ثورة اتصالات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بطلها 5G (حوار)
شهد قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نموا كبيرا في السنوات الأخيرة.
ويواصل التحول الرقمي، إعادة تشكيل ملامح المشهد الاقتصادي العالمي، وتقود منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التصور الجديد للتحول والتطور التكنولوجي لتحقيق النمو المُستدام والابتكار في هذا المجال.
- 5 مفاجآت تكنولوجية في مؤتمر مايكروسوفت للمطورين
- بخدمات الـAI.. مايكروسوفت تطلق الحواسيب الشخصية الأكثر ذكاءً
ومؤخراً، باتت شركات تكنولوجيا الاتصالات العالمية تتنافس على قطع خطوات سريعة في شبكة الجيل الخامس التي تقود مستقبل العالم.
وفي حواره مع "العين الإخبارية"، كشف عمرو هاشم، مدير السياسات العامة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، المنظمة الدولية لشبكات الهاتف المتنقل GSMA، التأثير المتوقع لتطوير البنية التحتية الرقمية على الاقتصادات المحلية والنمو الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وتطرق إلى كيف يمكن لتقنية الجيل الخامس (5G) إحداث تحول في قطاع الاتصالات والتكنولوجيا في المنطقة، وأبرز التحديات التي قد تواجه تنفيذها.
كما أشار في حواره أيضا إلى جهود الأمن السيبراني في المنطقة، بالتزامن مع التطور السريع في تكنولوجيا الاتصالات والتحول الرقمي وما هي السياسات المقترحة لتعزيز الأمن الرقمي في المنطقة.
ما هو دور منظمة GSMA في تعزيز الابتكار وتقنيات الاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟
تقوم منظمة GSMA بدور محوري في تعزيز الابتكار وتقنيات الاتصالات على مستوى العالم، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال تعزيز التعاون بين مشغلي شبكات الاتصالات المتنقلة والحكومات وغيرهم من الجهات المعنية.
وتقوم بتسهيل تبادل الخبرات، وتدعيم الأطر التنظيمية، وإطلاق المبادرات التي تعزز مختلف القطاعات التي تشكل صناعة الاتصالات المتنقلة.
ونبذل جهودًا حثيثة لضمان توفر أحدث التطورات التقنية وتيسير الاستفادة منها للجميع، مما يدعم التحول الرقمي والنمو الاقتصادي قدمًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
على سبيل المثال، فيما يتعلق بنشر تقنية الجيل الخامس (5G) في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أصدرت منظمة GSMA تقريرًا في عام 2022 يسلط الضوء على المشكلات التي ينبغي أن تنتبه إليها الجهات المعنية وتتعامل معها بطريقة تحسن فرص إطلاق تقنية الجيل الخامس (5G) بنجاح.
واستعانت الجهات المعنية بهذا التقرير في وضع أحدث الخطط لتعميم تقنية الجيل الخامس (5G) في العديد من الأسواق.
كيف تستطيع تقنية الجيل الخامس (5G) إحداث تحول في قطاع الاتصالات والتكنولوجيا في المنطقة، وما هي التحديات التي قد تواجه تنفيذها؟
تقنيات الجيل الخامس (5G) قادرة على إحداث ثورة في قطاعي الاتصالات والتكنولوجيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومن المحتمل أن تسهم بحوالي 60 مليار دولار في الاقتصاد بحلول عام 2030، وهذا يمثل أكثر من 13% من إجمالي التأثير الاقتصادي لتقنيات الاتصالات المتنقلة.
ووفقًا لأحدث تقرير لمنظمة GSMA حول اقتصاد الاتصالات المتنقلة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2023، سوف تدفع تقنية 5G عجلة التطور قدمًا من خلال اتاحة استخدامات جديدة في مختلف الصناعات، لا سيما في الخدمات المالية والرعاية الصحية والتعليم والتصنيع من خلال المصانع الذكية والمدن الذكية.
وتشهد المنطقة تقدمًا سريعًا، حيث قام 23 من مشغلي الشبكات في تسعة أسواق بإطلاق خدمات 5G بحلول نهاية عام 2023.
ومع ذلك، يواجه تنفيذها بعض التحديات من بينها الحاجة إلى استثمارات كبيرة في البنية التحتية وتخصيص الطيف الترددي بطريقة فعالة للتوسع في خدمات 5G وتوفيرها لأكبر عدد ممكن من المستخدمين.
ويحاول صناع السياسات إنشاء بيئة تنظيمية مؤهلة لتسهيل هذه الاستثمارات، وتواصل منظمة GSMA العمل معهم ومع مشغلي الشبكات لتحقيق هذا الهدف.
ما أهم الابتكارات التي تشهدها صناعة الاتصالات حاليًا بالتعاون مع GSMA، وما هو وجه الاختلاف في استخدام هذه التقنيات بين منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وبقية العالم؟
يشهد مجال 5G وتقنية إنترنت الأشياء (IoT) تقدمًا سريعًا يدفعه التعاون مع مشغلي شبكات الاتصالات المتنقلة ومختلف الجهات المعنية.
ومن أهم الابتكارات التي شهدناها طرح شبكات 5G المستقلة (5G Stand Alone) التي تدعم الاستخدامات المتقدمة مثل الشبكات الخاصة (network slicing) وتوفير الحوسبة بنظم edge computing.
وبحلول منتصف عام 2023، أطلق ستة مشغلين في دول مجلس التعاون الخليجي شبكات 5G المستقلة، مما يمثل نسبة 15% من الإجمالي العالمي.
كما أن تحقيق التكامل في خدمات إنترنت الأشياء (IoT) يعزز البنية التحتية للمدن الذكية، مثل شراكة Ooredoo مع Axon في مجال اتصالات إنترنت الأشياء في العديد من بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وحلول المدينة الذكية التي تقدمها شركة Du في دبي.
ما هو التأثير المتوقع لتطوير البنية التحتية الرقمية على الاقتصادات المحلية والنمو الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟
بالنظر إلى المستقبل، فمن المتوقع أن تبلغ المساهمة الاقتصادية لتقنيات الاتصالات المتنقلة حوالي 440 مليار دولار بحلول عام 2030، يدفعها قدمًا التوسع في النظام الإيكولوجي للاتصالات المتنقلة وتزايد الإقبال على خدمات الاتصالات المتنقلة.
ومن المتوقع أن تضيف الاستثمارات في البنية التحتية لتقنية 5G وحدها حوالي 60 مليار دولار إلى اقتصاد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحلول عام 2030.
كما أن تزايد الإقبال على التقنيات المتقدمة مثل إنترنت الأشياء (IoT) والذكاء الاصطناعي (AI) سيعزز الكفاءة والإنتاجية على مستوى الصناعات، مما يؤدي إلى تحقيق المزيد من الفوائد الاقتصادية.
وتصدر منظمة GSMA تقريرًا سنويًا حول مساهمة صناعة الاتصالات المتنقلة في اقتصاد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتفضلوا بقراءة تقرير هذا العام هنا.
ما هو دور منظمة GSMA في تسهيل قيام هذه الشراكات؟
من الممكن أن تتعاون الحكومات والقطاع الخاص لتعزيز التطور التكنولوجي من خلال شراكات بين القطاعين العام والخاص، وتقديم الدعم التنظيمي، والاستثمارات التي تستهدف أهدافا تنموية محددة.
ونأمل أن تقوم الحكومات بوضع سياسات داعمة للاستثمار، وتخصيص الطيف الترددي بكفاءة، والاستثمار في البنية التحتية الرقمية.
ويستطيع القطاع الخاص أن يقود عمليات الابتكار من خلال إجراء البحوث والتطويرات، والاستفادة من التقنيات الحديثة مثل تقنيات 5G وإنترنت الأشياء (IoT) في ابتكار تطبيقات وتوفير خدمات جديدة.
تعمل منظمة GSMA على تسهيل هذه الشراكات من خلال توفير منصة للحوار ومشاركة أفضل الممارسات والدعوة إلى تطبيق سياسات تدعم نمو صناعة الاتصالات المتنقلة وما يتعلق بها من النظام الإيكولوجي.
ونحن نعمل بشكل وثيق مع الحكومات والجهات التنظيمية و غيرها من الجهات المعنية في هذه الصناعة لمواجهة التحديات وتعزيز سبل التعاون في التطوير التقني.
وتعقد منظمة GSMA في نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام مؤتمر M360 لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي يستضيف العديد من هذه النقاشات على المستوى الإقليمي. وسوف تشهد مدينة الدوحة فعاليات هذا العام في الفترة من 18 إلى 19 نوفمبر.
كيف تتعامل منظمة GSMA مع قضايا الأمن السيبراني في ضوء التطور السريع في تكنولوجيا الاتصالات والتحول الرقمي؟ ما هي السياسات المقترحة لتعزيز الأمن الرقمي في المنطقة؟
تدعم منظمة GSMA جهود الأمن السيبراني في المنطقة من خلال الترويج لأفضل الممارسات والأطر اللازمة لتأمين شبكات الاتصالات المتنقلة.
ولتعزيز الأمن الرقمي، نقترح تدعيم الأطر التنظيمية، وتعزيز التعاون عبر الحدود، والاستثمار في تعليم الأمن السيبراني، وتشجيع قيام الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
وقمنا مؤخرًا بإنشاء مجموعة لمكافحة الاحتيال وتعزيز الأمن لمشغلي الشبكات في الشرق الأوسط (Middle East Fraud & Security Group) لتبادل الخبرات ودراسة التهديدات المحتملة وتحسين قدرتهم على مواجهة التهديدات السيبرانية وضمان تعزيز الثقة في الشبكات وتأمينها في جميع أنحاء المنطقة.
aXA6IDMuMTMzLjE0OC43NiA= جزيرة ام اند امز