صور.. السيسي يطالب قادة إفريقيا بتعزيز وسائل مكافحة الإرهاب
على هامش اجتماعات قمة القارة السمراء بأديس أبابا
اجتماعات مكثفة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع القادة الأفارقة بإثيوبيا تتناول مكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون المشترك وأزمة سد النهضة
استهل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نشاطه في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، التي وصلها في وقت سابق من اليوم الجمعة، لحضور القمة الـ26 للاتحاد الإفريقي، بلقاءات مكثفة مع عدد من القادة الأفارقة، تناولت التعاون المشترك ومكافحة الإرهاب.
ومن المقرر أن تبدأ القمة الإفريقية غدا السبت بحضور 42 رئيس دولة وحكومة إفريقية.
وتعد زيارة الرئيس المصري لإثيوبيا هي الثانية له منذ توليه منصبه في يونيو/حزيران 2014، وتتزامن مع فوز بلاده يوم الخميس الماضي بعضوية مِصْر في مجلس السلم والأمن الإفريقي لتجمع به أيضًا مع عضويتها في مجلس الأمن بالأمم المتحدة.
وتعقد القمة تحت عنوان "العام الإفريقي لحقوق الإنسان"، للاحتفاء بالذكرى الـ30 لدخول الميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان والشعوب حيز النفاذ، باعتبار هذا الحدث تحولاً حقيقيًّا في مسار التعامل الإفريقي مع هذه النوعية من القضايا.
ويشمل جدول أعمالها مناقشة مسألتي الحكومة والانتخابات والالتزام بالمبادئ الدستورية، فضلاً عن تمويل الاتحاد الإفريقي.
كما تتضمن جلسة مغلقة على مستوى رؤساء الدول والحكومات تتناول موضوعات السلم والأمن بالقارة، وسبل تعزيز التعاون الإقليمي حول مكافحة الإرهاب.
ومن المقرر أن يلقى الرئيس المصري تقريرًا إلى القمة بصفته رئيسًا للجنة رؤساء الدول والحكومات الأفارقة المعنية بتغير المناخ؛ إذ يتناول التقرير نتائج قمة باريس لتغير المناخ التي عقدت في ديسمبر/كانون الأول 2015 والجهود التي بذلتها مصر في إطار قيامها بالتفاوض نيابة عن إفريقيا في قمة باريس.
مباحثات مكثفة
وأجرى السيسي فور وصوله إلى أديس أبابا مباحثات مع الرئيس التشادي "إدريس ديبي" ومع رئيسة موريشيوس "أمينة غريب فقيم"، وتطرقت المباحثات بين الجانبين إلى تعزيز سبل التعاون بين مصر والدولتين، إضافة إلى الموضوعات المطروحة على جدول أعمال القمة الإفريقية.
كما التقى رئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما، ومن المقرر أن يلتقي في وقت لاحق الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وشارك الرئيس المصري في فعاليات لجنة السلم والأمن التي انعقدت مساء الجمعة برئاسة رئيس جمهورية غينيا الاستوائية، وبحضور عدد كبير من الزعماء والقادة الأفارقة، إضافة إلى سكرتير عام الأمم المتحدة، ورئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، علاء يوسف: إن الاجتماع ناقش تعزيز جهود مكافحة الإرهاب، حيث أكد الرئيس السيسي أهمية تعزيز الجهود الإفريقية لمواجهة خطر تلك الآفة التي تمتد عبر الحدود والقارات، وهو ما سبق لمصر التحذير منه في العديد من المناسبات.
وأشار إلى أن الجماعات الإرهابية لنشر الفوضى وإسقاط الدول بهدف إيجاد بيئة وظروف مواتية لنشر فكرها المتطرف.
وأضاف المتحدث أن الرئيس السيسي أشار إلى أن تطور أساليب عمل الجماعات الإرهابية وتشابكها، يُحتم على دول القارة حشد الموارد والقدرات اللازمة لتعزيز جهودها في هذا المجال، لا سيما في ضوء ما يشكله الإرهاب وتداعياته من عقبة أمام جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مختلف أنحاء إفريقيا.
وأكد السيسي -حسب المتحدث الرئاسي- ضرورة الوقوف بقوة بجانب الدول التي تواجه الإرهاب وتوفير الدعم اللازم لها بالنظر إلى ما قد يُسببه سقوط تلك الدول من تداعيات خطيرة على أمن واستقرار كافة الدول.
وأكد كذلك على أهمية الحيلولة دون استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة، ومن بينها الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي من قبل الجماعات الإرهابية لمنعها من نشر أفكارها المتطرفة والهدامة وجذب عناصر جديدة لصفوفها.
وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس شدد على ضرورة أن يستند التعامل مع خطر الإرهاب إلى إستراتيجية شاملة لا تقتصر على الجانب العسكري والأمني فقط، وإنما تشمل العمل على زيادة التوعية والارتقاء بالتعليم وتصويب الخطاب الديني والتعريف بجوهر المبادئ الدينية السمحة.
وأضاف الرئيس السيسي أنه يتعين كذلك تعزيز برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتمكين الشباب وتوفير فرص عمل لهم درءًا لمخاطر استقطابهم من جانب مروجي الفكر المتطرف.
كما ناقش الاجتماع الوضع في دولة جنوب السودان، حسب المتحدث الرئاسي المصري.
من جهة أخرى، قالت مصادر إنه من المرجح عقد لقاء بين الرئيس المصري ورئيس وزراء إثيوبيا هيلي ماريام ديسالين، لمناقشة أزمة سد النهضة وإسناد الدراسات الفنية لمكتبين فرنسيين لعملهما، مؤكدةً أن الوفد المصري سيتواصل مع وفود إفريقية وستكثف الاتصالات بينها لحل هذه الأزمة.
فيما قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية علاء يوسف: إن الرئيس السيسي طمأن المصريين على حقوق مصر المائية، وطمأن الجميع خلال إطلاق مشروع المليون ونصف المليون فدان بأننا نولي الموضوع أهمية كبيرة، ولن نفرط في حقوقنا، وسوف نبذل كل ما في جهدنا من أجل تأمين مياه النيل وتأمين حقوقنا كاملة.
وأضاف يوسف -على هامش اجتماعات القمة للصحفيين مساء الجمعة- أن الرئيس أكد بنفسه للشعب المصري حرصه على هذا الملف، وما يتسم به من أهمية قصوى في السياسة الخارجية.
من جهته، قال وزير الموارد المائية والري المصري حسام مغازي: إن مصر بحلول نهاية 2016 ستكون لديها دراسة مائية يمكنها تحديد الآثار السلبية لسد النهضة.
وأضاف مغازي -في تصريحات صحفية- أن الدراسة التي سيعدها المكتب الاستشاري (بي آر إل) ستكون مسؤولة عن الإجابة عن جميع الاستفسارات حول الآثار السلبية للسد من عدمها، ووسائل التغلب على تلك الآثار.
وأوضح أن المرحلة الأولى من مفاوضات سد النهضة ستنتهي بالتوقيع مع المكتبين الاستشاريين الفرنسيين "بي آر ال" و"ارتيليا".
وتبدأ المرحلة الثانية من المفاوضات في منتصف فبراير/شباط المقبل، وتتعلق بالدراسات الفنية التي سيعدها المكتب الاستشاري من خلال تقارير شهرية تقدم لمصر والسودان وإثيوبيا، حسب الوزير المصري.
وقال مغازي: إن المرحلة الثالثة من المفاوضات ستبدأ عقب انتهاء المكتب الاستشاري من وضع تقريره الفني الذي يشارك فيه وزراء المياه بمصر والسودان وإثيوبيا لإدارة وآلية تشغيل السد.
وأضاف أن مصر لديها إستراتيجية تتكون من 3 مراحل، وبمجرد التوقيع في فبراير المقبل، تنتهي المرحلة الأولى بنسبة 100%، وتبدأ المرحلتان الثانية والثالثة.
ولفت إلى أن تشغيل السد الإثيوبي ينقسم إلى مرحلتين؛ الأولى تعتمد على توليد الكهرباء بتشغيل اثنين من التوربينات، مضيفا: "وفقا للدراسات الفنية من المتوقع أن تبدأ تلك المرحلة مع فيضان 2017".
aXA6IDE4LjExOC4xOS4xMjMg جزيرة ام اند امز