عيد الاتحاد الـ51 بالإمارات.. احتفالات بنكهة خاصة في 2022
تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر كل عام بيومها الوطني الذي يصادف الجمعة، لكنه يحمل نكهة خاصة هذا العام.
وشكل تأسيس الاتحاد في 2 ديسمبر/كانون الأول عام 1971 انطلاقة النهضة الحقيقية لدولة الإمارات في مختلف المجالات نتيجة جهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بالتعاون مع إخوانه حكام الإمارات.
ويكمل تلك المسيرة حاليا الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإخوانهم أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات.
ويحيي الإماراتيون هذا اليوم بفخر بما قام به الآباء المؤسسون لكيان الدولة، وامتنان وحب وتقدير للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، الذي يكمل مسيرة التنمية والازدهار، حيث تحمل احتفالات الدولة بعيد الاتحاد الـ51 نكهة خاصة لستة أسباب:
أول عيد اتحاد في عهد محمد بن زايد
أول تلك الأسباب أن احتفال الإمارات بعيد الاتحاد الـ 51 يعد الأول في عهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الذي تولى مقاليد الحكم في 14 مايو/أيار الماضي، خلفا لأخيه الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وتحتفل دولة الإمارات بتلك المناسبة الوطنية المهمة وهي تستذكر بنبل ووفاء المآثر والإنجازات الفارقة التي سطرها، المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وقائد التمكين المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان على مدار 5 عقود من تأسيس الدولة في مختلف المجالات.
وحمل أول خطاب شامل للشيخ محمد بن زايد آل نهيان في 13 يوليو/تموز الماضي رؤيته لسياسة دولة الإمارات الداخلية والخارجية، عقب توليه مقاليد الحكم.
وكانت أولى الرسائل التي تضمنتها كلمته رسالة وفاء لرئيس دولة الإمارات الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وعدد فيها مناقبه ومآثره، واصفا إياه بأنه "صاحب القلب الكبير.. القائد الوالد.. المعلم الحكيم.. العزيز على قلب الصغير قبل الكبير".
الكلمة نفسها تضمنت رسالة شكر لأعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات الذين وصفهم بأنهم "إخواني وسندي وعوني"، ووصف توليه رئاسة دولة الإمارات بأنها "مسؤولية عظيمة"، داعيا الله "أن يعينه على حملها".
كما تضمنت الكلمة رسالة اعتزاز وفخر بشعب دولة الإمارات، مؤكدا أن "اعتزازه وفخره بالإنسان الإماراتي لا حدود له"، وأن "هدفه الأول والأخير هو دولة الإمارات وشعبها".
حينها تضمن هذا الخطاب التاريخي أيضا رسالة تقدير وامتنان للمقيمين على أرض دولة الإمارات، لتكشف قيم الوفاء والتواضع والأخوة الإنسانية التي يكرسها رئيس دولة الإمارات، حيث قال فيها: "نثمن الدور الذي يقوم به المقيمون على أرض دولة الإمارات الذين يعتبرون الدولة بلدهم الثاني وإسهاماتهم المستمرة في البناء والتطوير منذ قيام الدولة".
ويكمل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مسيرة التنمية والنمو متسلحا بسيرة زاخرة من العطاء والإنجازات، ورصيد وافر من حب وولاء أبناء دولة الإمارات والمقيمين فيها.
أضخم حفل بعد جائحة كورونا
ولعل السبب الثاني الذي يجعل هذا الاحتفال يحمل أهمية خاصة أنه أضخم حفل بتلك المناسبة الوطنية المهمة منذ ظهور جائحة كورونا قبل 3 أعوام.
وكشفت لجنة تنظيم احتفالات عيد الاتحاد الـ51 عن بعض تفاصيل الاحتفال الرسمي الضخم بعيد الاتحاد في يوم الثاني من ديسمبر/كانون الأول، وما يعقبه من عروض تمتد من الثالث حتى الحادي عشر من ديسمبر/كانون الأول الجاري في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.
وأوضحت روضة القبيسي، المنتج التنفيذي الإبداعي، أن الفكرة العامة لعرض عيد الاتحاد المقبل مستوحاة من التراث الثقافي العريق لدولة الإمارات وطموحاتها للمستقبل.
وأشارت إلى أن العرض يقدم لمحة عن مستقبل مشرق واعد يجمع كل من يعتبر دولة الإمارات وطناً له، مشيرة إلى أن حفل هذا العام يكتسب أهمية خاصة كونه الأضخم بعد جائحة كورونا.
وكشفت أن الحفل سيشهد مشاركة ألف طالبة وطالب من جنسيات مختلفة في مسيرة خاصة للأطفال.
بينما أكدت عائشة حاضر المديرة الإبداعية أن الاحتفال الرسمي سيأخذ الجمهور في رحلة بصرية مبهرة تسلط الضوء على جيل الرواد الملهمين الذين قدموا مساهمات كبيرة في سبعة مجالات رئيسية، وهي: العلوم البحرية، والبيئة، والزراعة، والفضاء، ووسائل النقل، والطاقة الشمسية، والتعليم، وتهدف هذه القصص إلى إلهام جيل الغد وتعزيز الهوية الوطنية.
وسيتم بث الحفل الرسمي لعيد الاتحاد الـ51 في الثاني من ديسمبر/كانون الأول في أكثر من 50 موقعا في إمارات الدولة.
وإلى جانب الحفل الرسمي أقامت العديد من الجهات في مختلف أنحاء البلاد احتفالات خاصة احتفاء بتلك المناسبة المهمة.
نجاح أطول تجربة اتحادية عربية
السبب الثالث الذي يجعل لاحتفال هذا العام نكهة خاصة أنه يعد احتفاء بنجاح أطول تجربة اتحادية في العالم العربي عمرها تجازو نصف قرن من الزمان.
ولا يعد تأسيس دولة الإمارات في 2 ديسمبر/كانون الأول عام 1971 مجرد ذكرى تاريخية مهمة فحسب، بل إنها قصة ملهمة للعالم كله بما تحويه من دورس وعبر، عن قيمة وأهمية الاتحاد، والإيمان بالأهداف و العطاء والإصرار والتحدي والإخلاص والنجاح.
قصة 7 حكام جمعهم حلم الوحدة، والسعي لتطوير إماراتهم والنهوض بها وتعزيز استقلالها وتحقيق رفاهية شعوبهم، فاتفقوا على تأسيس كيان قوي، يجمعهم في دولة واحدة، تحت علم واحد، وكللت مساعيهم بالنجاح بإعلان الاتحاد بينهم في الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 1971، معلنين للعالم قيام وتأسيس أول دولة اتحادية في العالم العربي.
ففي الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 1971، أعلن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة بعد اجتماع تاريخي جمع حكام الإمارات في قصر الضيافة بدبي.
ورفع في هذا اليوم التاريخي علم دولة الإمارات العربية المتحدة للمرة الأولى على سارية قصر الاتحاد بمنطقة الجميرا في دبي، ليعلن للعالم أجمع رسميا قيام الدولة الاتحادية التي جاءت ثمرة مبادرات امتدت على مدى أربع سنوات مضت، قادها الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله.
وصدر عن هذا الاجتماع البيان التاريخي الذي جاء فيه: "يزف المجلس الأعلى هذه البشرى السعيدة إلى شعب الإمارات العربية المتحدة وكل الدول العربية الشقيقة، والدول الصديقة، والعالم أجمع، معلناً قيام دولة الإمارات العربية المتحدة دولة مستقلة ذات سيادة، وجزءا من الوطن العربي الكبير".
وانتخب حاكم أبوظبي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من قبل الحكام ليكون أوّل رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتم انتخاب المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم نائباً للرئيس.
وفي 10 فبراير/شباط 1972، انضمت رأس الخيمة للاتحاد، وبذلك اكتمل كيان الاتحاد، والذي أصبح يعرف رسميا بدولة الإمارات العربية المتحدة.
يوم المستقبل.. العالم يحتفل بعيد الاتحاد
السبب الرابع الذي يجعل لاحتفال هذا العام نكهة خاصة أن العالم كله يشارك الإمارات الاحتفال ويحتفي بنجاح تلك التجربة الملهمة للاتحاد، خلال احتفاله في اليوم نفسه بيوم المستقبل.
ويحتفي العالم في 2 ديسمبر/كانون الأول باليوم العالمي للمستقبل، الذي اعتمدته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" العام الماضي، ليتزامن مع عيد الاتحاد لدولة الإمارات، في مبادرة تعكس تقديراً عالمياً كبيراً للإمارات، واعترافاً أممياً بالمكانة الريادية التي حققتها خلال 50 عاماً من تأسيسها، وما تمثله من نموذج عالمي لدولة المستقبل.
ويهدف اليوم العالمي للمستقبل إلى تعزيز الوعي بأهمية تطوير التفكير المستقبلي للدول بما يسهم في رفع جاهزية الحكومات للتحديات ويمكنها من تصميم حلول اليوم لفرص والتحديات القادمة، ويسعى لتوسيع دائرة الحوار والتعاون الدولي الهادف لدعم جهود صناعة المستقبل لضمان غد أفضل للأجيال القادمة.
وأكدت عهود بنت خلفان الرومي وزيرة الدولة الإماراتية للتطوير الحكومي والمستقبل، أن اليوم العالمي للمستقبل الذي يتزامن مع احتفال دولة الإمارات بعيد الاتحاد، ما يجسد رسالة الدولة التي تقوم على أن بناء المستقبل مهمة عالمية تقوم على تكامل الجهود لصناعة مستقبل يرتقي بالإنسان ويضمن أفضل الفرص للأجيال الحالية والقادمة.
وأشارت إلى أن رؤية "نحن الإمارات 2031" التي تم إطلاقها ضمن أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات الأسبوع الماضي، تشكّل خطة عمل وطنية للعقد المقبل، والخمسين عاماً المقبلة وصولاً لمئوية الإمارات، وهي خارطة طريق تترجم رؤى القيادة للمستقبل، وتهدف لتعزيز مكانة الإمارات شريكاً عالمياً ومركزاً اقتصادياً جاذباً، بالتركيز على 4 محاور تتضمن الاقتصاد والمجتمع والمنظومة الممكنة والعلاقات مع العالم.
وفي شهادة عالمية بدور الإمارات ومكانتها في الماضي والحاضر والمستقبل، أقرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" بالإجماع في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، يوم الثاني من ديسمبر/كانون الأول والذي يوافق اليوم الوطني لدولة الإمارات العربية يوما عالميا للمستقبل.
جاء هذا الاختيار تقديرا لدولة الإمارات ودورها الريادي عالمياً على مدى الخمسين عاماً الماضية في صناعة وبناء المستقبل، وتجربتها الاستثنائية في استشراف المستقبل وجاهزيتها العالية في القطاعات المستقبلية إلى جانب سياساتها ومشاريعها الاستباقية التي مكنتها من تبني التوجهات والفرص المستقبلية في مختلف القطاعات التي تمس حياة الإنسان.
التأسيس لرحلة الخمسين الثانية
السبب الخامس الذي يجعل لاحتفال هذا العام نكهة خاصة إنه احتفاء بمرور أول عام في رحلة الخمسين عاما الثانية في تاريخ الدولة وصولا للمئوية.
عام وضعت خلاله أسس وقواعد انطلاقها نحو المستقبل برؤى قيادية واضحة وواثقة، تجسدت في تأكيد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، على أن "دولة الإمارات تعرف طريقها جيداً نحو المستقبل"، ورؤية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "نريد ترسيخ وعي الجاهزية للمستقبل في مختلف مجالات العمل الحكومي ليشكل القوة الدافعة لتطوير الحلول الاستباقية وابتكار الوسائل الكفيلة بجعل المستقبل يبدأ اليوم".
ويمثل إطلاق رؤية "نحن الإمارات 2031" خلال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات التي عقدت يومي 22، و23 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في العاصمة أبوظبي، ترجمة لرؤى وتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
استراتيجية متكاملة تضمنت أهدافا وبرامج تؤسس لأول عشر سنوات في مسيرة الخمسين عاما القادمة في البلاد وصولا لتحقيق هدفها في "مئوية الإمارات 2071"، بأن تكون دولة الإمارات أفضل دولة في العالم، وأكثرها تقدماً.
وتضمنت الاستراتيجية أهدافا وبرامج وتكليفات محددة لمختلف الجهات والهيئات والمؤسسات الحكومية المعنية وشركات القطاع الخاص بالإمارات، تستهدف ترسيخ المكانة العالمية لدولة الإمارات كمركز اقتصادي واستثماري هو الأكثر جذباً في المنطقة.
الإمارات إلى القمر.. إنجاز تاريخي
السبب السادس الذي يجعل لاحتفال هذا العام نكهة خاصة أنه يأتي بعد الإعلان عن خطوة تاريخية جديدة في قطاع الفضاء بإطلاق المستكشف "راشد" إلى سطح القمر، لتكون الإمارات أول دولة عربية، والرابعة على مستوى العالم، التي تحقق هذا الإنجاز.
وبعد تأجيل الرحلة لوقت لاحق بدلا من اليوم الخميس بقرار من شركة سبيس إكس، فإن المستكشف راشد، المصنوع بأيادٍ إماراتية بالكامل، سيقوم بمجرد هبوطه بدراسة خصائص التربة على سطح القمر وصخور وجيولوجيا القمر وحركة الغبار والبلازما والغلاف الكهروضوئي والتي تعد جميعها اكتشافات جديدة حول هذه المنطقة من القمر.
كما سيزود المستكشف "راشد" المجتمع العلمي العالمي ببيانات ومعلومات قيمة حول القمر، بالإضافة إلى تطبيق آليات اختبار جديدة ستحمل أهمية كبيرة للبعثات الفضائية المأهولة إلى المريخ مستقبلاً.
وستسهم الاختبارات العلمية التي يجريها المستكشف راشد خلال مهمته على سطح القمر في إحداث تطورات نوعية في مجالات العلوم والتكنولوجيا وتقنيات الاتصال والروبوتات.
ولا يقتصر التأثير الإيجابي لهذه التطورات على قطاع استكشاف الفضاء فقط، بل يمتد أثره إلى العديد من القطاعات الأخرى كقطاع الصناعات التكنولوجية وقطاع الاتصالات وغيرها من القطاعات ذات الصلة.
aXA6IDE4LjIxNy4yNDYuMTQ4IA==
جزيرة ام اند امز