالقرب من الحاجز، بأن الفتاة التي يقدر عمرها بحوالي (15 عاما)، أصيبت بعيار ناري مباشر في الرأس، ما أدى إلى استشهادها على الفور، ولم تعرف هويتها بعد.
وهرعت سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني إلى مكان الحادث، إلا أن قوات الاحتلال منعتها من التقدم، وأغلقته بشكل كامل، ومنعت المركبات من المرور.
وباستشهاد الطفل والفتاة ترتفع حصيلة الشهداء الفلسطينيين منذ الأول من أكتوبر الماضي إلى 108 شهداء بينهم 25 طفلا و4 سيدات.
وفي حادثٍ آخر، أصيب مستوطن ثان بجروح طفيفة داخل مخبز بحي "بيت يسرائيل" بالقدس المحتلة، بعد تعرضه للطعن من قبل مجهول فر من المكان.
وبعمليات اليوم، ترتفع العمليات الفدائية التي نفذت ضد قوات الاحتلال والمستوطنين منذ اندلاع الانتفاضة إلى (178) عملية، تنوعت بين الطعن بالسكين، والدهس بالسيارة، وإطلاق الرصاص، وأدت تلك العمليات إلى مقتل (20) إسرائيليًّا، وإصابة أكثر من (200) آخرين.
اعتقالات واسعة
ومع الساعات الأولى لفجر أول أيام الشهر الثالث للانتفاضة، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ما لا يقل عن 20 فلسطينيًّا في حملة اعتقالات بأرجاء متفرقة من الضفة، تركز أوسعها في الخليل.
وقال مصدر حقوقي إن قوات الاحتلال واصلت حملة التنكيل والاعتقالات بالخليل، لافتا إلى أن الاعتقالات طالت الشقيقين سامر وسائر عدنان سلهب التميمي (18و20عاما)، والشقيقين حسام وصادق اسماعيل زلوم، ورامي هشام الشريف، عقب مداهمة منازلهم.
وذكر المصدر أن الاعتقالات في بلدة يطا طالت الشبان أيمن عايش محمد عايش (18 عاما)، وأنس وأدهم محمد خليل ربعي (24 و22 عاما)، وكايد إبراهيم خليل ربعي (22 عاما)، ومحمد خالد عبد الله الشواهين (27 عاما).
كما فتشت هذه القوات عدة منازل في بلدة تفوح غربا، عرف من أصحابها: محمد حسن أحمد الطردة، وناصر أحمد الطردة، واقتحمت منزل الأسير محمد شاكر الطردة، وأخذت قياساته.
وداهمت قوات الاحتلال عدة أحياء بمدينة الخليل، ونصبت حواجزها العسكرية على مداخل بلدات سعير وحلحول، وعلى مدخل مدينة الخليل الشمالي، وعلى مدخل مخيم الفوار.
كما اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال مخيم جنين فجرًا، واعتقلت كلا من إسلام عزايزة (22 عاما) ولؤي حسين بالي (19 عامًا)، وتامر عزمي نشرتي (19 عامًا).
وذكر المصدر الحقوقي أن قوات الاحتلال أطلقت الأعيرة النارية خلال عملية الاقتحام، فيما انتشرت في أحياء المراح والبساتين في مدينة جنين.
وكذلك توغلت قوات الاحتلال في بلدة برقين واعتقلت الشاب صخر أمين عتيق(20 عامًا) وفتشت منزله وداهمت منازل جيرانه خلال عملية الاعتقال.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الشاب طلعت وليد حامد (32 عامًا) خلال اقتحامها لبلدة سلواد شرق مدينة رام الله وسط الضفة.
وأفادت مصادر محلية أن الاحتلال اقتحم البلدة من الناحية الغربية، وداهم منزل حامد، وقام بتفتيشه واعتقاله ونقله إلى جهة مجهولة.
واعتقلت قوة من الاحتلال الشاب أنس زياد باكير، في مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية.
وفي بلدة العيسوية إلى الشمال الشرقي من مدينة القدس المحتلة؛ داهمت قوات الاحتلال عشرات المنازل وقامت بتفتيشها، وسلمت عدد من الشبان بلاغات لمقابلة مخابراتها، فيما اعتقلت الشقيقين محمد غاصب عبيد، سلامة غاصب عبيد.
وفي القدس أيضا، داهمت قوات الاحتلال بلدة سلوان الواقعة إلى الجنوب من المسجد الأقصى واعتقلت مجدي ابو تايه.
وفي مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية داهمت قوات الاحتلال بلدة فرعون، واعتقلت الشاب هيثم عدون.
عباس: أيدينا ممدودة للسلام
هذه التطورات الميدانية، جاءت بعد ليلة أكد فيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال كلمته في مؤتمر قمة المناخ بالعاصمة الفرنسية باريس، أن أيدي الفلسطينيين "لا تزال ممدودة للسلام مع جيراننا"، مؤكدا مع ذلك رفض السلطة للقبول بحلول جزئية أو مؤقتة.
وأضاف في كلمته أمام المؤتمر أن الفلسطينيين لن يقبلوا باستمرار الوضع الحالي، والعيش في ظل ما أسماه بالاحتلال والاستيطان.
وشدد على أنه لم يعد الكثير من الوقت لإضاعته، لافتا إلى أن هذه الفرصة هي الأخيرة المتبقية لتحقيق حل الدولتين، وجعل السلام واقعاً ملموساً.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فرغم أنه قال على هامش مشاركته في القمة نفسها، إنه "لا يتمنى انهيار السلطة الفلسطينية"، إلا أنه وجه انتقادات حادة لها وللرئيس الفلسطيني.
ورأى رئيس الحكومة الإسرائيلية أن "التحريض على العنف والأكاذيب يغذيان الإرهاب"، مشيرا إلى أنه إذا التزم الرئيس الفلسطيني بالسلام؛ فعليه أن يكف عن التحريض ويندد بقتل الإسرائيليين الأبرياء.
ومع ذلك، قال نتنياهو في تصريحات على هامش القمة: "لا أتمنى انهيار السلطة، ونقوم بخطوات لمنع تحقق هذا السيناريو"، قائلاً في الوقت نفسه إنه يتوجب حدوث تغيير في قيادتها".
وقلل من شأن مصافحته للرئيس الفلسطيني يوم أمس، قائلا: "لم يكن لهذه الخطوة أي أبعاد أخرى سوى الأعراف المتبعة بهذه المؤتمرات"، مضيفًا أنه "لا يبني الأوهام على عباس"