عام الخمسين.. إنجازات تاريخية تتوج اليوبيل الذهبي للإمارات
تدخل الإمارات عام الخمسين، بإنجازات تاريخية، تتوج بها مسيرة 50 عاما من تاريخها، وتؤسس بها للانطلاق نحو مستقبل زاهر في مئويتها 2071.
إنجازات تنبئ بأن الاحتفال بعام الخمسين الذي سينطلق رسمياً في 6 أبريل/نيسان عام 2021 ويستمر حتى 31 مارس/ آذار 2022، سيكون علامة فارقة في تاريخ الإمارات ومحطة انطلاقة نحو مستقبل واعد.
يصاحب الاحتفال إطلاق مبادرات وفعاليات واحتفالات لمدّة عام كامل.
وأعلن الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، اليوم الثلاثاء، عام 2021 في دولة الإمارات "عام الخمسين" وذلك احتفاء بالذكرى الـ50 لتأسيس الدولة.
وقال الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان: "إن عام الخمسين يشكل لحظة تاريخية في رحلتنا التي بدأت منذ الإعلان عن قيام دولة الإمارات في عام 1971.. فهو احتفاء بالإرادة العظيمة والعزيمة القوية التي تحلى بها آباؤنا المؤسسون في بناء دولتنا والجهود التي بذلها أبناء الوطن حتى أصبحت دولتنا ولله الحمد إحدى أكبر الدول نمواً وتطوراً في العالم".
وثمن رئيس الإمارات الجهود التي شاركت بها جميع الجنسيات وأسهمت في بناء الدولة، قائلا: "إن عام الخمسين يشكل فرصة للتأمل في إنجازات الخمسين عاماً الماضية في الوقت الذي نستعد فيه للانطلاق بكل ثقة في رحلتنا المقبلة".
كلمات تؤكد أن الإمارات ماضية بخطى واثقة نحو الخمسين سنة المقبلة عبر تعزيز مسيرتها التنموية بمشاريع رائدة وإنجازات تاريخية.
محطة براكة 2.. أحدث الإنجازات
أحدث تلك الإنجازات كان قبل أيام وتحديدا في 9 مارس/آذار الجاري، بصدور رخصة تشغيل المحطة الثانية من محطات براكة للطاقة النووية السلمية، أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي، بعد أن نجحت الإمارات في نهاية 2020 بوصول مفاعل المحطة الأولى إلى 100% من طاقته الإنتاجية.
وتحتوي محطات براكة للطاقة النووية السلمية على 4 مفاعلات تندرج ضمن الجيل الثالث من مفاعلات الطاقة النووية المتقدمة، ستنتج عند اكتمال تشغيلها 5.6 جيجاوات من الكهرباء.
وبينما تمضي دولة الإمارات قدما لتحقيق المزيد من الإنجازات في الأعوام الـ50 المقبلة ستوفر محطات براكة الأربع عند اكتمال تشغيلها 25% من احتياجات الإمارات من الطاقة الكهربائية الموثوقة والصديقة للبيئة لدعم التقدم والتنمية المستدامة للعقود المقبلة وما بعدها.
كما ستحد 21 مليون طن من الانبعاثات الكربونية كل عام وهو ما يعادل إزالة 3.2 مليون مركبة من طرقات دولة الإمارات سنويا.
وتتولى شركة نواة للطاقة مسؤولية تشغيل المحطة الأولى في براكة، حيث عمل فريق التشغيل لديها على زيادة مستويات الطاقة في مفاعل المحطة بشكل ثابت وتدريجي وآمن وذلك منذ بداية تشغيل المحطة في يوليو/تموز 2020 وربطها بشبكة الكهرباء الرئيسية في أغسطس/آب 2020.
وأكد الإعلان عن إصدار رخصة التشغيل للوحدة الثانية من مشروع براكة للطاقة النووية السلمية على مضي دولة الإمارات في إنجاز مشاريعها التنموية الضخمة على الرغم من الظروف الاستثنائية التي فرضها تفشي فيروس كورونا المستجد والتحديات المصاحبة له.
وينقل "براكة" مسار التنمية في الإمارات لمراحل متقدمة تضع الدولة ضمن "نادي الكبار" وفقاً لالتزامها ببناء اقتصاد وطني متنوع وموائم للمتطلبات والمعايير العالمية لمواجهة تحديات التغير المناخي والمحافظة على استدامة الموارد الطبيعية، وخفض الانبعاثات الكربونية.
ويعزز "براكة" منظومة القوة الناعمة في الإمارات التي أصبحت الأولى عربيا والـ31 عالميا في إنتاج الكهرباء باستخدام التكنولوجيا النووية، كما أصبحت أول دولة في العالم تبني 4 وحدات نووية سلمية دفعة واحدة ووفق أرقى وأفضل معايير الأمن والسلامة العالمية.
ويدعم المشروع موقع الإمارات التنافسي عالمياً كمركز إقليمي لمشاريع الطاقة الجديدة والمتجددة، سواء بما تراكم من خبرات ومعارف، أو بحكم مكانتها كنقطة جذب رئيسية للخبرات والخبراء العاملين في هذا المجال الحيوي.
مسبار الأمل
أيضا يبدأ الاحتفال بعام الخمسين بالإمارات في أبريل/نيسان المقبل في وقت، تحصد فيه الدولة والعالم ثمار إنجازها التاريخي بوصول "مسبار الأمل" إلى المريخ 9 فبراير/ شباط الماضي، كأول دولة عربية وخامس دولة بالعالم تحقق هذا الإنجاز.
وينتظر العالم من المسبار خلال عام الخمسين تقديم أول صورة شاملة وكاملة للغلاف الجوي المريخي على مدار العام.
وقبل أيام، نشر مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ صورا جديدة للكوكب الأحمر التقطها "مسبار الأمل"، بعد شهر من إطلاقه، وهو ما يؤكد كفاءة المسبار وأنظمته الفرعية وأجهزته العلمية وجودتها، والتواصل السلس والفعال مع مركز التحكم في مركز محمد بن راشد بمنطقة الخوانيج في دبي.
كما تؤكد تلك الصور أن مهمة المسبار تمضي وفق الخطط الموضوعة والمدروسة، والتي تم فيها حاليا اختبار الأجهزة العلمية تمهيدا لتهيئة المسبار للمرحلة التالية من المهمة وهي مرحلة الانتقال إلى المدار العلمي 22 مارس/آذار الجاري.
ويظهر في إحدى الصور، التي التقطتها كاميرا الاستكشاف الرقمية، بركان "أوليمبوس مؤنس"، الذي يعد أكبر بركان على كوكب المريخ وأكبر بركان في المجموعة الشمسية.
وتظهر الصور التي نشرها مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" الكوكب الأحمر في أوقات وحالات مختلفة، وتعد هذه الصور التاريخية الأولى من نوعها التي يتم التقطاها بمثل هذه الأجهزة العلمية عالية الكفاءة والدقة.
وسبق للمسبار أن التقط في اليوم التالي لوصوله أول صورة له للمريخ وذلك من على ارتفاع نحو 25 ألف كيلومتر فوق سطح الكوكب الأحمر.
وتبدأ المرحلة السادسة والأخيرة لمسبار الأمل في أبريل/نيسان المقبل (بالتزامن مع بدء عام الخمسين) وهي المرحلة العلمية، وسيقوم مسبار الأمل خلالها وعلى مدار سنة مريخية كاملة بتوفير أول صورة كاملة عن مناخ الكوكب الأحمر والظروف الجوية على سطحه على مدار اليوم وبين فصول السنة، ما يجعله فعليا أول مرصد جوي للكوكب الأحمر في تاريخ مهمات استكشاف المريخ.
ويخدم مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل" البشرية بشكل عام والمجتمع العلمي بشكل خاص، ويضع المعلومات التي يجمعها من خلال أبحاثه في كوكب المريخ من دون مقابل في متناول أكثر من 200 مؤسسة علمية ومركز أبحاث حول العالم.
كما يرسخ المشروع اهتمام شباب الإمارات والعالم العربي لدراسة العلوم والرياضيات والهندسة والتكنولوجيا والتخصص فيها.
كما يسهم المشروع أيضا في بناء كوادر إماراتية عالية الكفاءة في مجال تكنولوجيا الفضاء والابتكار والأبحاث العلمية والفضائية، وإحداث تحولات جذرية في تطوير قدرات الإمارات والعالم العربي في مجال البنى التحتية الهندسية والصناعية والعلمية والبحثية.
إكسبو 2020 دبي
أيضا من أبرز الإنجازات التي سيشهدها عام اليوبيل الذهبي لدولة الإمارات، إقامة إكسبو 2020 دبي الذي يعد أول إكسبو دولي يقام في العالم العربي.
وسيقام في الفترة من 1 أكتوبر/تشرين الأول 2021 إلى 31 مارس/آذار 2022 تحت شعار "تواصل العقول وصنع المستقبل"، وذلك للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا.
ويتطلع المعرض إلى استضافة العالم في هذا الحدث الدولي وإشراك الجميع في هذه المسيرة الاستثنائية، من أجل إلهام الأجيال المقبلة ومشاركتها في إطلاق الابتكارات التي ستكون دعامة التقدم البشري في الخمسين سنة المقبلة.
وسيجمع إكسبو 2020 دبي أكثر من 200 مشارك، بما في ذلك دول وشركات ومنظمات دولية ومؤسسات تعليمية، بالإضافة إلى ملايين الزوار حيث سيستعرض الأفكار والابتكارات التي بها نستطيع تشكيل ملامح مستقبل أفضل للبشرية، وأكدت أكثر من 190 دولة من جميع أنحاء العالم مشاركتها في الحدث.
بيت العائلة الإبراهيمية
كما تحتفل الإمارات بعام الخمسين، في وقت تتواصل فيه الجهود على قدم وساق لإنشاء بيت العائلة الإبراهيمية، الذي يجسد إيمان الإمارات بقيم التسامح والتعايش والأخوة.
ويعد "بيت العائلة الإبراهيمية"، الذي يجمع الديانات السماوية الرئيسية الثلاث، ترجمة على أرض الواقع لوثيقة "الأخوة الإنسانية" التي انطلقت من الإمارات قبل عامين، وخلد العالم ذكرى توقيعها في احتفالية دولية سنوية، تم الاحتفال بها لأول مرة 4 فبراير/شباط الماضي، بعد إقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي هذا اليوم يوما عالميا للأخوة الإنسانية.
وفي ترجمة عملية للوثيقة وأهدافها، أعلن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بالإمارات، بناء "بيت العائلة الإبراهيمية" في جزيرة السعديات بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، ليجسد حالة التعايش السلمي وواقع التآخي الإنساني الذي تعيشه مختلف الأعراق والجنسيات من العقائد والأديان المتعددة في دولة الإمارات.
ولا يعد "بيت العائلة الإبراهيمية"، الذي يضم كنيسة ومسجداً وكنيساً تحت سقف صرح واحد، مجرد مكان للتعبد فحسب، بل هو منارة للتفاهم المتبادل والتعايش بين أبناء الديانات، ووجهة للتعلم والحوار والتعارف، وواحة تجمع الإخوة في الإنسانية نحو مستقبل يسوده السلام والوئام والمحبة.
وجاء التصميم الفريد للمبنى، ليعبر عن تلك الأهداف، فالمبنى يحتضن 4 مبان منفصلة، هي: كنيسة، مسجد، كنيس، ومركز ثقافي، جاء تصميمها ليبرز القيم المشتركة بين الديانات السماوية الـ3، وتقع تلك المباني في حديقة بمثابة فضاء يعزز التواصل والتعايش تحت مظلة من الأمن والأمان في واحة الأخوة الإنسانية.
هذا النموذج الملهم للتعايش من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار وإغلاق الطريق أمام التنظيمات المتطرفة وأصحاب الفكر الإقصائي الذين يوظفون الدين لخدمة أجنداتهم.
ومن المقرر افتتاح البيت منتصف عام 2022، ليشكل مركزا لنشر التسامح الديني والتعايش المشترك ونشر قيم السلام، وليضاف لما تزخر به الإمارات من مآذن المساجد وأبراج الكنائس ودور عبادة، متجاورة ومتحدة دون اضطهاد على أساس الدين أو العقيدة.
قفزات تنموية
كل تلك الإنجازات المتزامنة مع اليوبيل الذهبي للإمارات (مرور 50 عاما على قيام الاتحاد على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان باني ومؤسس دولة الإمارات)، يتوقع أن تحقق قفزات تنموية في مختلف المجالات.
كما تعزز تلك الإنجازات نجاح الركائز التي تتمحور حولها مبادرات واحتفاليات عام الخمسين، وتنبئ بنجاح الإمارات في تحقيق أهداف مئويتها الهادفة لأن تكون البلد الأفضل بالعالم عام 2071.
وتتواصل مسيرة الإنجازات بتوجيهات القيادة الرشيدة للشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية وإخوانهم أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، لتؤكد أن نهج "اللامستحيل" الذي تمضي به قيادة الإمارات لا يتوقف عند حد معين، وأن تجاوز التحديات وتحويلها إلى إنجازات لصالح الإمارات والعالم العربي والبشرية بشكل عام المهمة المفضلة لـ"عيال زايد".