عيد الاتحاد الـ52.. الإمارات وطن الإنجازات
في وقت تتعاظم فيه مكانتها وتتزايد إنجازاتها على مختلف الأصعدة، تحتفل دولة الإمارات، السبت، بعيد الاتحاد الـ52.
وشكل تأسيس الاتحاد في 2 ديسمبر/كانون الأول عام 1971 بجهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بالتعاون مع إخوانه حكام الإمارات، أعظم إنجاز تاريخي حققته دولة الإمارات.
إنجاز شكل انطلاقة النهضة الحقيقية لمسيرة إنجازات تاريخية تتواصل حتى اليوم بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات وصولا لتحقيق هدفها في «مئوية دولة الإمارات 2071» بأن تكون أفضل دولة في العالم، وأكثرها تقدماً.
فـ«الإمارات دولة لا تتوقف عن السير إلى الأمام في جميع مجالات التنمية، لأنها تؤمن بأن التوقف عن السير لا يعني الثبات في المكان، لكنه يعني التراجع إلى الخلف».. كما أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، في كلمته بمناسبة عيد الاتحاد الـ52.
وأكد في الكلمة ذاتها أن دولة الإمارات «حققت إنجازات حضارية كبيرة خلال العقود الماضية، لكن نمضي بإذن الله وتوفيقه إلى إنجازات أكبر وأكثر طموحاً، ونسير نحو مستقبل أكثر إشراقاً وأملاً ورخاءً».
ويحتفل الإماراتيون اليوم بعيد الاتحاد الـ52 وقلوبهم تفيض بمشاعر الولاء والوفاء والامتنان والتقدير للآباء المؤسسين وعلى رأسهم قائد الوحدة، وباني نهضة الدولة -المغفور له- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ولرئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي يواصل قيادة مسيرة التنمية والنهضة وإخوانه أعضاء المجلس الأعلى حكام دولة الإمارات.
تحديات للبشرية
الاحتفال الذي يحل في 2 ديسمبر/كانون الأول من كل عام، يحمل هذا العام نكهة خاصة كونه يتزامن مع استضافة دولة الإمارات أكبر حدث دولي حول البيئة والمناخ وهو مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP 28) بحضور عالمي رفيع المستوى.
وأصبح مؤتمر "COP28" رسميًا أكبر مؤتمرات المناخ على الإطلاق من حيث عدد المشاركين والحاضرين، حيث تم تسجيل ما يزيد على 80 ألف مشارك.
المؤتمر الذي انطلق الخميس ويستمر حتى 12 ديسمبر/كانون الأول الجاري، بهدف مواجهة التغيرات المناخية التي تعد أكبر تحد يواجه البشرية في الوقت الراهن، لا يمر يوم إلا وتحقق فيه دولة الإمارات إنجازا تاريخيا نحو تحقيق أهداف المؤتمر، كان أبرزها في يومه الأول، بتفعيل قرار إنشاء صندوق الخسائر والأضرار الذي يعد آلية جديدة لتعويض الدول الفقيرة عما يلحق بها من أضرار نتيجة التغيرات المناخية.
وجاءت دولة الإمارات العربية المتحدة في مقدمة الدول الممولة للصندوق، بتقديمها تمويلا بمبلغ 100 مليون دولار.
وفي اليوم الثاني، أمس الجمعة، وخلال القمة العالمية للعمل المناخي، أعلن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات إنشاء صندوق بقيمة 30 مليار دولار للحلول المناخية على مستوى العالم.
وأعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، في كلمته بمناسبة عيد الاتحاد عن ثقته في أن "يبقى أثر هذا المؤتمر عالقاً في الأذهان بوصفه أحد أهم المؤتمرات حول المناخ على المستوى العالمي".
إنجازات تتوالى وثقة تتزايد تؤكدان على نجاح مؤتمر الأطراف COP28 في خلق حالة من الحشد والإجماع العالمي، من أجل العمل معا لحماية الكوكب الذي تهدده الظواهر المناخية المتطرفة.
دعم الأمن والسلم الدوليين
تحل تلك المناسبة الوطنية -كذلك- بالتزامن مع استمرار عضوية دولة الإمارات في مجلس الأمن الدولي على مدار عامي 2022-2023.
وكان المجلس شاهدا على جهود الدولة المتواصلة لنشر الأمن والسلم الدوليين وتعزيز التسامح، عبر مبادرات رائدة؛ أبرزها: ترؤس دولة الإمارات له في يونيو/حزيران الماضي باعتماد قرار تاريخي، اشتركت في صياغته دولة الإمارات حول التسامح والسلام والأمن الدوليين، والذي يقر للمرة الأولى بأن خطاب الكراهية والتطرف يمكن أن يؤدي إلى تفشي هذا الداء وتصعيده، وتكرار النزاعات في العالم.
وكان مجلس الأمن الدولي شاهدا -كذلك- على جهود دولة الإمارات لحل الأزمات الدولية ودعم القضايا العربية، والتي كان آخرها، دعوة دولة الإمارات يوم أمس الجمعة، إلى جلسة عاجلة لمجلس الأمن لمناقشة الوضع الإنساني المتردي في قطاع غزة بعد انهيار الهدنة المؤقتة، ضمن جهودها المتواصلة للانتصار للقضايا العربية والقضايا العادلة حول العالم، ودعم الأمن والاستقرار الدولي.
وتبذل دولة الإمارات جهودا على مدار الساعة لإغاثة غزة، ودعم جهود وقف دائم لإطلاق النار، والدفع بحل مستدام للقضية الفلسطينية عبر حل الدولتين.
وأرسلت دولة الإمارات حتى اليوم 92 طائرة تحمل 1656 طنا من المساعدات الإغاثية في إطار عملية «الفارس الشهم 3» التي أمر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، العمليات المشتركة في وزارة الدفاع ببدئها لدعم الشعب الفلسطيني في غزة ضمن مبادرات إنسانية ودبلوماسية عديدة لدعم القطاع.
وبالموازاة مع مساعيها لإنهاء الحرب في غزة، تواصل جهودها لإنهاء الأزمة في أوكرانيا والسودان، فيما يواصل العالم حصد ثمار جهودها الرائدة في تصفير الأزمات بالمنطقة وبناء جسور التعاون مع مختلف الدول.
وتتجسد تلك المكانة البارزة لدولة الإمارات في حضورها البارز وقيادتها في مختلف القمم والمحافل الدولية المهمة وحرصها على تعزيز الحوار والتعاون الدولي لبحث مختلف التحديات الإقليمية والدولية ونقل تجاربها وخبراتها وتعميم الاستفادة من مبادراتها.
وفي 21 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شارك الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، في أعمال " قمة القاهرة للسلام" لبحث الوضع في غزة، غداة مشاركته في قمة مجلس التعاون الخليجي ورابطة دول "الآسيان" التي عقدت بالعاصمة السعودية الرياض، وشارك فيها قادة ورؤساء وفود 16 دولة (دول مجلس التعاون الخليجي الست و10 دول من جنوب شرق آسيا تمثل رابطة الآسيان).
وسبق ذلك بأسابيع مشاركة دولة الإمارات في قمة مجموعة العشرين التي عقدت في الهند، في سبتمبر/أيلول الماضي، للمرة الخامسة، لتكون أكثر الدول العربية التي يتم دعوتها للمشاركة كدولة ضيف في القمة.
قمم ومحافل تبرز المكانة الكبيرة لدولة الإمارات وقيادتها وثقلها وأهميتها في المجتمع الدولي، وحضورها الفاعل.
الانضمام لـ«بريكس»
تأتي تلك المناسبة الوطنية الهامة، قبل شهر من انضمام دولة الإمارات إلى مجموعة "بريكس"، اعتبارا من الأول من يناير/كانون الثاني 2024، تأكيداً للثقة الدولية التي تحظى بها.
وتؤمن دولة الإمارات بأن الشراكات وحدها قادرة على تخطي تحديات اليوم المركبة والمتداخلة، وأهمها أمن الغذاء والطاقة، وتغير المناخ، والرعاية الصحية، وأنها السبيل الأمثل لتحقيق السلام والأمن والتقدم والرخاء والازدهار والتنمية.
وبخطى متسارعة، تواصل دولة الإمارات تعزيز شراكاتها الاقتصادية مع العالم، وسط توقعات بتحقيق تجارتها الخارجية رقما قياسيا جديدا بـ2023.
وضمن أحدث تلك الشراكات، وقعت دولة الإمارات وجورجيا، في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة، والتي تهدف إلى مضاعفة التجارة غير النفطية من 481 مليون دولار أمريكي إلى 1.5 مليار سنوياً في غضون 5 أعوام.
وتعد اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة مع جورجيا هي السادسة التي تبرمها دولة الإمارات لتوسيع شبكة شركائها التجاريين حول العالم، ضمن خططها لمضاعفة تجارتها الخارجية غير النفطية وصولاً إلى 4 تريليونات درهم، والصادرات الإماراتية إلى 800 مليار درهم بحلول عام 2031.
إنجازات حقوقية
على الصعيد الحقوقي، يحل الاحتفال بعيد الاتحاد بعد نحو شهرين من اعتماد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تقرير دولة الإمارات الرابع للاستعراض الدوري الشامل لحقوق الإنسان أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الأمر الذي يبرز الثقة الدولية المتزايدة بجهود دولة الإمارات لدعم وتعزيز حقوق الإنسان.
التقرير الذي تم اعتماده كانت دولة الإمارات قد قدمته للمجلس في 8 مايو/أيار الماضي، وكان بمثابة سجل حافل بالإنجازات الحقوقية الإماراتية في مختلف المجالات محليا ودوليا، وخارطة طريق لتحقيق المزيد من الإنجازات الحقوقية.
وتحظى دولة الإمارات بعضوية مجلس حقوق الإنسان الأممي للفترة 2022-2024، في إنجاز يعبر عن حجم التقدير الدولي للإمارات ومكانتها ودورها وسجلها الحقوقي.
الفضاء.. إنجازات تاريخية
ومن إنجازات الأرض إلى طموحات الفضاء، يأتي الاحتفال بعيد الاتحاد بعد 3 شهور من وصول رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، في سبتمبر/أيلول الماضي، من أول مهمة عربية طويلة الأمد على متن محطة الفضاء الدولية، استمرت 6 أشهر وشارك خلالها في إجراء أكثر من 200 تجربة علمية، ستسهم نتائجها في مسيرة التقدم العلمي للإنسانية، وخدمة البشرية.
وبعد شهر من كشف مشروع دولة الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، في 26 أكتوبر الماضي، عن الدفعة التاسعة من سلسلة البيانات العلمية عن الغلاف الجوي للمريخ من السطح وحتى الحواف الخارجية له يومياً.
ويواصل "مسبار الأمل" الإماراتي أول مهمة فضائية لاستكشاف الكواكب تقودها دولة عربية منذ وصوله الكوكب الأحمر في 9 فبراير/شباط 2021.
وقدم "مسبار الأمل" منذ وصوله إلى مدار كوكب المريخ أكثر من 3.3 تيرابيت من البيانات الجديدة عن كوكب المريخ، تعد مساهمات علمية غير مسبوقة ومعلومات هي الأولى من نوعها حول الغلاف الجوي للكوكب الأحمر في أوقات مختلفة، تم إتاحتها مجاناً أمام المجتمع العلمي حول العالم.
يأتي هذا فيما تواصل الإمارات بناء "MBZ-SAT " ثاني قمر اصطناعي إماراتي يتم صناعته بأيدي فريق من المهندسين الإماراتيين بعد القمر خليفة سات.
ومن المرتقب إطلاق القمر الاصطناعي الأكثر تطوراً في المنطقة في مجال التصوير الفضائي عالي الدقة والوضوح خلال الفترة القليلة القادمة.
انتخابات برلمانية
تحل تلك المناسبة الوطنية الهامة بعد نحو شهرين من إجراء أول انتخابات برلمانية في عهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والخامسة في دولة الإمارات، والتي أجريت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لتكون محطة تاريخية هامة ضمن مسيرة التمكين السياسي في البلاد.
وشهدت انتخابات المجلس الوطني الاتحادي، ارتفاعاً في أعداد أعضاء الهيئات الانتخابية بنسبة تصل إلى 18.1% مقارنة مع قوائم الهيئات الانتخابية للعام 2019.
وحظيت المرأة الإماراتية بحضور مميز في القوائم الانتخابية للعام 2023 بنسبة تصل إلى 51% مقابل نسبة الذكور التي بلغت 49%.
كما أظهرت القوائم المعلنة مشاركة الشباب بصورة كبيرة في الانتخابات، حيث بلغت نسبتهم في قوائم العام 2023 (من الفئة العمرية 21 عاماً ولغاية 40 عاماً) 55% من إجمالي قوائم الهيئات الانتخابية.
أطول تجربة اتحادية عربية
إنجازات في مختلف المجالات توجت بدخول دولة الإمارات العربية المتحدة قائمة الدول العشر الأولى لأول مرة في تاريخها في مؤشر القوة الناعمة العالمي لعام 2023 الذي تعده مؤسسة "براند فاينانس" العالمية.
إنجاز يعزز نجاح أطول تجربة اتحادية في العالم العربي عمرها 52 عاما.
ولا يعد تأسيس دولة الإمارات في 2 ديسمبر/كانون الأول عام 1971 مجرد ذكرى تاريخية مهمة فحسب، بل إنها قصة ملهمة للعالم كله بما تحويه من دورس وعبر، عن قيمة وأهمية الاتحاد، والإيمان بالأهداف والعطاء والإصرار والتحدي والإخلاص والنجاح.
قصة 7 حكام جمعهم حلم الوحدة، والسعي لتطوير إماراتهم والنهوض بها وتعزيز استقلالها وتحقيق رفاهية شعوبهم، فاتفقوا على تأسيس كيان قوي، يجمعهم في دولة واحدة، تحت علم واحد، وكللت مساعيهم بالنجاح بإعلان الاتحاد بينهم في الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 1971، معلنين للعالم قيام وتأسيس أول دولة اتحادية في العالم العربي.