5 أعوام من حكم هيثم بن طارق.. إنجازات عمان تتواصل ومكانتها تتعاظم
في وقت تواصل فيه مسقط خطواتها نحو تحقيق إنجازات تلو أخرى، تحل، السبت، الذكرى الخامسة لتولي سلطان عمان، هيثم بن طارق، مقاليد الحكم.
ويحتفي العمانيون بهذه المناسبة وقلوبهم تفيض بمشاعر الحب والامتنان والتقدير لسلطان البلاد، وهم يلامسون ويشهدون الإنجازات التي تتجاوز هام السحاب وتحققها بلادهم على مختلف الأصعدة.
- عيد السلطنة الوطني الـ54.. الإمارات وعمان تجنيان ثمار الأخوة والشراكة
- الإمارات وعُمان.. رؤى مشتركة تدعم الأمن والاستقرار والازدهار والسلام
إنجازات في مختلف المجالات تأتي في إطار الرؤية المستقبلية «عُمان 2040»، التي تتضمن قواعد وأسسا لنهضة عمان المتجددة التي وضع أبرز ملامحها السلطان هيثم بن طارق، عقب توليه الحكم في مثل هذا اليوم 11 يناير/كانون الثاني عام 2020، خلفًا للسلطان الراحل قابوس بن سعيد.
وفيما يُعد السلطان قابوس مؤسس نهضة عمان الحديثة، فإن خلفه هيثم بن طارق أسس عقب توليه الحكم مرحلة أخرى من نهضة عُمان المتجددة.
وتحل الذكرى بعد أيام من ترؤس السلطان هيثم بن طارق أول اجتماع لمجلس الوزراء خلال عام 2025، أعرب خلاله عن تطلعاته لأن يكون 2025 (الذي يصادف العام السادس لحكمه) عامًا تتوالى فيه الإنجازات، وتتحقق فيه الطموحات والتطلعات التي رسمها على مدى السنوات الخمس الماضية من نهضة عُمان المتجددة، لغد واعد ومستقبل مشرق للسلطنة.
وأشاد خلال الاجتماع بما تحقق خلال العام الماضي 2024 من إنجازات على مختلف الأصعدة، ووجه مجلس الوزراء بالاستمرار في التركيز على العوامل الإيجابية المحفزة للنمو الاقتصادي.
كما وجه بمتابعة تنفيذ خطة التنمية الخمسية الحالية (2021 - 2025)، وتقييم مدى تحقيق مستهدفاتها، واستكمال ما تبقى من مشروعاتها، مؤكدًا على أهمية أن تتضمن خطة التنمية الخمسية القادمة برامج ومشروعات لتنفيذ أولويات ومؤشرات رؤية عُمان 2040 وفق ما هو مُخطط له.
وتمضي عمان قدما لتنفيذ الرؤية المستقبلية «عُمان 2040»، التي انطلقت بداية من يناير/كانون الثاني 2021، وستنفذ على مدى 4 خطط تنموية متتالية استهلتها السلطنة بانطلاق خطة التنمية الخمسية العاشرة (2021 ـ2025)، التي تعبر عن التطلعات والطموحات العظيمة لمستقبل أكثر ازدهارًا ونماءً لعُمان.
فعاليات واحتفالات
واحتفاء بتلك المناسبة، تشهد السلطنة فعاليات واحتفاليات عديدة، حيث يقام اليوم السبت تحت رعاية السُّلطان هيثم بن طارق المهرجانُ الطلابيُّ "نهضة عُمان المتجدّدة" بميدان الفتح بمحافظة مسقط.
وأكدت الأمانة العامة للاحتفالات الوطنية أن هذا المهرجان الذي يشارك فيه (8000) مشارك من مختلف محافظات سلطنة عُمان يأتي احتفاءً بمرور خمس سنوات على تولّي السُّلطان مقاليد الحكم وبداية نهضة عُمان المتجدّدة.
ويُختم المهرجان بلوحةٍ معبّرة عن مشاعر الولاء والعرفان والثّناء للسُّلطان هيثم بن طارق، والمضي قُدما خلف قيادته الحكيمة نحو نهضة عُمانية متجدّدة وتطوّر مستدام.
ونظّمت وزارة الإعلام -كذلك- على مدار اليومين الماضيين لقاءً إعلاميًّا بعنوان "عُمان والعالم" بمشاركة مجموعة من الإعلاميين والصحفيين من مختلف دول العالم، في إطار احتفال السلطنة بتلك المناسبة.
هدف اللقاء إلى إبراز جهود سلطنة عُمان تحت قيادة السلطان هيثم بن طارق في حفظ الأمن والسلم الدوليين وإعلاء رسالة السلام في عدد من القضايا، وما تشهده من تطور في قطاع التراث والسياحة والقطاع العقاري وأهم الفرص الاستثمارية المتاحة بها ومنظومة الحماية الاجتماعية تحت قيادة السلطان هيثم بن طارق.
واحتفاء بتلك المناسبة، أصدر السلطان عفوًا خاصا عن مجموعة من نزلاء السّجن المُدانين في قضايا مختلفة، فيما ذكر مصدر مسؤول بشرطة عُمان السُّلطانية أنّ الذين حصلوا على العفو بلغ عددُهم 305 نزلاء من مواطنين وأجانب.
إنجازات واعدة
تحتفل سلطنة عُمان بذكرى تولِّي السُّلطان هيثم بن طارق مقاليد الحكم في وقت تمضي فيه مسيرة سلطنة عُمان ونهضتها المتجددة بقيادته إلى آفاق واعدة.
إنجازات تتواصل من الأرض إلى الفضاء، وتشمل مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة والصحة والتعليم وغيرها، فقبل يومين، دشن السُّلطان هيثم بن طارق الهُويّة الترويجيّة الموحّدة لسلطنة عُمان الهادفة إلى ترسيخ الصور الذهنية الإيجابية عن سلطنة عُمان على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي .
وقبل شهرين، افتتح السلطان هيثم بن طارق، 11 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مستشفى المدينة الطبيّة للأجهزة العسكريّة والأمنيّة بمسقط الذي يعد صرحا طبيا شاملا.
وفي اليوم نفسه، تم إطلاق أول قمر صناعي عُماني مسجل باسم السلطنة لدى المنظمة الدولية للاتصالات (ITU)، ويختصُّ بتقنيات الاستشعار عن بُعد ومراقبة الأرض، ومُعزز بتقنيات الذّكاء الاصطناعي.
أيضا شهد العام الخامس من حكم السلطان هيثم بن طارق تنفيذ العديد من المشروعات من أبرزها:
- افتتاح مشروع مصفاة الدّقم والصناعات البتروكيماوية بالمنطقة الاقتصادية الخاصّة بالدقم، الذي يعد أكبر مشروع استثماريٍّ مشتركٍ بين سلطنة عُمان ودولة الكويت مدمجٍ بين مجموعة أوكيو العُمانية وشركة البترول الكويتية العالمية برأس مالٍ جَاوز ثلاثة مليارات ونصف مليار ريال عُمان فبراير/ شباط الماضي.
- وضع حجر الأساس لـ"مجمع عُمان الثقافي"، في يناير/ كانون الثاني الماضي بمرتفعات المطار بمحافظة مسقط، ليكون وجهة فنية وثقافية بمستويات عالية وإنجازًا حضاريًّا وثقافيًّا وعلميًّا وفكريًّا، وكيانًا مؤسسيًّا يُمثّل صرحًا من صروح النهضة المتجددة، ويجمع ثلاث مؤسسات وطنية مهمة في منشأة واحدة، هي (المسرح الوطني، والمكتبة الوطنية، وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية)، ليكون بمثابة مساحة حيوية مخصّصة لجمع وحفظ وعرض الفنون والثقافة الحيّة والتاريخية والمعاصرة في سلطنة عُمان.
- بناء 9 مستشفيات حاليًّا بأعداد أسرّة تزيد على 1660 سريرًا، وتوسعة 5 مستشفيات مرجعية أخرى، ومواكبة لمتطلبات الرعاية الصحية الأوليّة وتقديم الخدمات الصحية الأساسية، يتمُّ حاليًّا إنشاء واستبدال وتوسعة 15 مؤسسة رعاية صحية أوليّة، بالإضافة إلى إنشاء 9 وحدات لغسيل الكلى.
- المضي قدما في تنفيذ مشروع مدينة السُّلطان هيثم أول مشروع ذكي ومستدام بصفته مدينة متكاملة في سلطنة عُمان بمساحة تبلغ 14 مليونًا و800 ألف متر مربع، وتضم حوالي 20 ألف وحدة سكنية تتوزّع على 19 حيًّا متكاملًا بمختلف المرافق والخدمات.
-افتتاح 16 مبنى مدرسيًّا جديدًا في عدد من المحافظات، والبدء في تشييد 15 مبنى مدرسيًّا، وطرح مناقصات لـ 20 مبنى مدرسيًّا جديدًا.
دبلوماسية حكيمة
إنجازات تحققت في وقت تتعاظم فيه مكانة السلطنة الدولية وتتزايد ثقة العالم في دبلوماسيتها الحكيمة، الأمر الذي توج قبل نحو شهر بإجراء السلطان هيثم بن طارق زيارتي دولة، أرفع أنواع الزيارات بين الدول، لكل من تركيا ( نهاية نوفمبر/تشرين الثاني) وبلجيكا (مطلع ديسمبر/كانون الأول).
أيضا برزت ثقة العالم في دبلوماسية عمان بتعيين الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الدكتور محمد الحسّان من سلطنة عُمان، ممثلاً خاصاً له في جمهورية العراق، ورئيساً لبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) في يوليو/تموز الماضي، وذلك بعد شهر من انتخاب سلطنة عمان، عضوا في اللجنة المعنية بالقضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة بالأمم المتحدة للفترة من (2025-2028).
أيضا يحل الاحتفال فيما تمضي السلطنة قدما في تعزيز العلاقات الثنائية مع دول المنطقة والعالم، وعلى رأسها دولة الإمارات التي تشهد علاقاتها مع سلطنة عُمان نقلة نوعية، خصوصا بعد الزيارتين التاريخيتين المتبادلتين لكل من الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، للسلطنة في سبتمبر/أيلول 2022، وزيارة سلطان عُمان هيثم بن طارق للإمارات في أبريل/نيسان الماضي.
مسيرة حافلة
وتولى هيثم بن طارق، في 11 يناير/كانون الثاني 2020، مقاليد الحكم سلطانا لعمان خلفًا لابن عمه السلطان قابوس بن سعيد، الذي وافته المنية.
ومنذ توليه الحكم، وضع السلطان هيثم بن طارق أسسا وقواعد للحفاظ على المنجزات التي حققتها النهضة العمانية خلال العقود الخمسة الماضية، والبناء عليها، وصون مكتسبات النهضة لقيادة بلاده لتحقيق المزيد من التقدم والازدهار واستكمال بناء الدولة الحديثة وتسريع وتيرة الإنجازات.
ففي العام الأول من حكمه أصدر سلسلة مراسيم لإعادة هيكلة مفاصل الدولة وتسريع وتيرة الإنجازات، كان من أبرزها إصداره في أغسطس/آب 2020، 28 مرسوما، أعاد بموجبها هيكلة الكثير من مفاصل الدولة، حيث تضمنت إلغاء قوانين وإعادة هيكلة بعض الوزارات واستحداث أخرى وتغيير مسميات بعضها، ضمن مسارات واضحة، لتحسين الأداء وزيادة الإنتاج، وخفض الإنفاق، والقضاء على البيروقراطية.
كما تضمنت خطة الهيكلة ضخ دماء جديدة في الجهاز الإداري للدولة وتمكين الشباب لتولي المناصب القيادية والمشاركة في صنع القرار.
وشهد مستهل العام الثاني من حكم السلطان هيثم بن طارق مرسومين تاريخيين أصدرهما في 11 يناير/كانون الثاني 2021 في الذكرى الأولى لاعتلائه العرش، يتعلقان بالنظام الأساسي للدولة، والآخر بالسلطة التشريعية.
مرسومان تم بموجبهما وضع آلية محددة ومستقرة لانتقال ولاية الحكم في السلطنة، واستحدث منصب ولي العهد لأول مرة في تاريخ البلاد.
وفي العام الثالث من حكمه، توالت القرارات لتعزيز مسيرة النهضة المتجددة، فجاء قرار إعادة هيكلة مجلس الوزراء في 16 يونيو/حزيران 2022 ليؤكد حرصه على متابعة الجهود المبذولة في تجويد الأداء الحكومي لوحدات الجهاز الإداري للدولة تحقيقا لرؤية عُمان 2040.
كما تم إنشاء مجلس أعلى للقضاء برئاسته تكريسًا لنظام قضائي ناجز وتحقيق أرفع المعايير في العدالة والنزاهة والشفافية وتماشيًا مع أهداف وركائز رؤية عُمان 2040 وتوحيد جهات التقاضي والادعاء العام في منظومة قضائية واحدة.
وشهد العام الرابع من حكمه أول انتخابات برلمانية في عهده جرت في أكتوبر/تشرين الأول 2023 .
وعمل السلطان هيثم بن طارق خلال السنوات الخمس الماضية على إعادة هيكلة الجهاز الإداري للدولة وتحديث منظومة التّشريعات والقوانين حيث شهدت سلطنة عُمان تطورًا ملحوظًا في هذا الحقل المهمّ مما أسهم بشكل مباشر في تعزيز مختلف مجالات التنمية وبلغ عدد المراسيم السُّلطانية خلال هذه السنوات 470 مرسومًا.
ويحتفل العمانيون بالذكرى الخامسة لتولي السلطان هيثم بن طارق مقاليد الحكم في وقت تمضي فيه بلادهم قدما لتنفيذ الرؤية المستقبلية ”عُمان 2040″، وسط تفاؤل بمستقبل زاهر لبلادهم تحت قيادة السلطان هيثم بن طارق.
تلك النظرة التفاؤلية تعززها، مشروعات تنموية في مختلف المجالات تهتم بالشباب والمرأة والطفل ومختلف فئات المجتمع، وتؤكدها مؤشرات دولية ، حيث تحسن التصنيف الائتماني لسلطنة عُمان من قبل وكالات التصنيف الائتماني كما يلي:
- رفعت وكالة "ستاندرد آند بورز" تصنيفها الائتماني الثاني عن سلطنة عُمان إلى BBB-" " من BB+" " مع نظرة مستقبلية مستقرة.
- عدّلت وكالة "موديز" نظرتها المستقبلية لسلطنة عُمان من نظرة مستقرة إلى إيجابية مع تأكيد التصنيف الائتماني عند"Ba1".
- تقدّمت سلطنة عُمان في العديد من المؤشرات الدولية لتحقق قفزات نوعية في بعضها، حيث ارتفعت 39 مرتبة في مؤشر الحرية الاقتصادية 2024 الصادر عن مؤسسة "هيرتج فاونديشن" لتحل في المرتبة الـ 56 عالميًّا بعد أن كانت في المرتبة الـ 95 عالميًّا في عام 2023، وفي مؤشر ريادة الأعمال جاءت في المركز الـ 11 عالميًّا متقدّمة 27 درجة عن ترتيبها في عام 2022/ 2023.
أيضا كان لافتا حرص السلطان هيثم بن طارق منذ توليه الحكم على الالتقاء بالمواطنين مباشرة ليطلع على احتياجاتهم ومتطلباتهم.
وجرى أول لقاء شعبي مباشر بين السلطان وشعبه منذ توليه مقاليد الحكم في منتصف سبتمبر/أيلول 2020، حيث التقى عددا من شيوخ ولايات محافظة ظفار جنوبي السلطنة، أعقبته لقاءات شعبية عديدة استمع فيها السلطان لأبناء شعبه، وأكد لهم أن الحكومة ماضية قدما في كل ما من شأنه الارتقاء بالمواطن في كافة ربوع الوطن، وتحقيق الاستقرار الاقتصادي؛ لينعم بحياة أكثر هناء ورخاء.
أيضا في إطار حرصه على الاطلاع عن كثب على سير العمليّة التربويّة والتعليميّة، أجرى السُّلطان هيثم بن طارق نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي زيارة لمدرسة السُّلطان فيصل بن تركي للبنين بولاية العامرات بمحافظة مسقط، التقى خلالها بمجموعة من التربويين وأبنائه الطلبة من مختلف مدارس محافظة مسقط للاستماع إلى مبادراتهم وإنجازاتهم وآرائهم في مجال التعليم.
السياسة الخارجية
على صعيد السياسة الخارجية، تقدم سلطنة عُمان بقيادة السُّلطان هيثم بن طارق نموذجًا عالميًّا يُحتذى، أساسه الاحترام المتبادل والمصالح والمنافع المشتركة وعدم التدخّل في الشؤون الداخلية للدول واحترام المواثيق والقوانين الدولية وإعلاء مبادئ السّلام والإنسانيّة والحوار والتسامح.
الأمر الذي جعلها محط ثقة وتقديرِ الوحدات والمنظمات الدولية للقيام بأدوار فاعلة وتحقيق الأمن والسِّلم والاستقرار في عدد من القضايا على المستويين الإقليمي والدولي، وأن نهج السلام والتعاون هو السبيل الأوحد والنموذج المثالي الأسلم للمنطقة والعالم.
وكان السلطان هيثم أكد عقب توليه الحكم أن السلطنة ستبقى كما عهدها العالم داعية ومساهمة في حل الخلافات بالطرق السلمية وباذلة الجهد لإيجاد حلول مرضية لها بروح من الوفاق والتفاهم، كما أنها ستواصل دورها كعضو فاعل في منظمة الأمم المتحدة تحترم ميثاقها وتعمل مع الدول الأعضاء على تحقيق السلم والأمن الدوليين.
وهو ما أكد عليه مجددا السُّلطان هيثم بن طارق خلال اجتماع مجلس الوزراء الذي عقد قبل أيام، وتناول فيه العلاقات مع الدول الشقيقة والصديقة ، وأشار إلى ما حفلت به الفترة الماضية من زيارات ولقاءات أسفرت عن نتائج طيبة، مؤكداً على استمرار تعاون سلطنة عُمان مع الدول كافة وفي كل المجالات لتحقيق المصالح المشتركة معها وبما يتوافق مع مبادئ سلطنة عُمان وثوابتها الراسخة.