المخرجة التونسية ليلى بوزيد.. لا بد أن نتكلم عما قبل الثورة
حلمت فرح بالموسيقى وفضلتها على دراسة الطب التي اختارتها لها العائلة، حلم لم يكن سهلًا قبل أشهر من اندلاع الانتفاضة الشعبية في 2011
حلم فرح بسيط، لكن في بلد كتونس قبل 2011، لم يبد الحلم سهل التحقيق.. حلمت فرح بالموسيقى وأرادت الانضمام لفرقة موسيقية شبابية على دراسة الطب كما خططت لها العائلة، حصل ذلك قبل أشهر من اندلاع الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بحكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي في 2011، وفي تلك الفترة ما كان مسموحًا لفتاة ثورة مثلها كسر القيود الاجتماعية لتنطلق إلى عالم الحرية.
فرح هي بطلة فيلم "على حلة عيني" التونسي، ومعها نتابع كيف اصطدمت بنظام بوليسي خانق يلاحقها سعيًا لإسكات صوتها واغتيال أغانيها التي تفوح بالحرية وتندد بالظلم.
الفيلم حصد جوائز عديدة، أهمها (التانيت البرونزي) لأيام قرطاج السينمائية و(المهر الذهبي) لمهرجان دبي السينمائي و(جائزة الجمهور) بمهرجان البندقية في إيطاليا و(العمل الأول) بمهرجان نامور في بلجيكا، وهذا ما يستدعي وقفة مع مخرجته الشابة ليلى بوزيد (32 عامًا) التي تقول لـ"رويترز": إنها "حتى اليوم لم أستوعب بعد النجاح الكبير الذي حققه الفيلم الطويل الأول في مسيرتي بعد تتويجه بعدة جوائز.. هذا أمر رائع".
وتقول بوزيد: إن "اختيار الحديث عن فترة ما قبل الثورة مهم بالنسبة لي لكشف حقبة مظلمة عانى خلالها التونسيون من نظام بوليسي خانق حارب بشدة حرية التعبير وسعى لاغتيال الكلمة وقتل الروح الإبداعية لدى الشباب"، معتبرة أنه "لا بد من الحديث عن الماضي لترسيخه في الذاكرة من أجل الوقوف ضد عودته".
وتعيش السينما في تونس صحوة في الفترة حالية بعد عرض عدة أفلام لاقت رواجًا كبيرًا؛ مثل (شبابك الجنة) للمخرج فارس نعناع، و(نحبك هادي) لمحمد بن عطية، و(قصر الدهشة) لمختار العجيمي، وتقول بوزيد: "كنا ننتظر منذ فترة جيلا جديدًا من المخرجين يحمل رؤية جديدة وأسلوبًا جديدًا يشد عشاق السينما".
لا تحبذ بوزيد ربط أعمالها بأفلام ميزت أسلوب والدها في الإخراج السينمائي، وتؤكد تحررها منها إلى رؤية خاصة نسجت خيوطها في أول أعمالها السينمائية الطويلة، وتعيش المخرجة التونسية ليلى بوزيد على إيقاع نجاح فيلمها الروائي الطويل الأول (على حلة عيني) بعد أن واصل حصد جوائز مهرجانات عربية ودولية وإشادة النقاد وإقبال عشاق السينما.
وليلى هي ابنة المخرج نوري بوزيد أبرز صناع السينما في تونس، وصاحب المسيرة الحافلة بالجزائر عبر أعماله السينمائية (ريح السد) و(صفائح الذهب) و(بنت فاميليا) و(عرائس الطين) و(آخر فيلم) و(ما نموتش).
وترفض المخرجة أن يقارن عملها السينمائي الأول بأفلام والدها، بل تريد أن ترسم أسلوبها الخاص والمختلف، وقالت "الحكم للجمهور والنقاد.. لكني أعتقد أنه بعيد كل البعد عن أفلام نوري بوزيد ومختلف عن أسلوبه ولا يشبهه".
وأضافت "لم يتدخل (نوري بوزيد) في أي مرحلة من مراحل صناعة الفيلم من كتابة السيناريو أو التصوير.. ومن شاهد الفيلم يدرك أنه مختلف عن أفلامه".
وقالت بوزيد -التي درست الآداب بجامعة السوربون، قبل أن تنتقل لدراسة الإخراج في معهد لافيميس بباريس-: "سعيدة جدا بنجاح الفيلم، خاصة بالإقبال الجماهيري الكبير.. بالنسبة لي عرض الفيلم في 24 ولاية بالبلاد حلم لم أصح منه بعد".
aXA6IDMuMTQ0LjkwLjIzNiA=
جزيرة ام اند امز