خبراء عراقيون يحذرون من تحول مدينة "الفلوجة" إلى "مضايا العراق" نتيجة حصار محكم منذ 3 أشهر
حذر خبراء عراقيون من تحول مدينة "الفلوجة" إلى "مضايا" العراق نتيجة حصار خارجي محكم منذ 3 أشهر، وطوق فرضه تنظيم "داعش" يمنع خروج المدنيين من داخلها ما ينذر بكارثة إنسانية.
وقال الخبير الأمني إحسان الشمري، إن "الفلوجة تعاني ما بين طوقين، الأول يفرضه داعش وهو أكثر قسوة، حيث فرض الجزية وحصل أموالًا من الراغبين في المغادرة، وتقف عن ذلك ومنع المدنيين من الخروج، واتخذهم دروعًا بشريًّا منذ بدء عملية تحرير الرمادي".
وأشار إلى أن الطوق الثاني فرض من القوات المسلحة العراقية تدعمها قوات "الحشد الشعبي" وهو مرن نسبيًّا يسمح بممرات آمنة محدودة.
وأضاف أن "الحكومة المحلية في الأنبار والحكومة المركزية في بغداد مطالبتان بالعمل على تقليل الخسائر في صفوف المدنيين في ظل الوضع المأساوي داخل الفلوجة التي ستكون عملية تحريرها "صعبة وطويلة" لوجود ما بين 5 إلى 10 آلاف أسرة داخلها".
وأضاف أنه "رقم كبير يفرض على عملية تخليصها من قبضة داعش الكثير من التحديات مقارنة بعملية الرمادي التي خرج جزء كبير من سكانها قبل سيطرة داعش على المدينة في مايو/آيار الماضي".
وأشار إلى أن "القوات الأمنية أحكمت حصار الفلوجة وعزلتها مع بدء عملية تحرير الرمادي التي أكسبت القوات خبرة ستفيد في عملية الفلوجة في توفير ممرات آمنة، وتنفيذ عمليات من قوات مكافحة الارهاب لإخلاء وإنقاذ المدنيين المحاصرين".
وتوقع أن تعتمد الحكومة العراقية خطة بتوفير ممرات آمنة للمدنيين، كما حدث في الرمادي رغم وقوع ضحايا نتيجة انفجار عبوات ناسفة مفخخة، أو عمليات قنص نفذها داعش للفارين من مناطق سيطرته.
ووصف المختص بالشؤون الإنسانية والحقوقية، فاضل أبو رغيف، الأوضاع بالفلوجة بأنها "معقدة للغاية" على ضوء أسلوب داعش في تفخيخ الطرق والدور السكنية واتخاذ المدنيين دروعًا بشرية، والذي يترافق مع نقص حاد بإمدادات الغذاء والدواء للسكان المهددون من داعش بالقتل حال محاولتهم المغادرة رغم ما تعلنه القوات العراقية من اتخاذ احتياطات لتأمين ممرات للمدنيين المحاصرين.
وقال أبو رغيف لـ"بوابة العين"، إن "الممرات الآمنة في عملية الرمادي لم تمنع سقوط ضحايا بين المدنيين من النساء والأطفال"، لافتًا إلى أنه لا توجد مخيمات لاستيعاب المدنيين المتوقع فرارهم مع بدء العملية العسكرية في الفلوجة في محيطها وتأمين ممرات للهروب من التنظيم.
وأضاف أن "المئات من العائلات الفقيرة وأصحاب الأمراض المزمنة ونساء وأطفال كثر لم يتمكنوا من مغادرة الفلوجة، وقدر عدد المحاصرين بالمدينة بقرابة ألف أسرة على الأقل"، مطالبًا بالشروع سريعًا في عملية تحرير الفلوجة وفق ما تم بعملية تحرير الرمادي، وتوفير ممرات آمنة إلى معسكرات للإيواء بأطراف الفلوجة.
الموت يلف "الفلوجة"
من جانبه، رأى الخبير السياسي عبد الكريم حطاب أن المدنيين في الفلوجة ما بين خيارات كلها مرة.
وقال حطاب لـ"بوابة العين"، إن المدنيين إما أن يفروا من المدينة المحاصرة وساعتها يقتلهم داعش، وإما أن يظلوا بداخلها حتي تدخلها القوات ويتعرضون للموت خلال الاشتباك المسلح وعمليات القصف التي من الصعب أن تميز عناصر داعش دون غيرهم من السكان".
وأضاف "الخيار الثالث أمامهم هو الموت جوعًا بشكل بطيء في ظل شح المواد الغذائية وغياب الدواء وحليب الأطفال".
وتابع قائلًا: "حتي من نجوا من الموت ووصلوا للقوات الأمنية أو الحشد تعرضوا للاعتقال والمساءلة والشكوك بوصفهم حواضن لداعش أو يتهمون بأنهم "خلايا نائمة".
وقال: "لم يدخل الغذاء والدواء مع إحكام الحصار على الفلوجة مع بدء عملية تحرير الرمادي، مما يهدد بحدوث موت بطيء للسكان لاسيما الأطفال والعجائز والمرضي، ما يهدد بتحويل الفلوجة إلى مضايا جديدة".
طالب الحكومتين المركزية والمحلية بالإسراع بفتح ممرات آمنة متعددة لقرابة 10 آلاف شخص على الأقل، وتحرير المدينة من قبضة مسلحي داعش، وتلافي سلبيات حدثت في عملية تحرير الرمادي التي دمرت بنسبة 90%، والاستفادة من إيجابيات إنقاذ المدنيين ونقلهم لمناطق آمنة".
يذكر أن القوات العراقية سيطرت يوم 28 ديسمبر/كانون الأول الماضي على مدينة الرمادي ورفعت العلم العراقي علي "المجمع الحكومي"، وأجرت عملية تطهير للعبوات الناسفة والمفخخة، ووفرت ممرات آمنة لخروج المدنيين، ووسعت نطاق عمليتها العسكرية شرقًا وحررت منطقة الصوفية، وتسعي لطرد داعش من السجارية وجزيرة الخالدية وضيقت الخناق على الفلوجة أهم معاقل التنظيم في الأنبار.
وتوصف الفلوجة بأنها "خاصرة بغداد" وتبعد عنها حوالي 60 كلم غربًا، وتسكنها عشائر وقبائل عربية، وبلغ عدد سكانها قرابة 320 ألف نسمة في عام 2011م.
aXA6IDMuMTQxLjE5OC4xNDcg جزيرة ام اند امز