موجة تفجيرات تستبق 25 يناير.. والداخلية: سنتعامل بصرامة
تقرير: إصابة 158 بطلقات نارية وانفجارات بسيناء
موجة من التفجيرات اجتاحت عددًا من المدن المصرية في استباق من الحركات الإرهابية والمتشددة للذكرى الخامسة للثورة.
استبقت الجماعات الإرهابية في مصر الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير التي تواكب الاثنين المقبل، بموجة من التفجيرات في أنحاء متفرقة من البلاد، فيما حذَّرت وزارة الداخلية المصرية من أية أعمال تخريب، وضبط الجيش المصري مخزنين للمتفجرات.
وعلى مدار الأسبوعين الماضين، شهدت عدة محافظات في مصر بينها شمال سيناء، والجيزة، والمنيا والفيوم صعيد مصر، حوادث متفرقة من قتل شرطيين وتفجيرات قام بها عناصر من جماعة "ولاية سيناء" التي أعلنت مبايعتها لتنظيم "داعش" الإرهابي.
بدأت تلك الحوادث، صباح الخميس قبل الماضي، حين أطلق مجهولون النار على حافلة تقل سيَّاحًا إسرائيليين أمام فندق "الثلاث أهرامات" بشارع الهرم بالجيزة جنوبي مصر، دون إصابات لكن وقعت تلفيات في واجهة الأتوبيس والفندق.
وتزامن مع الحادث مع قيام مسجلين خطر (من ذوي السوابق الإجرامية) بمهاجمة فندق آخر في نفس المنطقة، عقب هذا الحادث الأول محاولين اقتحامه مما أسفر عن تلف واجهته.
وعقب هاتين الحادثتين بيوم واحد، وفى عشية يوم الجمعة أحبطت قوات الأمن المصرية هجومًا انتحاريًّا بدأ من البحر لتنفيذ تفجير في فندق «بيلا فيستا» بمدينة الغردقة على ساحل البحر الأحمر بعد تصفية أحد المهاجمين الذين أطلقوا النار على الفندق، مما أسفر عنه إصابة 3 سياح أوروبيين (نمساويين وسويدي).
وفي اليوم التالي وقع حادث آخر؛ حيث قام مثلمون يستقلون دراجة بخارية بمهاجمة موكب عقيد بالشرطة المصرية ويدعى علي أحمد فهمي في منطقة أبو النمرس بمدينة الجيزة المصرية" مما أدى إلى مقتله ومرافقه (مجند) بعد أن إطلاق عليهما نيران من بنادق رشاشة، فيما تم حرق سياراتهما وتفحم الجثتين.
وكافة الحوادث الإرهابية التي يتم تنفيذها في القاهرة والمحافظات يتبناها تنظيم داعش الإرهابي أو المنتمون لـ"ولاية سيناء" الذي يتبع "داعش".
وعقب ذلك بـ3 أيام في عشية الأربعاء أدى انفجار عبوتين ناسفتين زرعهما مجهولون على شريط السكك الحديدية إلى توقف حركة القطارات ما بين القاهرة ومحافظة أسوان (800 كليو جنوبي القاهرة)، دون خسائر في الأرواح.
وفى هذا الأسبوع وتحديدًا أمس الأربعاء قتل 5 شرطيين مصريين، وأعلنت وزارة الداخلية المصرية أن 5 من رجال الشرطة بينهم 3 ضباط قتلوا في هجوم بالرصاص في مدينة العريش عاصمة محافظة شمال سيناء؛ حيث ينشط إرهابيون موالون لتنظيم "داعش"، كما قتل اليوم الخميس 9 مواطنين بينهم 6 شرطيين وأصيب 13 آخرين في أثناء تفكيك خبراء المفرقعات لمخزن يتبع العناصر الإرهابية داخل إحدى الشقق السكنية بمنطقة المريوطية بالجيزة جنوبي القاهرة.
فيما أبطل خبراء المفرقعات انفجار قنبلة ثانية بجوار "فندق مينا بالاس" بالمنطقة نفسها التي وقع فيها الانفجار الأول، كما تمكن خبراء المفرقعات وقوات الحماية المدنية بمحافظة الفيوم غربي القاهرة اليوم الخميس، من تفكيك 3 عبوات ناسفة بها مواد شديدة الانفجار عثر عليها داخل سيارة كانت تقف بجوار مدرسة الصداقة الفرنسية.
وكان مكتب العلاقات الإنسانية بمستشفى العريش العام بسيناء قد أعلن إصابة 81 شخصًا بطلقات نارية و77 في انفجار عبوات ناسفة بمختلف مناطق شمال سيناء، خلال الفترة الماضية.
ولم تكن هذه الحوادث الأولى أو الأخيرة في الشهر الجاري، حيث سبقها في 26 ديسمبر/كانون الأول توقف حركة القطارات أيضًا بين القاهرة والزقازيق، شمالي شرق القاهرة بسبب انفجار قنبلة بدائية الصنع بالقضبان الحديدية.
كما زرع مجهولون قنبلة صوتية أخرى في 5 ديسمبر/كانون الأول على قضبان السكك الحديدية في محافظة المنيا (صعيد مصر) مما أدى إلى توقف حركة القطارات، لكن تم تفكيكها وعادت الحركة مرة أخرى.
ودأب التنظيم المتطرف "داعش" ومنذ فترة طويلة إلى تبني أي أعمال إرهابية تقع في مصر، يقوم بها التنظيمان الإرهابيان التابعان له، سواء ولاية سيناء أو أنصار بيت المقدس سابقًا أو التنظيم الإرهابي "أجناد مصر".
الجيش يضبط مخازن للمتفجرات
على صعيد متصل أعلن الجيش المصري، اليوم الخميس، ضبط مخزنين للمتفجرات تابعين للعناصر الإرهابية في وسط سيناء شمالي القاهرة يتضمن قذائف وأسلحة متعددة ومتفجرات.
ونشر المتحدث الرسمي للجيش المصري العميد محمد سمير صورًا للمخزنين، واللذين تضمنا بنادق آلية ودوائر نسف تستخدمها الجماعات الإرهابية في زرع العوبات الناسفة والتفجيرات وقتل ضباط الشرطة.
وعلى مدار الأسبوعين الماضيين أعلن الجيش المصري مقتل نحو 80 إرهابيًّا وضبط عدة مخازن للأسلحة والمتفجرات في إطار عملية "حق الشهيد 2".
الداخلية تحذر
ومنذ قيام ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس حسني مبارك تشهد محافظة شمال سيناء وعدة مدن مصرية عمليات إرهابية تستهدف مواقع عسكرية وشرطية وأفراد أمن، لكن عقب عزل جماعة الإخوان عن الحكم في يوليو/تموز 2103 دأبت الجماعات الإرهابية على زرع عبوات ناسفه في الفنادق والسيارات والكباري وأعلى شريط السكك الحديدية في مصر.
وحذرت وزارة الداخلية المصرية اليوم الخميس من التظاهر خارج القانون في الذكرى الخامسة للثورة التي تواكب الاثنين المقبل، وقال مساعد وزير الداخلية رئيس قطاع الأمن العام اللواء السيد جاد الحق: إن ما حدث يومي 25 يناير و28 يناير 2011 من إحراق الأقسام وفتح السجون لن يتكرر مرة أخرى.
وقال -في تصريحاتٍ صحفية اليوم الخميس- عن إمكانية قيام مواطنين بالاحتفال في ميدان التحرير بوسط القاهرة: "كل شيء يدرس، وأعتقد أنه لا يوجد ما يمنع ذلك، ولن نمكن أحدًا من منع تقدم وسعادة المصريين".
وأضاف: "هناك خطط تشمل كافة السيناريوهات والاستعدادات من أسلحة ثقيلة في كافة المنشآت الشرطية، وسنطبق القانون وسنتعامل بحسم وصرامة في مواجهة كل من تسول له نفسه الاعتداء على أي منشأة شرطية، أو يروع أي مواطن في مصر الشريفة".