الجزائر.. الأزمة الاقتصادية تجبر 60 صحيفة على التوقف
وزير الاتصال الجزائري جمال كعوان يكشف عن أن الأزمة الاقتصادية أجبرت 60 صحيفة جزائرية عن التوقف.
كشف وزير الاتصال الجزائري جمال كعوان عن أن الأزمة الاقتصادية أجبرت 60 صحيفة جزائرية عن التوقف، من بينها 26 جريدة يومية و34 أسبوعية منذ 2014، من أصل 140 صحيفة تنشط في مجال الصحافة المكتوبة بالجزائر.
توقف صدور قرابة نصف صحف الجزائر منها العمومية ومنها الخاصة، يعود بالأساس بحسب تصريحات سابقة لمسؤولين جزائريين إلى انخفاض الدعم الذي تقدمه الدولة لهذه الصحف على شكل إعلانات، والتي انخفضت بنسبة 65 % ما بين سنتي 2015 و2016، بفعل التراجع الحاد في أسعار النفط.
في حين تقدر أرقام وزارة الاتصال الجزائرية أن قيمة سوق الإعلانات في الجزائر تقارب 200 مليون دولار سنويا.
وإن كان الوزير الجزائري قد أعطى أسبابا أخرى عجلت في غلق الصحف بالجزائر من بينها منافسة الإعلام الإلكتروني لهذه الصحف وانتشار المعلومة بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن مسألة احتكار الدولة للإشهار تبقى من الأسباب الرئيسية باعتراف الوزير، الذي توقف في الزقت ذاته زوال أخرى للأسباب ذاتها.
فرغم الأزمة المالية التي بدأت منذ 2014 إلا أن الوزير السابق للقطاع، عبد الحميد غرين، رفع في 2016 من نسبة احتكار الوكالة الجزائرية للنشر والإشهار لسوق الإعلانات في الجزائر إلى 65 % التي تمنع على جميع المؤسسات والشركات العمومية نشر الإشهار في الصحف دون المرور عليها، وتقوم بتوزيعها على المتعاملين، وتبقى النسبة المتبقية لمتعاملي الهاتف النقال وقطاعات السيارات والأغذية.
ورغم أن الجزائر كانت من أوائل الدول في المنطقة العربية التي أقرت الانفتاح الإعلامي في دستور 1989، إلا أن الساحة الإعلامية في البلاد لا زالت تفتقر لقانون خاص بالإشهار، ما عجل في الغلق النهائي لـ 60 صحيفة في 3 سنوات.
وإن كانت الجزائر لازالت محتكرة لقطاع الإعلانات، إلا أن الملاحظ أن توقيف الصحف مس صحفا حكومية وأخرى خاصة تدعم توجهات السلطة في الجزائر، ولم يقتصر الأمر فقط على الصحف التي تتبنى سياسات معارضة، وهو ما تسبب أيضا في خسارة الوكالة الرسمية لأكثر من 50 % من مداخيلها منذ بدء الأزمة الاقتصادية في البلاد.
وفي تعليقه على قضية اختفاء هذا العدد الهائل من العناوين الصحفية في الجزائر، قال رئيس تحرير صحيفة الخبر الجزائرية، شريف رزقي: "إنني ضد غلق الصحف مهما كانت الأسباب، لكن الأمر كان متوقعا؛ لأن الوضع لم يكن عاديا منذ البداية".
وأضاف "الكثير من هذه الصحف التي أغلقت أبوابها هي لأشخاص لا علاقة لهم بمهنة الصحافة، ولم يكن هدفهم مهنيا بل ماديا فقط، وتأسيسهم لهذه الصحف من أجل الاستفادة فقط من ملايين الإشهار العمومي، فهي لا تطبع إلا ألفين أو 3 آلاف نسخة على أقصى تقدير، وتمنح للصحفيين الفتات".
وقال أيضا "إنه بحكم خبرتي في مجال الصحافة التي تتعدى 30 عاما، فإن المجال يعيش الكثير من المشاكل، من بينها دخول غرباء على المهنة وحصولهم على بطاقة الصحفي المحترف، ومسألة الإشهار التي يجب أن تبقى بعيدة عن أي تأثيرات سياسية، خاصة وأن الجزائر دفعت الثمن باهضا من أجل حرية الكلمة والتعبير".
aXA6IDMuMTM1LjIwNi4yNSA= جزيرة ام اند امز