الكرة الشاملة.. خطة كروية مجهولة النسب

فلسفة الكرة الشاملة ينسبها كثير من خبراء الكرة الأوروبية إلى المدرب الإنجليزي جاك رينولدز الذي تولى تدريب أياكس

الكرة الشاملة أو كما يطلق عليها في الغرب (total football) ليست اختراعا هولنديا كما يظن الكثيرون، مثلما أن الهولندي رينوس ميتشلز ليس أول من طبقها، وليس أكثر من حقق بها نتائج مبهرة، لكنه فقط أكثر المدربين حظا لارتباط اسمه بمفهوم الكرة الشاملة.

فلسفة التكتيك تتلخص في ضرورة أن يتحرك كل لاعبي الفريق في كل أنحاء الملعب بشكل مستمر دون التزام بمراكزهم الأصلية، وهي تعتمد بشكل كلي على استغلال المساحات في الملعب، بطريقة تبدو فيها أقرب لخطة في لعبة الشطرنج وليس كرة القدم.

التكتيك بسيط بقدر ما هو معقد، وهو ما يتضح في تعبير يوهان كرويف عبقري الكرة الهولندية حينما حاول وصف الكرة الشاملة فقال "كرة القدم لعبة بسيطة، لكن لعبها ببساطة أمر بالغ التعقيد".

بداية التكتيك لم تكن على أيدي فريق أياكس الهولندي ولا مدربه السابق رينوس ميتشلز ولكنه كان محظوظا عندما ربط التاريخ الكرة الشاملة به، محظوظ لدرجة أنه حتى عندما انتبه نقاد الكرة في العالم لهذا التكتيك في نهائي دوري أبطال أوروبا بين أياكس وإنتر ميلان الذي حسمه الفريق الهولندي بهدفين نظيفين، تحدثوا عن تكتيك ميتشلز بينما كان مدرب أياكس وقتها هو الروماني ستيفان كوفاكس.

عموما ينسب كثير من خبراء الكرة الأوروبية فلسفة الكرة الشاملة إلى المدرب الإنجليزي جاك رينولدز الذي تولى تدريب أياكس عدة مرات بين عامي 1915 و1947، وهناك البعض يتحدث عن فضل مدرب إنجليزي آخر هو جيمي هوجان في تطبيق أهم قاعدتين من قواعد الكرة الشاملة وهما رفع قدرة التحمل لدى اللاعبين، وتعزيز مهارة تمرير الكرة.

درّب جيمي هوجان فريق هولندي مغمور هو دوردريخت في بداية القرن الماضي، وحقق معه نجاحات محدودة لكنها وقتها كانت تفوق إمكانيات الفريق المجهول.

نقاد آخرون قالوا إن أول من طبق الكرة الشاملة بمفهومها الواسع هو الإنجليزي هاري بوتس حينما كان يقود فريق بيرنلي في منتصف القرن، وقاده لتحقيق لقب الدوري الإنجليزي موسم 1959/ 1960.

نظرية رابعة تعيد فضل الكرة الشاملة إلى منتخب المجر الذهبي بقيادة بوشكاش وهيديكوتي وخنتو الذي سادوا الكرة الأوروبية بنتائجهم ومستوياتهم المذهلة في بداية الخمسينيات من القرن الماضي، حتى انتهت أسطورتهم على يد المنتخب الألماني في مونديال 1954.

ولأن الفلسفة مجهولة النسب كما ذكرنا في عنوان الموضوع، ظهر أب خامس لها هو المنتخب النمساوي الذي لقب بالفريق العجيب (wonder team) بعدما خاص 14 مباراة بين عامي 1931 و1932 دون هزيمة، بفضل تكتيك الكرة الشاملة لمدربه هوجو ميسل الذي كان عمل لفترة مع الإنجليزي هوجان.