رأس فينجر تبعد أرسنال عن حلم التتويج بالدوري
من المؤلم على مشجعي أرسنال الاعتراف بأن حلم التتويج بالدوري هذا الموسم يتبخر تقريبا
هزيمة أرسنال أمس من تشيلسي "كالمعتاد" فتحت من جديد كل جراح المدفعجية وعشاقهم حول العالم، بعدما فرّط أرسين فينجر في صدارة ترتيب جدول الدوري الإنجليزي.
مشكلة أرسنال أنه يفرط مباراة بعد الأخرى في الاقتراب من اللقب في موسم يبدو مثاليا لهم للفوز به في ظل ابتعاد الفرق الكبيرة عن مستوياتها المعتادة مثل تشيلسي والمانشسترين (يونايتد وسيتي) وليفربول.
لكن رأس فينجر التي يتضح بمرور الوقت أنها لم تعد تنتمي لهذا الزمن تبخر حلم التتويج ربما لصالح فريق مجهول هو ليستر سيتي، أو لواحد من الفرق الكبرى إذا استفاقت في وقت مناسب.
مباراة أرسنال أمام تشيلسي جسّدت كل الأفكار العقيمة لفينجر في السنوات الأخيرة، بداية من تجاهله الغريب لمشكلاته الدفاعية التي يمكن أن يراها أي مشجع للمدفعجية ولو بطريقة برايل، فما بالك بمدير فني مستمر في نفس مكانه منذ 20 عاما.
لا أحد يملك إجابة عن سؤال لماذا يحتفظ فينجر بقلبي دفاعه البطيئين ثقيلي الحركة ميرتساكر وكوتشوليني؟! ولماذا يتجاهل البحث عن قلب دفاع شاب خفيف الحركة صاحب مهارات في التمرير ليساعد أوزيل في بناء الهجمات عند قطع الكرة من الفريق المنافس، بدلا مما يقوم به "الثنائي المدهش" حاليا بتشتيت الكرات دون عقل لترتد عليهما كموجات لا تنتهي من الهجوم؟!
ولا أحد يملك إجابة أيضا عن سؤال يتعلق بتجاهل المدرب الفرنسي تعزيز خط هجومه في الانتقالات الشتوية، بدلا من الاعتماد على جيرو وحيدا في ظل الإصابات المتكررة للتشيلي سانشيز، علما بأن أي مدرب متوسط المستوى لا يملك كفاءة ولا خبرة فينجر يعرف أن أي فريق لا يستطيع الفوز بلقب الدوري الإنجليزي بالذات، ولا حتى المنافسة القوية عليه بمهاجم وحيد ليس له بديل، وهو أمر لم يحدث في السنوات العشرين الأخيرة على الأقل، فما هي حسابات فينجر في هذا السياق؟!.
كذلك لا أحد يستطيع الإجابة عن سؤال حول كيفية الاستفادة من التألق الاستثنائي لمسعود أوزيل هذا الموسم إذا كان الفريق لديه مشكلات مستمرة في البناء الهجومي مع وجود جيرو وحيدا، وأحيانا غير موجود مثلما حدث في مباراة أمس حين أخرجه فينجر ليشرك المدافع باوليستا بدلا من ميرتساكر المطرود، فكيف ولمن يصنع أوزيل اللعب والهجمات إذا لم يكن هناك من ينتظرها في الأمام؟!.
من المؤلم على مشجعي أرسنال الاعتراف بأن حلم التتويج بالدوري هذا الموسم يتبخر تقريبا، استنادا للمقولة الشهيرة بأن بطل الدوري هو أكثر فريق يفوز في مواجهاته مع الفرق الكبيرة وهي تشيلسي وليفربول ومانشستر يونايتد ومانشستر سيتي، وقد خسر أرسنال هذا الموسم 6 نقاط أمام تشيلسي، و4 أمام ليفربول، بينما فاز فقط على المانشسترين في لقائي الذهاب بانتظار مواجهتي العودة اللتين ستكونان في مانشستر، ومن الصعب توقع أن يفوز بهما المدفعجية في ضوء المستوى المتذبذب الذي يقدمه حتى الآن.