بريطانيا: بوتين يدعم داعش.. وروسيا: معلومات خاطئة وخطيرة
وزير الخارجية البريطاني يتهم بوتين بتقويض الجهود الدولية لإنهاء الحرب في سوريا وتعزيز قوى داعش، وروسيا تقول إنها "معلومات خاطئة وخطيرة"
في إشارة واضحة من الإحباط مع الكرملين، وبّخ هاموند بوتين للتشدق بخدماته في العملية السياسية التي تهدف إلى إنهاء الحرب الأهلية السورية، في حين استهدف في غاراته معارضي الأسد الذين يرى الغرب فيهم مستقبل الحكومة السورية حين يرحل الأسد.
عندما بدأت روسيا الغارات الجوية في سبتمبر، سجّل بوتين تطورا في الحرب لصالح بشار الأسد، بعد النكسات الكبرى في عام 2015 التي ساعدت على تقدم الثوار إلى القلب الساحلي لطائفته العلوية.
تعقيباً على ذلك قال هاموند في حديثه لرويترز في مخيم الزعتري في الأردن "إنه لمصدر حزن مستمر لي، أن كل شيء نقوم به، يعمل بوتن على تقويضه"، وتابع "يقول الروس: هيا إلى طاولة الحوار.. وبعد ذلك يتحدثون ويتحدثون ويتحدثون في غضون ذلك يستمرون بالقصف لدعم بشار الأسد".
وتقول روسيا إنها تستهدف مجموعات مختلفة من المسلحين في سوريا، وليس داعش فقط، على الرغم من أنها تصرّ على أنها تركز في قتالها على استهداف داعش.
ويوم الاثنين، قالت وزارة الدفاع الروسية إنها نفذت 468 ضربة جوية في سوريا في الأسبوع الماضي، وضربت أكثر من 1300 هدف "إرهابي"، حسبما ذكرت وكالات الأنباء الروسية. وقالت الوزارة أيضا إنها سلمت أكثر من 200 طن من المساعدات إلى المدينة السورية المحاصرة دير الزور في يناير/ كانون الثاني.
لكن الثوار والسكان يقولون إن الضربات الجوية الروسية تسببت في إسقاط المئات من الضحايا المدنيين في القصف العشوائي للمناطق المدنية بعيدا عن الجبهة.
وعلق هاموند موضحا أن التدخل الروسي عكس آلية الجهود الدولية رأسا على عقب، وقال: "منذ التدخل الروسي في سوريا، والناس التي تأمل في العودة من المخيمات إلى سوريا، قد توقفت، وعوضا عن ذلك هناك تدفق جديد قادم بسبب السلوك الروسي، ولا سيما في جنوب سوريا على طول الحدود، ولم يكن التدخل الروسي إلا نكسة كبيرة للجهود الدولية الرامية لإيجاد حل سياسي للأزمة، وأضاف قوة لداعش".
وتابع وزير خارجية بريطانيا مشيرا إلى تحايل الروس وكيف أن أفعالهم تخالف أقوالهم، وقال: يزعم الروس أنهم يريدون تدمير "داعش" وبدلا عن ذلك يقصفون المعارضة المعتدلة فيما كانت الضربات الروسية ضد داعش 30% فقط، لذا كان تدخلهم مجرد تعزيز لداعش على أرض الواقع.
وفي المقابل، انتقدت روسيا بشدة تصريحات هاموند، وقالت وزارة الخارجية إنه ينشر "معلومات خاطئة خطيرة"، فيما قال الكرملين إن تصريحاته لا يمكن أخذها على محمل الجد.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين "من غير المنطقي توجيه تلك الاتهامات.. إنها ليست صحيحة وتتناقض مع جوهر الجهود التي تبذلها روسيا في سوريا."
وأضاف "تبذل روسيا بالأحرى جهودا ضخمة ومتسقة لمساعدة السوريين في حربهم على الإرهاب الدولي."
وتقول روسيا إنها تستهدف مجموعة من المتشددين في سوريا وليس تنظيم داعش فحسب رغم إصرارها على أنها تركز على التنظيم الإرهابي، ويقول المسؤولون الروس إن "الغرب يلعب بالنار بمحاولته الإطاحة بالأسد".
من جهة أخرى، وجد هاموند أن سياسة بوتن تتسم بالغموض، وقال "الشيء الوحيد الذي تعلمته من مشاهدة بوتين، لأول مرة عندما كنت وزيرا للدفاع والآن بعد منصب وزير الخارجية، هو أنه لا يهم أنك تشاهد ما يحدث، لا يمكنك رؤية أي شيء، الأمر غامض كلياً"، وتابع: "ليس لدينا أي فكرة ما هي خطة اللعبة في الكرملين، لم تعقد مجالس لمناقشة هذه الأمور، وما يحدث الآن فقط معروف في رأس بوتين فقط".
وردا على سؤال إذا كان الإيرانيون أكثر فائدة من الروس، أجاب هاموند "لا أعتقد أن أيا منهما ذو فعالية مجدية لعملية السلام، وكلاهما شريكان جنبا إلى جنب مع النظام السوري، والإيرانيون مثل الروس هدفهم الحفاظ على نظام بشار الأسد".