تباين فلسطيني إزاء قرارات أمريكية بوسم منتجات المستوطنات
مواقف الفلسطينيين تباينت إزاء قرار هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية فرض وسم منتجات المستوطنات الإسرائيلية بالضفة الغربية والجولان
تباين موقف الفلسطينيين، من قرار هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية (CBP) فرض وسم منتجات المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والجولان، بين من يراه خطوة مهمة على صعيد مقاطعة المستوطنات، ومن يراه قرارًا إداريًّا ليس له قيمة، في ظل استمرار الدعم الأمريكي الكبير لإسرائيل.
ونقل موقع "نرج" الإخباري الإسرائيلي -عن مصدر رسمي في الخارجية الاسرائيلية- قوله: إن قرار هيئة الجمارك الأمريكية بوسم منتجات المستوطنات ليس جديدًا، مشيرًا إلى أن الخارجية تدرس الموضوع للوقوف على كافة التفاصيل، وفقًا لما نشره الموقع الجمعة.
وأضاف المصدر أن وضع هذه العلامة على منتجات المستوطنات تعتبر خضوعًا من الرئيس الأمريكي باراك أوباما للضغوطات التي مارستها حركة المقاطعة الدولية لإسرائيل وسحب الاستثمارات منها، وفرض العقوبات عليها ((BDS، والتجمعات الفلسطينية في الولايات المتحدة، مع أن هذا القرار ليس جديدًا، وفقًا للمصدر في الخارجية الإسرائيلية.
وقال خالد منصور -عضو حركة (BDS)-: إن القرار الأمريكي يشكل تطورًا مهمًّا في هذه المرحلة التي تشهد تصاعدًا في مقاطعة إسرائيل اقتصاديًّا وثقافيًّا وأكاديميًّا".
وأضاف منصور لـ"بوابة العين" أن "القرار الأمريكي لربما لا يكون استجابة لنداءات حملة المقاطعة المتعاظمة لإسرائيل، لكنه مهم جدًّا أن يأتي من قبل الدولة ذات العلاقة الإستراتيجية مع إسرائيل".
وأشار إلى أن القرار يؤكد هدف الفلسطينيين ومناصريهم من وراء حملة المقاطعة؛ إذ يقضي بوقف تسويق منتجات المستوطنات في الأسواق العالمية، خصوصًا الغربية".
وقال الناشط الفلسطيني: إن "تضافر مجموعة عناصر تساعد حملته الدولية في عزل إسرائيل من بينها تطرف الحكومة الإسرائيلية، واستمرارها في عدوانها ضد الشعب الفلسطيني وتعنتها في تسليم الحقوق الفلسطينية وغيرها من العناصر".
وأشار إلى أن العدوان الإسرائيلي وتطرف حكومة بنيامين نتنياهو يثير حفيظة اليهود على مستوى العالم، منوهاً " باجتماع 50 ألف يهودي في الولايات المتحدة الأمريكية أمس الخميس، أدان تجاوزات اسرائيل لكل الخطوط".
وأضاف منصور "أن الاجتماع اليهودي اتهم نتنياهو وحكومته بجلب الكراهية العالمية لليهود ونبذهم في مجتمعاتهم وليس في اسرائيل فقط"، وتابع " كما أن هناك انشقاقا وقع مؤخراً في شبيبة اليهود في " آيباك" على خلفية جرائم اسرائيل ضد الفلسطينيين".
وشدد على أن المقاطعة الدولية على أي مستوى وبأي شكل كانت فإنها تعتبر "خطرًا إستراتيجيًّا" على إسرائيل، مشيرًا إلى تشكيلها هيئات حكومية للتصدي لحملة المقاطعة الدولية، خصوصًا بعد قرار الاتحاد الأوروبي قبل حوالي شهرين القاضي بوسم منتجات المستوطنات، ورفض البرازيل تعيين أحد قادة المستوطنين سفيرًا لإسرائيل لديها.
منطلق جغرافي
من جانبها، قالت خبيرة التسويق الإعلامي الدولي، والناطقة السابقة باسم الحكومة الفلسطينية نور عودة: إن التفسيرات الرسمية الأمريكية تشير إلى أن التعاطي مع هذا الموضوع يأتي من منطلق جغرافي وليس من منطلق الالتزام بالقوانين الدولية ذات الصلة، التي تعتبر الاستيطان غير شرعي.
وقالت عودة لـ"بوابة العين": إنه صحيح أن مسؤولين إسرائيليين يعتبرونه ضربة حتى لو كان خارج سياق التطور المتصاعد لحملة المقاطعة، لكن على الفلسطينيين التعاطي مع الموضوع بهدوء وموضوعية؛ لأنه لا يعدو إجراءً إداريًّا وليس فيه أي تطور للموقف الرسمي الأمريكي للأسف.
وأشارت عودة إلى أن منظومة الاستيطان الإسرائيلي تستفيد سنويًّا من مئات ملايين الدولارات على شكل تبرعات معفية من الضرائب من مؤسسات وأشخاص في الولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت: إنه لو حدث تغيير في هذا القانون وتوقفت هذه الأموال لكان لنا كفلسطينيين ما نحتفل به وللإسرائيليين ما يقلقون منه، لكنها أضافت أن الواقع السياسي والقانوني في الولايات المتحدة بعيد عن هذا السيناريو الآن.
aXA6IDMuMTQyLjQzLjI0NCA= جزيرة ام اند امز