قادة الحرس الثوري يحذّرون روحاني من الانفتاح على الغرب
المتشددون في إيران بدأوا يقلقون من خطوات التقارب التي يجريها الرئيس روحاني مع الغرب وقرروا تحذيره
وجّه اللواء محمد رضا نقدي رئيس منظمة قوات التعبئة التابعة للحرس الثوري الإيراني (بسيج) انتقادات لاذعة للرئيس الإيراني حسن روحاني بسبب زيارته فرنسا وإيطاليا وتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم اقتصادية. وبحسب تصريحات نقلتها وكالة مهر الإيرانية للأنباء فقد وصف نقدي خلال كلمة له خلال لقاء مع طلبة وأساتذة ينتمون لمنظمة التعبئة بمدينة "قم"، ذهابَ روحاني لروما وباريس بالخنجر في جسد الاقتصاد المقاوم، وقال إنها لضربة ثقيلة لهذا الاقتصاد وإذا ما استمر الوضع على هذا الحال فيجب أن نغلق جامعات إيران الفنية وبدلاً منها نقوم بتدريب كوادر تعمل لصالح الأجانب.
محمد رضا نقدي المعروف بمواقفه المتشددة انتقد أيضاً توقيع الحكومة الإيرانية على اتفاقية مع شركة إيرباص الفرنسية بقيمة 128 مليار دولار لشراء طائرات مدنية تحتاجها إيران لتجديد أسطولها الجوي الذي يعاني من مشاكل فنية عديدة بسبب قِدم طائراته وكثرة حوادث الطيران في إيران.
وفي هذا الإطار، تجمّع طلبة متشددون ينتمون للبسيج السبت أمام وزارة النفط الإيرانية احتجاجاً على اعتزام الحكومة الإيرانية إبرام عقود نفط جديدة مع شركات أجنبية، وذكرت وكالة "إيسنا" الطلابية للأنباء أن قوات الأمن اعتقلت 38 من المحتجين وفضّت التجمع. وفي أولى ردود الأفعال الرسمية صرح علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني بأن مثل هذه التجمعات لا يمكنها إجبار الحكومة على إصلاح عقودها مع الشركات الأجنبية. تصريحات لاريجاني جاءت بحسب وكالة "إيسنا" الطلابية للأنباء رداً على دفاع النائب الأصولي المتشدد أحمد توكلي عن الاحتجاجات خلال جلسة علنية للبرلمان عُقدت الأحد وطالب توكلي بإطلاق سراح الطلبة المعتقلين. وكان علي لاريجاني قد رد على اعتراض توكلي وقال إن تعديل أو رفض عقود أبرمتها الحكومة مع شركات أجنبية لا يمكن أن يتم عبر تجمعات غير قانونية في الشارع.
وكان أمير علي حاجي زاده قائد القوة الجوية التابعة للحرس الثوري الإيراني قد رد على تصريحات الحكومة الإيرانية بترحيبها بالشركات الأمريكية الراغبة في الاستثمار داخل إيران وقال إن الحرس الثوري لن يسمح بأي نوع من العلاقة مع أمريكا، وأإن هذه العلاقة لن تتم.
ونقلت وكالة "فارس" للأنباء عن حاجي زاده تصريحات أطلقها على هامش مراسم تأبينية لأحد قتلى الحرس الثوري في سوريا، قال فيها إن الحرس الثوري مكلف بالصبر والتحفّظ على بعض التحركات السياسية لكنه إذا شعر بأي نوع من التعرض لأساس النظام والثورة فإن رد فعل الحرس لن يكون متحفظاً.
ولم يُعرف ما الذي كان يقصده هذا اللواء في الحرس الثوري من تصريحاته، بعض المحللين اعتبروها تحذيراً واضحاً للحكومة من الانفتاح على الغرب وأمريكا، في حين رأت أوساط معارضة أن حاجي زاده ألمح في تصريحاته إلى الجدل حول الانتخابات المقبلة وموضوع مجلس قيادي بديل عن المرشد.
وللحرس الثوري سجل سابق في قمع الاحتجاجات الداخلية والتدخل في الشأن السياسي خصوصاً خلال الحداث التي أعقبت الانتخابات الرئاسية عام 2009.
وعلى الجانب المقابل، دافع محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيرانية عن اندفاع الحكومة الإيرانية في توقيع اتفاقيات تجارية مع الغرب، وبحسب وكالة "إرنا" للأنباء خاطب ظريف منتقدي الحكومة الإيرانية خلال ندوة حملت عنوان "فرص إیران الاقتصادية ما بعد الحظر"، وقال لماذا تريدون تحويل عزة إيران إلى مذلة!
وأضاف بالقول لقد أبلغنا کافة الدول الغربیة أن إیران لا ترید أن تتحول إلى سوق جدیدة لصادرات تلك الدول، بل ترغب بأن تصبح شریکاً اقتصادیاً مع الغرب في عملیة الإنتاج والتصدیر وأن کافة الاتفاقیات والعقود الموقعة خلال زیارة الرئیس روحاني الأخیرة لكل من إیطالیا وفرنسا كانت في هذا السياق.
يُذكر أن الساحة السياسية الإيرانية تشهد جدلا ًواسعاً على عدة مستويات مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية وانتخابات مجلس خبراء القيادة الذي يشرف على أداء المرشد ويحق له عزله في حال عجز عن القيام بمهامه. ويأتي تنفيذ الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع دول 5+1 في يوليو المنصرم، وما تبعه من تفاهمات اقتصادية مع الغرب، في وقت تسعى التيارات المتصارعة داخل النظام الإيراني لتوظيف نتائج هذا الاتفاق والانفتاح على الغرب في التأثير على صوت الناخب الإيراني أواخر فبراير/شباط الجاري.
aXA6IDMuMTMzLjEyOC4yMjcg جزيرة ام اند امز