ترشيح عون وفرنجية يعيق محاولة "لبننة" الرئاسة (تقرير)
الظرف الدقيق الذي يمر به لبنان يفرض انتخاب رئيس لا يشكل تحدياً لأحد ويكون مقبولاً من القوى السياسية الأساسية في البلاد
بعد مرور 20 شهراً على الشغور الرئاسي، يبدو أن وصول أي من القيادات المسيحية الأربعة إلى قصر بعبدا ضربا" من الخيال لأن ترشيح أي واحد منهم يشكل تحدياً كما قال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي.
من هنا فإن الظرف الدقيق الذي يمر به لبنان يفرض انتخاب رئيس لا يشكل تحدياً لأحد ويكون مقبولاً من القوى السياسية الأساسية في البلاد، وإذا كان الرئيس سعد الحريري اقترح ترشيح النائب سليمان فرنجيه للرئاسة فلكي يحل بترشيحه حلقة تعطيل نصاب جلسات الانتخاب، وكذلك فعل الدكتور سمير جعجع بترشيحه العماد ميشال عون للسبب نفسه.
لكن محاولة "لبننة" انتخاب الرئيس لا تبدو ناجحة حتى الآن لأن مرشح "حزب الله" المفضل هو الفراغ في انتظار أن تقول إيران كلمتها، وإلا لكان الحزب قرر تأييد عون أو فرنجيه أو عمل على سحب أحدهما للآخر، ولو أن "حزب الله" كان يريد فعلاً انتخاب رئيس للجمهورية وتعذّر عليه التوفيق بين عون وفرنجيه، لكان احتكم إلى الأكثرية النيابية في المجلس، فمن ينال منهما أصواتاً تفوق أصوات الآخر ينسحب له وتصبح المعركة عندئذ محصورة بمرشح واحد هو عون أو فرنجيه، وتصبح الكرة بالتالي في ملعب قوى 14مارس/آذار، فإما أن تنتخب مرشح 8 آذار فتتحمل عندئذ مسؤولية تعطيل النصاب أو تقرر مواجهة مرشح 8 مارس/ آذار بمرشح آخر وليفز من ينال أكثرية الأصوات المطلوبة.
يرى النائب الأول لرئيس حزب الكتائب جوزف أبو خليل أنه يستحيل على لبنان أن يحيد نفسه، لذلك من الصعب "لبننة" الاستحقاق الرئاسي، علما أن حزب الكتائب يحاول جاهدا العمل على هذه المسألة ولكن ليس باليد حيلة، ويضيف قائلا : فترة الفراغ ستطول نظرا لما يجري في سورية والعراق وخصوصا لجهة تسمية مرشحين من الفريق نفسه أي 8 مارس/آذار.
والسؤال المطروح الآن هو: هل يستمر "حزب الله" في مقاطعة جلسات الانتخاب لأنه لم يتبلغ بعد كلمة إيران أو لأنه لم يضمن بعد فوز أي من المرشحين عون وفرنجيه، خصوصاً بعدما قرر النائب وليد جنبلاط الاستمرار في تأييد مرشحه النائب هنري حلو؟ وهذا يعني أن أصوات كتلة جنبلاط في الانتخابات لن تذهب لا إلى عون ولا إلى فرنجيه بل إلى حلو فيصبح كل مرشح عندئذ عاجزاً عن الحصول على أصوات الأكثرية المطلوبة أي 65 صوتاً.
ويبدو أنه لا حظوظ للفوز بالرئاسة لأي مرشح ينتمي إلى 8 مارس/آذار وإلى مارس/14 آذار لأن دقة المرحلة لا تتحمل انتخاب رئيس يشكل انتخابه تحدياً لطرف ويجعله يشعر بأنه مغلوب، بل عليها محاولة الاتفاق على مرشح ثالث حتى إذا ما تعذر عليها ذلك تقرر النزول إلى مجلس النواب ولتنتخب الأكثرية المطلوبة من تشاء رئيساً للجمهورية .
فهل يبادر القادة في ضوء ذلك إلى طرح مبادرة جديدة "يلبننون" بها انتخاب رئيس مقبول، أم أن الخلافات بينهم ستحول دون ذلك؟ بانتظار اتفاق عربي وإقليمي ودولي على اختيار هذا المرشح الذي قد يُفرض عليهم وإن كان مرفوضاً منهم كما اعتادوا عند كل استحقاق.
aXA6IDMuMTQzLjI0MS4yNTMg جزيرة ام اند امز