الأطباء الإسرائيليون يهددون بتغذية الأسير محمد القيق المُضرب عن الطعام "قسرياً" وهو ما يهدد حياته، وسط اتساع دائرة التضامن معه
هدد أطباء سجون الاحتلال الإسرائيلي، باستخدام التغذية القسرية، بحق الأسير الصحفي محمد القيق المضرب عن الطعام منذ 63 يوما، قبل يوم واحد من عقد المحكمة العليا الإسرائيلية جلسةً للنظر في طلب الالتماس الذي تقدم به محامو القيق، لإطلاق سراحه وإلغاء اعتقاله الإداري الذي صدر بحقه لمدة ستة أشهر.
وأفادت محامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين حنان الخطيب، أن اطباء مستشفى "العفولة" المحتجز فيه القيق، قالوا إن هناك خطر حقيقي على حياته، وأنهم قد يلجأون إلى استخدام التغذية القسرية بحق القيق في أي لحظة.
و"التغذية القسرية" يرغَم خلالها الأسير المضرب عن الطعام على تناول الطعام والسوائل، حيث يتم السيطرة على الأسير بالقوة، ويتم إمداده بسوائل لزجة عبر أنبوب يصل إلى المعدة، وهو ما يشكل خطورة حقيقية على حياة الأسير، وفق الفلسطينيين الرافضين بقوة للتغذية القسرية التي أقرّها الكنيست الإسرائيلي منتصف في شهر يوليو الماضي..
وذكرت الخطيب في بيان تلقت بوابة "العين" نسخة عنه، التي أنهت قبل وقت قصير من صباح اليوم الثلاثاء، زيارتها للأسير القيق في مستشفى العفولة، أن وضعه لا يزال صعبا وخطير، مشيرة أنه غير قادر على النطق، ومصاب بضعف ووهن وإرهاق شديد ومقيد بسرير المستشفى، علما أنه لا يستطيع الوقوف أو الحركة.
ويرفض القيق منذ خاض إضرابه في الخامس والعشرين من شهر نوفمبر الماضي، أخذ كل أشكال المدعمات وإجراء الفحوصات الطبية ولا يتناول سوى الماء فقط.
ومن المقرر أن تعقد المحكمة العليا الإسرائيلية، صباح غد الأربعاء، جلسة للنظر في طلب الالتماس الذي تقدم به محامو القيق، لإطلاق سراحه وإلغاء اعتقاله الإداري الذي صدر بحقه لمدة ستة أشهر.
واعتبرت هيئة شؤون الأسرى، أن المحكمة "على المحك"، وأن أي قرار لا يقضي بإطلاق سراح القيق تكون المحكمة شرعنت وساندت عملية إعدامه وقتله، مطالبة باستمرار كل أشكال الضغط على حكومة الاحتلال وأدواتها لوقف هذه الجريمة السياسية الممنهجة التي ترتكب بحق القيق.
وقالت الهيئة إن أي مكروه يحدث للأسير القيق سيترك تداعيات كثيرة على كل المستويات، السياسية والجماهيرية وعلى واقع الأسرى في السجون، وأن على قادة حكومة الاحتلال تحمل المسؤولية التامة عن حياته، وعن استمرار سياستها التعسفية للاعتقال الإداري المخالف لكل القوانين الدولية.
وتوعّد أسرى حماس في سجون الاحتلال، بقتل ضابط إسرائيلي، في حال استشهد القيق داخل السجن، فيما هددت حماس بخطوات غير مسبوقة ضد الاحتلال حال المساس بالقيق.
إضراب العشرات
وفي خطوة تضامنية مع القيق، أعلن 45 أسيرا من أسرى الجبهة الشعبية في سجني "مجدو" و"جلبوع" عن إضراب عن الطعام اليوم وغدا، تضامناً مع القيق واحتجاجاً على استمرار عزل الأسير بلال كايد.
وعبّر أسرى الجبهة الشعبية في السجون عن دعمهم الكامل لصمود القيق في معركته بأمعائه الخاوية مع السجان، مؤكدين أن الصمود هو طريق الانتصار، ومحذرين في الوقت ذاته الاحتلال من أن استشهاد الأسير القيق ستكون له عواقب كبيرة على الاحتلال وسجانيه.
وأوضحوا أن هذه الخطوة الاحتجاجية تأتي استكمالاً لمجموعة من الخطوات التصعيدية التي سيتخذها أسرى الشعبية للضغط من أجل إنهاء ملفي الانتهاكات بحق الأسرى والأسرى المعزولين، مؤكدين أن هذه الخطوة هي مقدمة لإضراب ستتوسع رقعته تدريجياً إذا لم تتخذ إدارة مصلحة السجون موقفاً واضحاً يقضي بإنهاء عزل الأسير كايد.
تحرك دبلوماسي
بدورها طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية الدول كافة، والمجتمع المدني والأمم المتحدة ومنظماتها المختصة، بالتحرك الفوري والعاجل للإفراج الفوري عن القيق وجميع المعتقلين الإداريين، والأسرى الفلسطينيين كافة.
وقالت الوزارة في بيان لها تلقت بوابة "العين" نسخة عنه، إنها بناءً على توجيهات الرئيس محمود عباس، وبتعليمات مباشرة من وزير الخارجية رياض المالكي، عممت مجدداً على جميع سفارات دولة فلسطين بضرورة تكثيف التحرك والنشاطات واللقاءات مع وزارات خارجية الدول كافة، ومراكز صنع القرار والرأي العام، والمنظمات الحقوقية والإنسانية المختصة لفضح الجريمة البشعة التي يتعرض لها القيق.
وكان الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، قد أكد، مساء أمس، أن الرئاسة تتابع بقلق بالغ الوضع الصحي للأسير القيق، وتتواصل مع كافة الجهات الدولية للإفراج عنه.
aXA6IDE4LjIyMy40My4xMDYg جزيرة ام اند امز