لأول مرة.. الجزائر تعتمد 3 جامعات خاصة
لأول مرة منح الاعتماد لـ3 جامعات خاصة في الجزائر، بعد 6 عقود من احتكار الدولة لمجال التعليم العالي
قررت الجزائر لأول مرة منح الاعتماد لـ3 جامعات خاصة في البلاد، بعد 6 عقود من احتكار الدولة لمجال التعليم العالي، في الوقت الذي تعاني فيه الجامعات الجزائرية من مشاكل الاكتظاظ وقلة التأطير في عدد من التخصصات.
وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي الجزائري، طاهر حجار، إن وزارته قررت منح التراخيص لـ3 جامعات خاصة من بين 30 شخصا قدموا دفتر الأعباء.
وعلى الرغم من أنها المرة الأولى إلا أن الوزير الجزائري ذكر أن منح الاعتماد "جاء بتحفظ"، في إشارة إلى عدم اقتناع الوزارة بالعروض التي قدمها أصحاب الجامعات الثلاث، إضافة لما ذكره الوزير الجزائري أن "طاقة استيعاب هذه الجامعات مجتمعة لا تتعدى ألف طالب فقط"، في الوقت الذي تحصي الجامعة الجزائر أزيد من مليون و655 ألفا من بينهم 341 ألف طالب جديد.
كما تحفظ وزير التعليم العالي الجزائري عن إعطاء أية معلومات أو تفاصيل أخرى عن التخصصات التي سيتم اعتمادها في هذه الجامعات، والمناطق التي ستنشط بها، وهو ما رأى فيه البعض رغبة من الوزارة لإعادة تكييف عروض الجامعات المقبولة مع متطلبات المرحلة الحالية للجامعة الجزائرية، وعدم التسرع في فتحها.
في حين يبقى التخصص الوحيد الذي تأكد أن الوزارة الجزائرية قد استثنته من التخصصات المسموحة للجامعات الخاصة هو تخصص الطب.
وتتضمن الشروط التي كشفت عنها الوزارة الجزائرية في مارس/آذار الماضي، أن يكون مدراء كل الجامعات الخاصة وبكل معاهدها من حاملي الجنسية الجزائرية، وأن يكونوا من أصحاب الكفاءة العلمية والتجربة المهنية في مجال التعليم العالي.
كما يلزم الجامعات الخاصة بالالتزام التام بالبرامج التعليمية وجميع محتوياتها التي أقرتها الوزارة الجزائرية، واحترام "القيم الوطنية ورموز الدولة والوحدة الوطنية وكذا الأمن والدفاع".
وترى أستاذة اللغة الإنجليزية في الجامعة الجزائرية، منال شيخي، في حديث مع "بوابة العين" الإخبارية أن "الجزائر تأخرت كثيرا في اعتماد جامعات خاصة، وهي خطوة مهمة للارتقاء بالتعليم العالي".
وأضافت "رغم الجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة منذ الاستقلال في بناء الجامعات وغيرها إلا أن الظروف تغيرت، وفتح مجال التعليم العالي أمام الخواص سيخفف الأعباء على الدولة".
بدوره قال الدكتور محمد لحباري، أستاذ الري والهندسة المدنية، في اتصال مع "بوابة العين" الإخبارية "إن الجامعة الخاصة تعني البديل الأحسن والأمثل للطالب من حيث التكوين والتأطير وفرص العمل أيضا، لكن الوزارة مطالبة بعدم التسرع في فتحها، وأن يخضع كل تخصص للمعايير العالمية، لكنها تبقى فرصة مهمة لإعادة تقييم شامل للمنظومة في الجزائر".
لكنه يرى "أنه رغم الإيجابيات التي تضيفها للقطاع، إلا أنها ستفتح المجال واسعا أمام عدم تكافؤ الفرص سواء بين طالب الجامعة العمومية والخاصة".
تأتي هذه الخطوة الجديدة، في الوقت الذي بقيت فيه الجامعة الجزائرية محافظة على غيابها عن التصنيف العالمي للعام الـ15 على التوالي، حيث أظهر التصنيف الذي أجراه موقع "يوني رانك" لأحسن 200 جامعة في العالم و200 جامعة في إفريقيا في 2017، غياب الجامعة الجزائرية عن هذه القائمة.
أما إفريقيا فقد اكتفت جامعة "قاصدي مرباح" بمدينة ورقلة (جنوب الجزائر) بحفظ ماء وجه الجامعات الجزائرية باحتلالها المرتبة الـ41 ضمن أحسن 200 جامعة إفريقية، والمرتبة الـ38 ضمن أحسن الجامعات العربية.
وضمن التصنيف الإفريقي، برزت 25 جامعة جزائرية أخرى، من بينها جامعة تلمسان التي جاءت في المركز الـ51، وقسنطينة في المرتبة الـ59، وجامعة بسكرة الـ61، وجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا في العاصمة الجزائرية التي جاءت في المركز الـ68 إفريقيا.
غير أن وزير التعليم العالي والبحث العلمي في الجزائر انتقد التصنيفات التي تُبعد الجامعة الجزائرية، حيث قال في تصريحات صحفية "إن الهيئات العالمية التي تصدر التقييمات الخاصة بالجامعات لم تقم بزيارة الجامعات الجزائرية ولا مرة"، مضيفا أنها "تكتفي في تقييمها على ما يتم نشره عبر المواقع الإلكترونية الخاصة بالجامعات".
تجدر الإشارة، إلى وجود 50 جامعة في الجزائر، و32 مدرسة عليا، و13 مركزا جامعيا، و11 مدرسة عليا لتكوين الأساتذة، و49 جامعة للتكوين المتواصل.
aXA6IDEzLjU5LjEzNC42NSA= جزيرة ام اند امز