"كتاب الإمارات" يحتفي بالأديب حبيب الصايغ
نائب رئيس الاتحاد لـ"العين": المكرم عطاء كبير ويد بيضاء للشباب
شخصيات أدبية عربية وإماراتية شاركت في تكريم اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، للأديب حبيب الصايغ، لفوزه بجائزة العويس الثقافية فرع الشعر.
احتفل اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، بالأديب والشاعر حبيب الصايغ الأمين العام لاتحاد الكتاب والأدباء العرب، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات لمناسبة فوزه بجائزة العويس الثقافية فرع الشعر، ويعتبر أول شاعر إماراتي يفوز بها... ونظم الاحتفال في مقر فرع الاتحاد في الشارقة، بحضور شخصيات أدبية عربية وإمارتية.
وفي مستهل الاحتفالية، التي قدمتها الشاعرة شيخة المطيري، قدم الأستاذ في قسم اللغة الإنجليزية في جامعة العين الدكتور صديق جوهر ورقة نقدية حول التجربة الشعرية للصايغ، ولفت إلى أن قسم اللغة الإنجليزية في الجامعة يعمل على ترجمة الأعمال الكاملة للصايغ إلى اللغة الإنجليزية، وسيصدر الجزء الأول منها مع الدورة المقبلة من معرض أبوظبي.
ورأى جوهر أن شعر الصايغ شكل على مدى ثلاثة عقود رافداً معرفيًّا يغذي الساحة الوطنية بالكلمة الشاعرة والأسلوب الرفيع، ما جعله في مقدمة شعراء الإمارات، فإذا كان لفرنسا ستيفان مالارميه الذي خلّد أمجادها، ولأمريكا والت وايتمان الذي حفظ تراثها وقيمها، وللهند رابندرات طاغور الذي رفع صيتها، فإن للإمارات حبيب الصايغ الذي خلّد قيمها، ومجّد إنسانها، وغنّى لبحرها ونخيلها وجبالها وأوديتها، وبشّر بتقدمها وتطورها، ودافع عن استقلالها وانتمائها الحضاري، وشدا للسلام والتعايش والتفاهم مع الآخر كشعارات وطنية لها، فكان شعره تاريخاً لحركة المجتمع وما شهده من تطورات وأحداث خلال تلك العقود الثلاثة، يبرز قيمة التشابك بين الماضي والحاضر، والجمع بين الأصالة والحداثة سبيلاً للتطور الصحيح.
وركز الباحث الإماراتي محمد نور الدين إلى المؤثرات الاجتماعية في تجربة الصايغ وتأثر الشاعر بوالده يوسف محمد الصايغ، وذكر نور الدين أن الصايغ حقق إنجازه الأدبي بجرأته وإيمانه بما يكتب وركوبه موجة الحداثة الشعرية في وقت تأخر فيه آخرون وتوجسوا منها خوفاً، فوصل إلى الضفة الأخرى متباهياً بما حققه، وقد تميز إبداعه الشعري بثلاث ميزات أساسية، من أهمها أنه خلق عالمه الأسطوري الخاص به، فرموزه وأساطيره يستقيها من بيئته وثقافته وخصوصية مجتمعه، ولا يستجلبها من المجتمعات الأخرى كما فعل أغلب شعراء الحداثة، ومنها أن الجملة الشعرية عنده أصيلة محكمة البناء، تعتمد الصياغة الكلاسيكية الواضحة، ولا تركب مركب الغموض والصياغات الشاذة التي تخل بالتركيب الشعري، وثالثة المميزات، أن صوره كلية شاملة للنص بكامله، وليس تصويرا جزئياً مشتتاً، وقد جعلت تلك الميزات شعره يختلف عن شعر غيره، لأنه يؤلف بأسلوب خاص، وبمنطق جديد كل الجدة، ويرتاد عوالم لم يرتدها غيره، وينقل قارئه إلى أرض غير الأرض التي عرفها.
من جهته قرأ حبيب الصايغ جملة من أشعاره قصيدته المهداة إلى الشاعر العراقي بدر شاكر السياب، تحت عنوان "بعد خمسين عاماً من الموت"، وجاء فيها "ماذا يريد المدثر بالشعر؟/ ماذا يشخبط بالضوء في عتمة القبر؟/ مرت سحابته بين عينيه فاستيقظ الدود/ قال أحاور معناي من بعد خمسين عاماً، / فلم يجد الظل في موضع الظل، حاول أن يستعيد الكتابة لكنه لا يحس الكناية في نفسه، وله سبب كامن في مساء السنين الذي يتوالى على الموت كالدمع، دمع القلوب".
أما نائب رئيس الاتحاد أحمد العسم فقال في حديث خاص لـبوابة "العين" الإخبارية: إن "الأستاذ حبيب الصايغ قامة شعرية رائعة ومبدعة وأستاذ الثقافة الجميل.. الأديب المكرم يستحق هذا التكريم وأكثر، فهو عطاء كبير ويد بيضاء للشباب الذي يجد فيه الحب والتواضع".. وأضاف: "أحب حبيب الصايغ رائد الشعر العملاق ذا الروح البيضاء الصادقة، وحين يتحدث ترى فيه البعد والنظرة الثاقبة والهدوء في النفس... وتكريم الأستاذ حبيب تكريم لكل مبدع في الإمارات الحبيبة، وعلينا أن نظل نصفق دوما لهذا الإنسان الطيب".
وشدد العسم أن "علينا أن ننظر إلى الإنجاز في عهد الأستاذ حبيب الصايغ، إذ أعاد الكثير من الأوقات الهاربة من اتحاد الكتاب العرب، الذي يرأس أمانته العامة"... واعتبر العسم أن الصايغ حقق "كثيرا من الإنجازات على الصعيد الإماراتي، ومنها زيادة فروع اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في الدولة، بالإضافة إلى دوره الرائد في الملتقى الخليجي".
aXA6IDE4LjIyNS43Mi4xNjEg
جزيرة ام اند امز