إيران توقّع عقودا بـ15 مليار دولار مع فرنسا
فتحت نهاية العقوبات النووية على إيران شهيّة الشركات الفرنسية لإبرام عقود مع هذا البلد في العديد من المجالات.
غلبت لغة المال والأعمال على زيارة الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى العاصمة الفرنسية باريس، يوم الخميس الماضي 28 يناير كانون الثاني 2016، فقد تهافتت الشركات الفرنسية التي تعاني من تراجع أدائها بسبب ركود اقتصاد بلادها، على توقيع عقود واتفاقيات اقتصادية مع إيران، قُدرت قيمتها الإجمالية بنحو 15 مليار دولار.
تفاعل الإعلام الفرنسي بقوة مع زيارة حسن روحاني الأولى من نوعها لرئيس إيراني منذ 17 سنة، وتوقف مطولا عند الجوانب الاقتصادية التي شملتها، بينما كان التطرق للمسائل السياسية محتشما رغم أن إيران تشكل طرفا في الحروب الدائرة حاليا بالشرق الأوسط.
وبالمقابل، بدا الرئيس الإيراني بحاجة ماسة أيضا إلى هذه العقود، وقد أمضى معظم وقته في مقابلة منظمات رجال الأعمال بفرنسا للحصول على أفضل الصفقات من أجل إعادة تهيئة اقتصاد بلاده الذي تضرر من العقوبات الاقتصادية المسلطة عليه من الدول العظمى وتجميد أرصدته المالية.
الطائرات
وقد بلغت القيمة الإجمالية للصفقات، وفق ما ذكر مصدر دبلوماسي لجريدة "لوفيغارو" نحو 15 مليار دولار، وينتظر أن يوقع المزيد في المستقبل لأن العقوبات لم ترفع إلا جزئيا بحسب الجريدة، وحتى العقود الموقعة ليست سوى اتفاقيات مبدئية تستلزم الاستمرار في المفاوضات لتجسيدها.
ومن أهم الصفقات الموقعة، التزام إيران بشراء 118 طائرة من الصانع الأوروبي إيرباص الذي تعتبر فرنسا إحدى أهم شركائه، حيث بلغت قيمة الصفقة 25 مليار دولار، وشملت طائرات كبيرة مثل أ380 وأخرى متوسطة الحجم، بهدف تجديد الأسطول الإيراني الذي يعاني من التقادم.
ومعلوم أن إيرباص مملوكة لعدة دول أوروبية، وتعد الحكومة الفرنسية أحد أهم الشركاء فيها، حيث يتم تركيب أجزاء الطائرات في منطقة تولوز التي تعد عاصمة هذه الصناعة في أوربا، وبالتالي ستحصل فرنسا على جزء من صفقة 25 مليار دولار، وستستفيد من زيادة عدد الوظائف في قطاع الطيران.
السيارات
وفي مجال صناعة السيارات، وقّعت شركة بيجو سيتروان عقدا مع شركة خوردو الإيرانية، لإقامة مصنع بالشراكة بينهما في إيران، بقيمة إجمالية تقدر بـ400 مليون دولار، لإنتاج 200 ألف سيارة سنويا ابتداء من منتصف 2017. وجددت شركة رينو اهتمامها هي الأخرى بالسوق الإيرانية وذكرت في بيان لها أن مصانعها في إيران بالشراكة مع شركتي سايبا وخوردو أنتجت 500 ألف سيارة منذ 2013.. وتقتصر العلامات الفرنسية المنتجة بإيران على السيارات منخفضة التكلفة في الغالب، من أجل تسويقها في دول العالم الثالث.
الإنشاءات
أما في عالم الإنشاءات، فقد عقدت شركتا بويغ وفينسي بروتوكول اتفاق مع السلطات الإيرانية، من أجل تهيئة 3 مطارات، منها الإشراف على تصميم وبناء ومراقبة الأشغال في مشروع توسعة مطار طهران بالنسبة لشركة بويغ، وكذلك تصميم وإنجاز وتسيير مطاري مشهد وأصفهان فيما يخص شركة فانسي.. واللافت أن قصر الإيليزيه بفرنسا هو من حرص على ذكر هذه التفاصيل.
البترول
من جانبها، أعلنت شركة توتال عن توقيع اتفاق لشراء النفط الخام من إيران، يتضمن حسب المدير العام للعملاق النفطي الفرنسي، باتريك بوياني، الحصول على 15 ألف إلى 200 ألف برميل يوميا من الخام الإيراني بغرض تكريره في المصافي الفرنسية والأوروبية.. كما وقّعت الشركة الفرنسية للسكك الحديدية أيضا اتفاق شراكة مع نظيرتها الإيرانية دون الإفصاح عن محتواه.
والملاحظ أنه قد جرى التعتيم على الاحتجاجات التي صاحبت الزيارة من بعض المنظمات التي تنتقد الوضع الحقوقي في إيران، لصالح إبراز عهد جديد من العلاقات مع الجمهورية الإسلامية بعد إسقاط العقوبات النووية، والاستفادة القصوى من الرساميل الإيرانية في إنعاش المؤسسات الفرنسية وبالتالي حل أزمة البطالة التي بلغت أعلى مستوياتها في عهد الرئيس فرانسوا هولاند بما يهدد من حرمانه من الفوز بولاية ثانية في الانتخابات المنتظرة العام القادم.
aXA6IDE4LjExOS4xMjQuNTIg جزيرة ام اند امز