محمد بن سلمان.. احتفاء مميز بالذكرى الخامسة لولاية العهد
يحتفي السعوديون هذه الأيام بذكرى مرور 5 أعوام (هجرية) على مبايعة الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد.
وتمت مبايعة الأمير محمد بن سلمان، يوم 26 رمضان 1438 هـ، الموافق 21 يونيو/حزيران 2017، ليصبح وليا للعهد في المملكة العربية السعودية.
ويحتفي السعوديون بهذه المناسبة وقلوبهم تفيض بمشاعر الحب والامتنان والتقدير، لولي العهد وهم يلامسون ويشهدون الإنجازات التنموية والإصلاحات التاريخية التي تشهدها بلادهم على مختلف الأصعدة.
إنجازات تتواصل في إطار نهضة شاملة يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وينفذها ولي عهده الأمير محمد بن سلمان الذي بث روح الشباب في أوصال الدولة بأفكاره ومبادراته وسياساته، وقاد المملكة اليوم إلى ما بات يعرف بـ"السعودية الجديدة"، التي تعد "رؤية 2030" خارطة طريق لنهضتها.
وتحل الذكرى الخامسة لتولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد، في وقت تمضي فيه المملكة في طريقها لتحقيق المزيد من الإنجازات من خلال رؤية 2030، التي أعلن عنها الأمير محمد بن سلمان في أبريل/نيسان 2016، مستهدفة تعزيز النمو الاقتصادي واستدامته في المجالات كافة، وإرساء أسس جديدة لتنويع مصادر الدخل.
تجديد البيعة
واحتفى المغردون السعوديون بتلك المناسبة، وهم يجددون البيعة لولي العهد على السمع والطاعة؛ حيث أطلقوا عدة هاشتاقات؛ احتفاء بتلك المناسبة، تصدرت ترند الأعلى تداولا في السعودية من بينها #الذكري_الخامسه_لبيعه_ولي_العهد وهاشتاق حمل اسم الأمير محمد بن سلمان.
وتفاعلا مع الهاشتاقات واحتفاء بتلك المناسبة، غرد رجل الأعمال خالد بن إبراهيم الجريوي قائلا :"القائد الشّاب والرّقم الأصعب والاستثناء الأجمل ليس للسعوديّين فقط وإنّما للعالم أجمع".
وأردف: "محمد بن سلمان نعمة الله المهداة لنا ولهذا العالم في هذا الزّمن الصعب. قائد استثنائي جريء غيّر السعودية والسعوديين واختصر قرونا كثيرة لنصل ماوصلنا إليه بفضل الله".
بدوره غرد الإعلامي فهد الأحمدي مجددا البيعة، قائلا: "نجدد الولاء والوفاء ونبايعك على السمع والطاعة".
في السياق نفسه، قال الفنان فايز المالكي: "نحن نقسم بالله العظيم أن نكون مخلصين لك فوق كل أرض وتحت كل سماء".
أما الكاتب بندر السليس فغرد قائلا "تمر علينا في هذه الأيام المباركة من رمضان الذكرى الخامسة لبيعة ولي العهد محملة بالإنجازات ومواصلة لمسيرة البناء والنماء لهذا الوطن المعطاء.. حفظ الله ولي العهد وبارك في جهده ووقته وأدام علينا نعمة الأمن والأمان".
مسيرة إنجازات
ولعل احتفالات السعوديين بتلك الذكرى تأتي وهم يستذكرون بفخر وامتنان سيرة الأمير محمد بن سلمان، التي ترتبط بشكل وثيق بمسيرة المملكة ونهضتها وتطورها.
ويشغل الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز العديد من المناصب فهو ولي عهد السعودية، ونائب رئيس مجلس الوزراء إضافة لكونه وزير الدفاع.
كما يرأس مجلس الشؤون السياسية والأمنية وكذلك مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.
ولد الأمير محمد بن سلمان في 31 أغسطس/آب عام 1985 بالعاصمة الرياض، وهو الابن السادس للعاهل السعودي الملك بن سلمان آل سعود.
حصل على درجة البكالوريوس في القانون في جامعة الملك سعود وحاز على الترتيب الثاني على دفعته من كلية القانون والعلوم السياسية.
كما تلقى تعليمه العام في مدارس الرياض وكان من ضمن العشرة الأوائل على مستوى المملكة في الثانوية العامة وخلال فترة تعليمه تلقى العديد من الدورات والبرامج.
بدأ الأمير محمد بن سلمان مسيرته بممارسة العمل الحر، قبل البدء في ممارسة مهامه في الخدمة العامة في المملكة العربية السعودية من خلال عمله كمستشار متفرغ بهيئة الخبراء في مجلس الوزراء في 10 أبريل/نيسان 2007.
وانتقل بعدها من هيئة الخبراء ليكون مستشاراً خاصاً لأمير منطقة الرياض، وأثناء ذلك استمر عمله كمستشار غير متفرغ في هيئة الخبراء حتى مارس/ آذار 2013.
وعمل أميناً عاماً لمركز الرياض للتنافسية ومستشاراً خاصاً لرئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، إضافة إلى كونه عضواً في اللجنة التنفيذية العليا لتطوير الدرعية.
ثم عين مستشاراً خاصاً للأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض آنذاك، ومستشاراً ومشرفاً على المكتب الخاص والشؤون الخاصة لولي العهد وذلك بعيد تولي الأمير سلمان ولاية العهد حتى صدر أمر ملكي بتعيينه رئيساً لديوان ولي العهد ومستشاراً خاصاً له بمرتبة وزير في مارس/آذار 2013.
وقد صدر أمر ملكي بتعيينه مشرفاً عاماً على مكتب وزير الدفاع في يوليو/تموز 2013 ، ثم في أبريل/نيسان 2014 صدر أمر ملكي بتعيينه وزيراً للدولة عضواً في مجلس الوزراء، وفي سبتمبر/أيلول من العام نفسه صدر قرار تعيينه رئيساً للجنة التنفيذية في دارة الملك عبدالعزيز.
وعقب تولي الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في 23 يناير/كانون الثاني 2015، صدر أمر ملكي في اليوم نفسه بتعيينه وزيرا للدفاع، كما صدر أمر ملكي بتعيينه رئيساً للديوان الملكي ومستشاراً خاصاً لخادم الحرمين الشريفين بمرتبة وزير.
وبعد نحو شهرين من توليه مهام وزارة الدفاع، انطلقت في تاريخ 26 مارس/آذار 2015 عملية عاصفة الحزم لدعم الشرعية في اليمن، وتولى قيادة التحالف في الحرب ضد الحوثيين والموالين لهم.
وفي 29 أبريل/نيسان من العام نفسه، صدر أمر ملكي باختياره وليًا لولي العهد، كما ترأس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، الذي يقوم بترتيب كل ما له صلة بالشؤون الاقتصادية والتنموية وما في حكمها.
وعقب ذلك، وتحديدا في 26 رمضان 1438هـ الموافق 21 يونيو/حزيران 2017، صدر أمر ملكي باختياره وليًا للعهد، ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء وزيرًا للدفاع.
وتحل الذكرى الخامسة لبيعة الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد، في وقت تمضي فيه المملكة في طريقها لتحقيق المزيد من الإنجازات على مختلف الأصعدة.
فعلى صعيد السياسة الخارجية، واصلت السعودية سعيها لتعزيز التضامن الخليجي وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية.
واستضافت المملكة في 5 يناير/كانون الثاني عام 2021، القمة الخليجية الـ41 بمحافظة العلا شمال غربي السعودية، وترأسها الأمير محمد بن سلمان نيابة عن الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وتم خلالها طي صفحة الخلاف مع قطر.
وفي 14 ديسمبر/كانون الأول الماضي، استضافت المملكة القمة الخليجة الـ 42، وترأسها الأمير محمد بن سلمان أيضا نيابة عن الملك سلمان.
واستبق القمة الـ 42 جولة خليجية لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان زار خلالها سلطنة عمان والإمارات وقطر والبحرين والكويت على التوالي خلال الفترة من 6 إلى 10 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وجرت خلالها مباحثات مكثفة لتعزيز التعاون الخليجي.
رؤية 2030.. نجاح متواصل
على الصعيد الداخلي، فبعد نجاح رؤية السعودية 2030 في تحقيق إنجازات استثنائية خلال السنوات الخمس الأولى من إطلاقها، أطلقت مع بداية عام 2021 المرحلة التالية من مسيرة تحقيق الرؤية المملكة 2030.
مرحلة تستمر لخمس سنوات أخرى حتى عام 2025، وصفها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بأنها مرحلة دفع عجلة الإنجاز والحفاظ على الزخم المطلوب لمواصلة الإصلاحات.
وفي إطار تلك المرحلة، أطلق الأمير محمد بن سلمان 11 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، الاستراتيجية الوطنية للاستثمار، التي تعد أحد الممكنات الرئيسة لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030.
وستسهم الاستراتيجية الوطنية للاستثمار في نمو الاقتصاد الوطني وتنويع مصادره، الأمر الذي سيحقق العديد من أهداف رؤية المملكة 2030، بما في ذلك رفع إسهام القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي إلى 65%.
كما تستهدف تعزيز الاستثمار الأجنبي المباشر لتصل إسهاماته إلى 5.7% من الناتج المحلي الإجمالي، وزيادة نسبة الصادرات غير النفطية من 16% إلى 50% من إجمالي الناتج المحلي غير النفطي، وتخفيض معدل البطالة إلى 7%، وتقدم المملكة إلى أحد المراكز العشرة الأوائل في مؤشر التنافسية العالمي بحلول عام 2030.
وسيتم ضخ استثمارات تفوق 12 تريليون ريال في الاقتصاد المحلي حتى العام 2030، تحت مظلة الاستراتيجية.
وتهدف الاستراتيجية الوطنية للاستثمار إلى رفع صافي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى 388 مليار ريال سنويا، وزيادة الاستثمار المحلي ليصل إلى حوالي 1.7 تريليون ريال سنويا بحلول عام 2030.
وبتحقيق هذه المستهدفات، من المتوقع ارتفاع نسبة الاستثمار إلى الناتج المحلي الإجمالي للمملكة من 22% في عام 2019 إلى 30% في عام 2030، الأمر الذي سيسهم في نمو الاقتصاد السعودي ليصبح من أكبر 15 اقتصادا على مستوى العالم.
استراتيجية جديدة تعزز الإنجازات التي تحققت على مدار 5 سنوات من إطلاق الرؤية، وترفع سقف الطموحات، بعدما تحقق خلال الخمس سنوات الماضية، من ارتفاع نسبة تملّك المساكن التي وصلت إلى 60% مقارنة بنسبة 47% قبل خمسة أعوام.
ونجحت المملكة في مضاعفة أصول صندوق الاستثمارات العامة لتصل إلى نحو 1.5 تريليون ريال في عام 2020 بعد أن كانت لا تتجاوز 570 مليار ريال في 2015.
ويواصل برنامج صندوق الاستثمارات العامة طموحاته بخطى ثابتة نحو مضاعفة أصول الصندوق إلى 4 تريليونات ريال سعودي تراكمياً بنهاية عام 2025 ليكون أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، بما يرسخ مكانته في رسم ملامح مستقبل الاقتصاد العالمي.
وأطلقت المملكة مشروعات مليارية كبرى لتسهم في رفاهية المجتمع وتوفير الوظائف وجذب الاستثمارات العالمية، ومن أهمها: نيوم، والقدّية، ومشاريع البحر الأحمر، وغيرها.
وفي مجال توطين الصناعات العسكرية، تمكّنت برامج رؤية المملكة 2030 من رفع نسبة التوطين في القطاع لتصل إلى 8% مع نهاية عام 2020 بعد أن كانت 2% في عام 2016.
كما أُطلق ولأول مرة في تاريخ المملكة برنامج تراخيص مزاولة أنشطة الصناعات العسكرية.
وكشفت هيئة الصناعات العسكرية السعودية يوليو/تموز الماضي عن نموٍ في عدد الشركات المرخصة في المملكة بنسبة 41% بنهاية النصف الأول من 2021، مشيرة إلى أن عدد الشركات المرخصة بلغ حوالي 99 شركة محلية ودولية ومختلطة.
وزادت مشاركة المرأة السعودية في القوى العاملة لتصل إلى 33.2% عام 2020، بعد أن كانت 19.4% في عام 2017، إضافة إلى تطوير القوانين التي تحمي وتعزّز حقوقها على المستويات الشخصية والمهنية.
وفي إطار اهتمام المملكة وحرصها على أن تطول التنمية الشاملة جميع مناطق ومدن المملكة بما يعود بالنفع على جميع المواطنين، أعلن الأمير محمد بن سلمان 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إطلاق مكاتب استراتيجية لتطوير مناطق الباحة، والجوف، وجازان.
وستكون هذه المناطق نواة لتأسيس هيئات تطوير مستقبلا، بهدف تعظيم الاستفادة من المميزات النسبية والتنافسية لكل منطقة من المناطق الثلاث، إضافة إلى تطوير البيئة الاستثمارية لتكون مناطق جاذبة للاستثمار بالشراكة مع القطاع الخاص.
يأتي الإعلان عن المكاتب الاستراتيجية بعد أسبوعين من إطلاق الأمير محمد بن سلمان نهاية سبتمبر/أيلول الماضي استراتيجية تطوير منطقة عسير تحت شعار "قمم وشيم".
وأكد ولي العهد السعودي في حوار مع مجلة ذي أتلانتيك الأمريكية مارس/ آذار الماضي أن نظام الحكم في المملكة ومشاريع رؤية 2030 والسياسات التي تتبناه بلاده والإصلاحات التي تنفذها ساهمت جميعا في قوة المملكة، وأن تكون من "أسرع البلدان نموًّا في العالم".
مبادرات خضراء
على صعيد جهود حماية البيئة، كان للأمير محمد بن سلمان مبادرات رائدة لتشكيل أول تحالف لمكافحة التغير المناخي في الشرق الأوسط.
واستضافت الرياض، 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قمة "مبادرة الشرق الأوسط الأخضر" بمشاركة قادة دوليين وإقليميين بارزين، من أجل التوصل إلى توافق حول الإجراءات الكفيلة بتلبية الالتزامات البيئية المشتركة، وبدء مرحلة جديدة من دبلوماسية المناخ والتعاون الدولي، من أجل تعزيز العمل المناخي على نطاق واسع وسريع.
وتتضمن "مبادرة الشرق الأوسط الأخضر" أكبر برنامج لإعادة التشجير في العالم ويشمل زراعة 50 مليار شجرة في الشرق الأوسط، واستعادة مساحة تعادل 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة أي ما يمثل 5% من الهدف العالمي الأمر الذي يحقق تخفيضا بنسبة 5.2% من معدلات الكربون العالمية، إلى جانب تخفيض 60% من معدلات الانبعاثات الكربونية الناتجة عن إنتاج النفط في المنطقة.
جاءت قمة "مبادرة الشرق الأوسط الأخضر" ضمن ثلاث فعاليات أقامتها المملكة خلال الفترة من 23 إلى 25 أكتوبر/تشرين الأول هي منتدى "مبادرة السعودية الخضراء" و"قمة الشباب الاخضر".
وأعلن ولي العهد السعودي في كلمته بمنتدى مبادرة السعودية الخضراء عن إطلاق الحزمة الأولى من المبادرات النوعية في المملكة لتكون خارطة طريق لحماية البيئة ومواجهة تحديات التغير المناخي، تتضمن استثمارات بقيمة تزيد على (700) مليار ريال.
وأكد بدء المرحلة الأولى من مبادرات التشجير بزراعة أكثر من (450) مليون شجرة، وإعادة تأهيل (8) ملايين هكتار من الأراضي المتدهورة، وتخصيص أراضٍ لمحمية جديدة، ليصبح إجمالي المناطق المحمية في المملكة أكثر من (20%) من إجمالي مساحتها.
aXA6IDMuMjMuMTAzLjIxNiA= جزيرة ام اند امز