11 ألف إصابة سنويا بسرطان الثدي في الجزائر
الجزائر تحتل المركز الثالث عربيا في الإصابة بسرطان الثدي.
تعتبر الجزائر من أكثر الدول التي تتزايد فيها حالات الإصابة بمرض السرطان الفتاك سنوياً بمختلف أنواعه، ومعها يتزايد عدد ضحايا هذا المرض.
وكشف المعهد الجزائري للصحة العمومية في تقرير له عن أن الجزائر تحصي 11 ألف إصابة سنويا، 10% منها لأسباب وراثية، ما يجعلها تحتل المركز الثالث عربيا.
وما زاد من ارتفاع عدد المصابين بهذا النوع الخبيث من الأمراض في الجزائر انتشاره عند الفئة العمرية 35 سنة وأكثر.
ولا يكفي المريضات بسرطان الثدي في الجزائر معاناتهن وآلامهن من هذا المرض الخبيث، بل تواجه كثيرات منهن "آلاما اجتماعية أخرى"، حيث تشير إحصائيات رسمية إلى أن المحاكم الجزائرية تسجل حوالى 4 آلاف حالة "طلاق" سنويا بسبب المرض، حيث يقرر كثير من الأزواج التخلي عن زوجاتهم بسبب المرض، ومنهن من "طُلقن وهن على فراش الموت".
عبد الحميد (34 سنة)، يروي لبوابة العين قصة والدته التي توفيت بهذا المرض منذ 4 سنوات، وكيف واجهت المرض نفسيا وعائليا.
يقول عيد الحميد: "مباشرة بعد اكتشاف المرض في جسد الوالدة، لم يكن أمامها سوى إجراء عملية جراحية لاستئصال الثدي المتورم، وقد ساعدها على اتخاذ هذا القرار والدي الذي يعمل طبيبا ويدرك جيدا أن الكشف المبكر عنه قد ينقذ حياتها".
"استمرت حياة الوالدة بشكل طبيعي بعد ذلك" يضيف عبد الحميد أن سلوك "زوجها (الوالد) بدأ في التغير، فقل اهتمامه بها وبنا جميعا، وأصبح يقضي معظم وقته في عيادته، وهذا ما أثر بشكل كبير على نفسية الوالدة، التي أصبحت تحس أن وجودها لم يعد فيه فائدة، رغم أننا حاولنا بكل الطرق الاهتمام بها ومساعدتها في كل شيء".
ويضيف عبد الحميد: "إلى أن عاودها المرض بشكل أسرع من المرة الأولى، وانتشر بشكل لا يمكن للعلاج أو للجراحة فعل أي شيء، حتى إن زوجها سَلَّم بالأمر، وكأنه كان ينتظر عودة المرض، إلى أن وافتها المنية، وبعد أقل من عام تزوج الوالد من شقيقتها".
ورغم الآلام التي تعيشها المصابات بهذا المرض، إلا أن المختصين يؤكدون أن هذا النوع من السرطان يبقى قابلا للعلاج بنسبة 95% في حال اكتشافه مبكرا، حيث قالت الدكتورة تومي نصيرة، المختصة في أمراض النساء، إن "ثقافة معاينة الطبيب سنويا على الأقل تبقى ضئيلة جدا في الجزائر، وهذا ما يصطدم الكثيرات عند اكتشافهن أنهن مصابات بمرض خطر، وفي حالات متأخرة".
وأضافت في اتصال مع بوابة "العين" "أن سرطان الثدي واحد من تلك الأمراض، وعلى النساء معاينة أنفسهن مرة أو مرتين في السنة، خاصة عند وصول المرأة سن 35 سنة فما فوق، حيث تزيد احتمالات الإصابة من هذا العمر، خاصة أن الكشف المبكر عن سرطان الثدي هو العلاج في حد ذاته، في ظل الإمكانيات المتوفرة من مستشفيات وأدوية تفيد المريض في بدايات المرض".
ويكلف علاج سرطان الثدي أموالا باهظة في الجزائر، حيث يصل علاج حالة واحدة لـ300 ألف دينار جزائري (أكثر من 2600 دولار)، بينما تصل التكلفة في المراحل المتقدمة من المرض إلى أكثر من 6 ملايين دينار جزائري (أكثر من 53 ألف دولار).