بالصور: طوابير "القاهرة للكتاب" التي لا تحتمل
الزحام يتزايد بصورة كبيرة، والغالبية العظمى من الشباب، والأجنحة تغص بالبشر، الحركة مستمرة، هذا هو معرض القاهرة للكتاب في يومه الخامس
خالف اليوم السادس من معرض القاهرة الدولي للكتاب الـ47، توقعات الطقس وجاءت شمسه منعشه وحرارته دافئة. المعرض كل يوم يصبح أكثر ازدحاماً وإقبالاً من الأيام السابقة، الزوار في أقل تقدير تجاوزوا حاجز الـ 200 ألف زائر.. لا مكان لقدم في أجنحة الكتب المخفضة والجماهيرية، وكذلك في الأماكن المفتوحة للأنشطة الفنية والثقافية وورش الأطفال، وفراغ نسبي في سرايات دور النشر العربية والأجنبية.
الانطباعات الإيجابية التي يتخذها المرء عند مراقبة الإقبال على معرض الكتاب والاهتمام بحضور فعالياته والتجول بين دوره، يتضاءل مع رصد الكم الهائل من الانتقادات السلبية وتذمر الزوار من الانتظار طويلاً لدخول المعرض. في جولة وسط زحام المعرض، رصدت «العين» العديد من المشادات الكلامية بين الزوار ورجال الأمن على بوابات الدخول، بسبب الطوابير الطويلة التي امتدت لعدة كيلومترات فعلية، مثقفون وكتّاب أبدوا استياءهم الشديد من هذه المشكلات المزمنة والمتكررة سنويا في معرض الكتاب.
أما الجهة المنظمة فتشير إلى أن بذلها الجهود في تيسير الأمور، ويقول المدير المسؤول عن المعرض ممدوح بدوي: "إن إدارة المعرض تسند هذه الأمور التنظيمية إلى شركات متخصصة تجتهد في أن تسير الأمور على ما يرام وأن يكون الدخول سهلاً من دون تعقيدات، لكن يحدث أن تكون الأعداد كبيرة فعلا.. ويمتد الطابور طويلا لكنه أيضا يسير بسرعة ولا يكاد الأمر يستغرق دقائق معدودة للدخول إلى المعرض..
من جهته يقول الكاتب والناقد سيد الوكيل: "في كل عام تواجهنا نفس المشكلة، وفي كل عام تتفاقم وتزداد حدتها، وهي مشكلة الطابور التي أصبحت فوق أي احتمال. المشكلة قد تنذر بكارثة أمنيا، فنحن أمام تجمع لآلاف الناس، ويمكن لأي مشاكل بسيطة أن تكبر بسهولة وتتفاقم ويشتعل الموقف".
وتابع الوكيل: "هذا التزاحم على باب الدخول يؤثر على العمل الأمني، ويرهق المسؤولين، وقد يؤدي إلى انفلات أعصابهم وإلى تسرب في دخول أي محظورات إلى داخل المعرض.. لقد رأيت بنفسي كيف نفد صبر رجال الأمن واضطروا لتمرير عشرات الزوار بلا تفتيش".
لا يكتفي الوكيل بطرح المشكلة، بل يقترح حلولاً لها فيقول: "المسألة قطعًا لها حل، وجود أبواب متعددة للدخول، وباب مخصص للمشاركين والعاملين، فقد كنت مشاركًا في ندوة، وحضرت قبل الموعد بربع الساعة، ولكني لم أتمكن من الدخول. وكان يمكن أن تكون أسماء المشاركين على البوابة الجانبية لضمان انتظام الفاعليات".
أما الزوار فيكفي النظر في وجوههم لتبيان حجم الغضب من الانتظار طويلاً، تقول سمية التي تنتظر منذ أكثر من ساعتين: إن "ما يجري غير مقبول ويهين زوار المعرض، نحن هنا لنشارك بفعالية ثقافية راقية، أقل ما نتوقعه أن نستطيع الدخول إلى المعرض بسرعة وهدوء، بدلاً من أن نستفذ طاقتنا ونهدر وقتنا في الانتظار بالطوابير المتكدسة".
ويوافقها أحمد الذي يقول إن "زائر المعرض يفترض أن يصرف وقته في البحث عن الكتب التي يحتاجها وحضور الندوات الهامة، لا أن يقف مذلولاً بهذا الشكل.. يجعلوننا نشعر وكأننا ننتظر توزيع الإعاشات والخبز علينا، في حين أننا نترك جامعاتنا وأعمالنا لنستفيد من المعرض لا لنعامل بهذا الشكل".
في السياق، بعض زوار المعرض أبدى انزعاجه قليلا من فكرة التزامن بين الفعاليات الثقافية والفنية والتي تصل في اليوم الواحد لما يقرب من خمسين فعالية أو يزيد.. بعض القراء ممن التقتهم «العين» أكد لها أن هناك غزارة لافتة في هذه الفعاليات، مما يشكل صعوبة على الكثيرين في متابعة أغلبها، الانتقاء ضروري ومهم لكن هناك حالة أقرب إلى الفوضى، أحدهم قال: "من الصعب جدا متابعة أكثر من 50 فعالية يوميا حتى لو تم الإعلان عنها جميعا قبلها بيوم واحد أو يومين من افتتاح المعرض: "نحن نريد خريطة أخرى للفعاليات موازية لخريطة التجول في المعرض، نحن نتوه بينها جميعا!".