60 صورة وقصة عن حرب سوريا وآلام ضحاياها تروى في برلين
أوجاعهم وأطرافهم المبتورة وأجسادهم التي وسمتها الحرب بجروحها كلها هنا مرفوعة على هذا الجدار الذي غطته صورهم بمعرض فيدنهوفر
الجدار الذي جسد مأساة ألمانيا وقسمها إلى ألمانيتين، يحضن اليوم مأساة السوريين.
أوجاعهم وأطرافهم المبتورة وأجسادهم التي وسمتها الحرب بجروحها كلها هنا مرفوعة على هذا الجدار الذي غطته صورهم بمعرض له هدف أساسي، بأن يخرج من يمر أمامه من حياتهم الدافئة المريحة ويتعرفوا إلى مآسي الآخرين، لهذا الهدف نظم الفنان الألماني كاي فيدنهوفر هنا على الجدار وعلى مساحة 364 مترًا.
المعرض الذي غطته وسائل إعلام عربية وألمانية وعالمية منذ انطلاقته في يوليو الماضي ويستمر لنهاية سبتمبر الجاري، نجح في أن يوصل صوت "نجومه" إلى كل العالم في أكثر من 60 صورة لدمار المدن السورية وتحديدًا "عين العرب" كوباني ولضحايا الحرب السورية ورفع إلى جانبها قصصًا تؤلم وتشرح وتروي.
الألم هذا قد يؤدي إلى التغيير حسب فيدنهوفر، الذي يعتبر أن "الكثير من المشاهدين قد يجدون هذه الصور مرعبة، لكنها يمكن أن تمثل نقطة انطلاق لتغيير فعال.. يجب أن تصدمنا هذه الصور لإيقاظنا من حياتنا الدافئة المريحة".
الفنان الذي زار سوريا ليلتقط صوره ويشهد على الحرب، يعتبر أنه "من مفارقات الحرب أن إصابة شخص واحد تترك في نفوسنا انطباعًا أكبر، فالشخص الذي يمكنك أن تراه وتعرف اسمه ومصيره يؤثر فينا أكثر مما تفعل الأرقام الكبيرة من الضحايا"، مشيرا إلى مقولة الزعيم السوفيتي السابق جوزيف ستالين الذي قال إن "وفاة شخص واحد مأساة، أما وفاة مليون فمسألة إحصائية".
ها هي الطفلة ابنة 12 عامًا "سندس حوارنة" تقف أمام الكاميرا وتنظر إلى مصورها بعين واحدة تحكي حكايتها دون أن تنطق بما فعله البرميل.. البرميل الذي قتل أقاربها ورفيقاتها.
وها هو عمار ابن 8 سنوات، يبتسم لعدسة تلتقط صورة جسده "كاملاً" بذراع يمنى مبتورة ورجل نصف مبتورة، عمار أصيب في 2012 بعد أن سقطت قذيفة على بيته في درعا، وعولج في الأردن وفي فرنسا.. لكن علاجه لن ينسيه ما حصل، ولن ينسيه أخته التي توفيت باللوكيميا؛ لأن قوات النظام حاصرت بلدته ومنعتها من الوصول إلى العاصمة لمتابعة علاجها الكيميائي.
وهنا دعاء ابنة السنتين وأختها شهد السرشان التي تبلغ 5 سنوات.. كلاهما أصيبتا في رجليهما، أما دعاء محمد التي تبلغ 63 فإصابتها بيدها اليمنى تلتقها إثر قصف على منزلها في درعا، قبل دقائق من صلاة العشاء، كانت السيدة على وشك الوضوء، لكن القذيفة على خزان المياه كانت أسرع.. وأقسى.
علاج دعاء وزرع أعصاب وعظام ليدها أعاد إليها القليل من الكثير الذي فقدته، في الصورة ترفع دعاء عباءتها وتكشف عن الجهاز الحديدي المثبت ليدها "الجديدة".. ونظرتها تقول للعالم.. التفتوا إلى ضحايا سوريا.. نحن نموت كل يوم.