حذر مسؤولون مقدسيون من أن إعلان مسؤولين إسرائيليين تأييدهم لأداء المستوطنين "صلوات يهودية" داخل ساحات الأقصى سيواجه بقوة من الفلسطينيين
أكد مسؤولون مقدسيون، أن إعلان مسؤولين إسرائيليين، تأييدهم لأداء المستوطنين "صلوات يهودية" داخل ساحات المسجد الأقصى، سيواجه بقوة من الفلسطينيين، محذرين من خطورة الممارسات الإسرائيلية المتواصلة بحق "الأقصى" والمصلين فيه.
وأشار المسؤولون، إلى مشاركة المؤسسات الإسرائيلية التنفيذية والتشريعية والقضائية، في شرعنة اعتداءات المنظمات اليهودية المتطرفة ضد المسجد الأقصى، من خلال القوانين التي يتم سنها، والإجراءات على الأرض ضده، فضلاً عن تشجيعهم المنظمات المتطرفة الداعمة لاقتحامات المستوطنين اليومية.
آخر مواقف الإسرائيليين الخطيرة بحق الأقصى، كان إعلان رئيس لجنة الأمن والخارجية في الكنيست (البرلمان) تساحي هنغبي، تأييده المطلق لإقامة المستوطنين صلوات يهودية في "الأقصى" خلال اقتحاماتهم اليومية له.
وأضاف هنغبي: "أؤيد دون أدنى تحفظ حق شعبنا بأداء صلوات في جبل (الهيكل) خلال زيارتهم وجولاتهم فيه"، لافتاً إلى فرضه استئناف زيارات اليهود للمسجد الأقصى بالقوة خلال توليه وزارة الأمن الداخلي عام 2003 .
ووصف مدير المسجد الأقصى عمر كسواني، إعلان هنغبي بأنه "متوقع" منه، فسجله حافل بالتطرف ضد الفلسطينيين والمسجد الأقصى تحديداً، وهذا الأمر ليس غريباً عنه وعن سلوكه المتطرف".
تشجيع التطرف
وقال كسواني لـ"بوابة العين"، إن تصريحات المسؤول الإسرائيلي الأخيرة تؤكد مدى التطرف المسيطر على المؤسسات التنفيذية والتشريعية والقضائية الإسرائيلية، مشيراً "إلى تشجيعهم التطرف دون الأخذ بالحسبان لنتائجه الوخيمة".
وأضاف مدير الأقصى، أن تلك التصريحات والاقتحامات اليومية للمسجد التي تتم بقوة السلاح والاحتلال "لا تعطي اليهود أي حق في الأقصى"، محملاً حكومة بنيامين نتنياهو المسؤولية عن نتائج تلك التصريحات التي تغذي العنف والتطرف في المنطقة برمتها.
وتقتحم مجموعات من المستوطنين المسجد الأقصى يوميًّا –عدا الجمعة والسبت- ويجوب العشرات منهم بحماية عناصر الشرطة والجيش والوحدات الخاصة ساحات المسجد، ويحاولون أداء صلوات داخله تلبيةً لدعوات الحاخامات.
ويطلق المسؤولون الإسرائيليون والحاخامات، دعوات لتأدية بعض الشعائر اليهودية داخل الأقصى، وهو ما يغذي التطرف لدى المستوطنين من ناحية، ويزيد في المقابل من غضب الفلسطينيين من الناحية الأخرى.
توزيع الأدوار
من جانبه، قال مدير دائرة الأملاك الوقفية في القدس ناجح بكيرات: إن التصريحات التي يطلقها المسؤولون الإسرائيليون والحاخامات والمنظمات اليمينية المتطرفة "زادت وتيرتها بشكل غير مسبوق في الآونة الأخيرة"، لافتاً إلى أنها "تعطي مؤشرات خطر حقيقية".
وأوضح بكيرات أن المؤسسات الإسرائيلية الرسمية توزع الأدوار ما بين الحكومة والكنيست والقضاء، وقال: "هؤلاء يشكلون الغطاء القانوني والسياسي والقضائي للمستوطنين، وفي المقابل هناك ثالوث المنظمات اليهودية المتطرفة والمستوطنين والشرطة الإسرائيلية، فالأخيرة تحمي المستوطنين فيما المنظمات المتطرفة تقدم الأموال الطائلة لكل مستوطن يشارك في فعاليات اقتحام الأقصى اليومية.
وقال بكيرات لـ"بوابة "العين": "انظر إلى حجم الجهات المشاركة في استهداف الأقصى ورواده" ويضيف: "هذا الاستهداف ليس جديدا على الأقصى" ، وعلى الرغم من حجمه وكثافته وقوة الجهات الراعية له" إلا أن الفلسطينيين تمكنوا من التصدي لكل قراراتهم ومحاولاتهم التدميرية ضد المسجد".
وأشار إلى سلسلة قوانين وإجراءات يتخذها الكنيست والحكومة والأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية في محاولة لإتاحة الفرص للمستوطنين لتنفيذ اعتداءاتهم بحرية وأمن، بعيداً عن الفلسطينيين، " لكن كل ذلك فشل".
ولفت بكيرات إلى قرارات الاحتلال في الأشهر الستة الماضية، التي جرمت تجمعات المرابطين والمرابطات داخل الأقصى، وكذلك منع العشرات منهم من دخول المسجد، وإبعاد العشرات عن القدس، فضلاً عن محاولات القضاء الإسرائيلي تجريم المكبرين (الله أكبر) في وجه المستوطنين.
مشدداً أن كل تلك الإجراءات والقوانين تفشل أمام صمود الفلسطينيين وتصديهم لها داخل المسجد الأقصى وخارجه.
aXA6IDMuMTQ5LjI0LjE0NSA= جزيرة ام اند امز